أخطاء الرئيس الأميركي

نشر في 29-03-2022
آخر تحديث 29-03-2022 | 00:10
علاقتنا الممتازة كدول مجلس تعاون خليجي مع الولايات المتحدة تراجعت بشكل كبير خصوصاً في عهد الإدارة الحالية، فالرئيس بايدن يرسل الرسائل السلبية إلى المنطقة، وهو قاب قوسين أو أدنى من توقيع اتفاقية مع إيران تسمح لها بطريقة أو أخرى بامتلاك سلاح نووي.
 قيس الأسطى كارثة أن ننكر الدور الرئيس للولايات المتحدة في تحرير الكويت في عام 1991، لأننا لم نتعود على نكران الجميل، بالإضافة إلى تحالف دولي من ثلاث وثلاثين دولة، والكارثة الأكبر أن ننسى موقف دول مجلس التعاون الخليجي بقيادة الشقيقة الكبرى المملكة العربية السعودية والدور الحاسم للراحل الكبير الملك فهد بن عبدالعزيز، وما زلت أتذكر مقولته: «إما أن ترجع الكويت أو تروح معها السعودية»، رحم الله الملك فهد وجميع قادة دول مجلس التعاون إبان الغزو العراقي الغاشم.

لكن علاقتنا الممتازة كدول مجلس تعاون خليجي مع الولايات المتحدة تراجعت بشكل كبير خصوصاً في عهد الإدارة الحالية، فالرئيس بايدن يرسل الرسائل السلبية إلى المنطقة، وهو قاب قوسين أو أدنى من توقيع اتفاقية مع إيران تسمح لها بطريقة أو أخرى بامتلاك سلاح نووي، وهو يعتزم أيضاً رفع الحرس الثوري من قائمة الإرهاب، مع أن العالم بأكمله يشاهد الدور التخريبي الذي يمارسه الحرس في العراق وسورية واليمن وتدريبه للخلايا الإرهابية في جميع دول المنطقة بدون استثناء.

مع كل هذا وفور إعلان روسيا الاتحادية الحرب على أوكرنيا وتطور المعارك العسكرية والقفزة الطبيعية لأسعار النفط والغاز كرد فعل على الحرب، تطلب الإدارة الأميركية من دول الخليج رفع الطاقة الإنتاجية لكي تستقر الأسعار بالحد الذي يراه الرئيس بايدن مناسباً، فلم يشرك دول مجلس التعاون بالمباحثات مع إيران، وينظر إلينا كخلجيين بسلبية وتجاهل، وبين ليلة وضحاها يريد أن يأمر فيطاع.

عفواً فخامة الرئيس بايدن دول مجلس التعاون ليست تابعة لك، ففيها ملوك وأمراء دول منذ مئات السنين، كما أن لها حكومات ومجالس أمة وشورى لا خياماً على أراض قاحلة، وإن كان السكن في الخيام ليس عيباً، فقد سكنها الأجداد أيام شظف العيش، فإذا أردت أن تناقش أسعار النفط فهناك شروط لدول مجلس التعاون تتعلق بإعادة التوازن في المنطقة ووقف تسليمها لإيران والمنظمات التابعة لها.

الطائرة الرئاسية الأميركية قادرة على التحليق للمنطقة برحلة دون توقف، أما إعطاء الأوامر عبر الأطلسي فتلك أيام قد ولت إلى غير رجعة وخصوصاً أن الصينيين يخطبون الود وهم مستعدون للتحرك باتجاه دول مجلس التعاون الخليجي.

فهل وصلت الرسالة؟ آمل ذلك!!

قيس الأسطى

back to top