«مشاورات الرياض» تبحث 6 محاور... و«الحل» يمني

• الحوثيون يغيبون عن المفاوضات ويرفضون وقف إطلاق النار المعلن من التحالف
• ليندركينغ: نبحث عن «علاج دائم»

نشر في 30-03-2022
آخر تحديث 30-03-2022 | 00:05
جانب من الجلسة الافتتاحية للمشاورات اليمنية بالرياض أمس (أ ف ب)
جانب من الجلسة الافتتاحية للمشاورات اليمنية بالرياض أمس (أ ف ب)
انطلقت في الرياض، أمس، مشاورات يمنية لبحث 6 محاور، تحت رعاية مجلس التعاون الخليجي، وفي ظل غياب جماعة «أنصار الله» الحوثية المسيطرة على العاصمة صنعاء، في حين أبدى المبعوث الأممي الخاص هانز غروندبرغ تفاؤله.
بالتزامن مع دخول وقف إطلاق النار، الذي أعلنه تحالف دعم الشرعية، بقيادة السعودية، من جانب واحد، حيذ التنفيذ لتهيئة الأجواء، بدأت مشاورات يمنية - يمنية، برعاية مجلس التعاون الخليجي في مقر الأمانة العامة بالرياض، أمس، وسط تفاؤل أممي بإمكانية تحقيق المباحثات، التي رفضت جماعة «أنصار الله» الحوثية حضورها، اختراقا يدفع باتجاه إيجاد حل للصراع اليمني الذي دخل عامه الثامن.

وفي كلمته بافتتاح المشاورات، التي من المقرر أن تستمر حتى 7 أبريل المقبل، قال الأمين العام لمجلس التعاون نايف الحجرف إن «اتفاق الرياض يشكل خريطة طريق في اليمن واستكمال بنوده مطلب يمني»، مضيفا أن «الحل السلمي هو السبيل الوحيد للأزمة في اليمن».

ورأى الحجرف أن «المشاورات اليمنية تمثل منصة لتشخيص الواقع لنقل البلاد من الحرب إلى السلم،، فالحل يمني وبأيدي اليمنيين»، مؤكدا أنه «لا حل إلا ما يقرره أبناء اليمن، ولا مستقبل إلا ما يقرره أبناء اليمن»، وشدد على أن «الحل يمني ولأجل اليمن».

وأكد أن «نجاح المشاورات اليمنية ليس خيارا بل واقع يجب تحقيقه، ونأمل أن تمثل المشاورات فرصة لتحقيق السلام في اليمن»، لافتا إلى أن المشاورات ستشمل 6 محاور هي: «العسكري والسياسي، الإنساني والاقتصادي، والإصلاح الإداري والتعافي الاجتماعي».

واعتبر أن «جهود المجتمع الدولي عبر مبعوثيه تشكل دعما دوليا لإنهاء الصراع في اليمن عبر قرارات مجلس الأمن، ودعم كل ما من شأنه تحقيق الأمن والاستقرار»، كما ثمن استجابة تحالف دعم الشرعية باليمن لدعوة وقف إطلاق النار، مؤكدا أنها «مشكورة وداعمة».

وأرسل مجلس التعاون الخليجي دعوات لنحو 500 شخص من مختلف المكونات في المجتمع اليمني «دون استثناء».

تفاؤل أممي

من جهته، أعرب المبعوث الأممي الخاص لليمن هانز غروندبرغ، الذي يشارك في المشاورات، عن تفاؤله بإمكانية الوصول إلى اتفاق سلام يمني، معربا عن أمله أن تؤدي مشاورات الرياض إلى «دفع المتحاربين إلى طاولة المفاوضات للتوصل إلى حل سياسي شامل».

وأضاف غروندبرغ أن «الخسائر الكبيرة التي مني بها اليمن لا يمكن حصرها بسبب الفرقة السياسية، والاقتصاد الذي تضرر»، إضافة إلى «فقدان الخدمات الإنسانية»، لافتا إلى أن «الشباب اليمني حرم مستقبله بسبب هذه الظروف القاسية»، وشدد على أنه «طالما استمر النزاع سيكون له تأثير كبير على المدنيين».

وذكر أن الشعب اليمني يحتاج إلى أن يرى «طريقاً واضحاً»، مشيرا إلى أن محادثات الرياض تساعد على «تطوير سبل للتوصل إلى حل سياسي شامل، يركز على كل الشؤون الاقتصادية والعسكرية والاجتماعية»، وتابع: «يحدوني الأمل والتفاؤل تجاه نجاح هذه العملية وأشعر بالحماس، وهذه رسالة يجب أن نبعثها، اليمن يريد نهاية لهذه الحرب ويريد أن يتحقق السلام».

ورأى أن «هناك حاجة لإجراءات عاجلة للتخفيف من آثار الحرب على المدنيين»، معلنا أنه «سيستأنف في الفترة المقبلة مشاوراته مع كل الأطراف اليمنية»، وشدد على أن اليمن يحتاج إلى الدعم من جيرانه للوصول إلى الخدمات ومصادر الطاقة.

علاج أميركي

وفي كلمته أمام الجلسة الافتتاحية، دعا المبعوث الأميركي لليمن تيم ليندركينغ إلى «علاج دائم للصراع في اليمن»، مؤكدا أن مشاورات الرياض «تعبير عن التزام إقليمي ودولي لإنهاء الصراع اليمني، كما أنها تشكل فرصة من أجل الحوار، لكي يتحدث اليمنيون معا ويناقشوا وجهات نظرهم المختلفة».

وأردف ليندركينغ: «نحن في الولايات المتحدة والمجتمع الدولي يمكننا أن نجد الفرصة لكم للحديث، لكن أنتم من يجب أن تحددوا مستقبلكم، لذا أتمنى أن تكون هذه المحادثات ناجحة»، ورحب بإعلان «التحالف» تعليق العمليات العسكرية باليمن، معلنا دعم واشنطن اقتراح الأمم المتحدة عقد هدنة خلال شهر رمضان، واعتبر أن هذه قد تكون «خطوة أولى لوقف إطلاق نار شامل وبدء عملية سلام شامل في اليمن».

وشدد على أن «الولايات المتحدة تؤيد قيادة الأمم المتحدة لتطوير حل سلمي شامل للجميع، وخصوصا من خلال المشاورات في عمان، والتي عقدت بداية مارس الجاري، ولا يمكن الحديث عن الحياة في اليمن دون الحديث عن المساعدات الطارئة»، مشيرا إلى زيارته الأخيرة لليمن قبل 3 أسابيع، والتي قال إنها كانت مؤسفة نظرا للأوضاع الإنسانية الصعبة التي يعيشها المدنيون.

واستدرك: «يجب على المجتمع الدولي أن يقدم مساعدات ليقلل من المعاناة اليمنية»، داعيا إلى زيادة المساعدات لليمن إلى مليار دولار، وأعرب عن شعوره بخيبة الأمل «بسبب التقصير، لذا أتوجه إلى المانحين لزيادة المساعدات الطارئة، لا نريد أن يشعر اليمنيون بخيبة الأمل»، وأكد أن «الولايات المتحدة هنا للتعبير عن التزامها بتقديم مساعدات للشعب اليمني».

رفض حوثي

في المقابل، لوحت حركة أنصار الله، المتحالفة مع إيران، والتي رفضت حضور المشاورات احتجاجا على انعقادها في السعودية، باستئناف الاعتداءات التي تستهدف دول «التحالف».

وقال عضو المكتب السياسي في الحركة اليمنية المتمردة محمد البخيتي، تعليقا على وقف «التحالف» العمليات العسكرية في اليمن، «إنه إذا لم يرفع الحصار المفروض على مطار صنعاء وموانئ اليمن البحرية فإن الخطوة لا معنى لها».

وشدد البخيتي، عبر «تويتر»، على أن «الحصار يعد عملا عسكريا، لأنه مفروض بقوة السلاح»، مضيفا أن «معاناة اليمنيين من الحصار أشد من الحرب نفسها، ما يعني استمرار العمليات العسكرية اليمنية التي تستهدف كسر هذا الحصار».

وليل الثلاثاء ـ الأربعاء، قرر «التحالف» الداعم لقوات حكومة الرئيس عبدربه منصور هادي وقف العمليات العسكرية اعتبارا من السادسة صباح أمس، وقال إن الخطوة تأتي لـ«إنجاح المشاورات وخلق بيئة إيجابية لصنع السلام».

back to top