ميثاق الأمة

نشر في 25-03-2022
آخر تحديث 25-03-2022 | 00:00
 خالد وهف المطيري لم نصل للنضج الديموقراطي رغم مرور 60 عاماً على ميلاد الدستور الكويتي الذي توصي جل مواده بحقوق المواطن والنهوض به في جميع المجالات، ولو بحثنا في كل المجالس المتعاقبة لوجدنا أن النهضة والعمران وبناء الوطن والمواطن بدأت بداية صحيحة رغم بطئها، حيث جنينا ثمارها على الوطن والمواطن في حقبة السبعينيات حتى منتصف الثمانينيات ومن ثم تعطلت عجلة التنمية، وبدأت العودة إلى الوراء وأصبح البلد يوماً عن يوم يخسر ما وصل إليه من نهضة على أيدي رجالات الكويت المخلصين الذين سعوا إلى كل ما من شأنه أن يؤدي إلى تقدم الوطن ورفاهية المواطن.

وكان سبب هذا التعطل هو التكتيك السياسي الجديد، حيث تحالفت السلطة مع من يملك المال، وبعدها تغيرت المبادئ وأصبح الهدف المرجو تنمية الجيوب لا تنمية البلاد، حتى بدأت المشاريع والشركات الخاصة لأصحاب النفوذ تنمو وتكبر من ثروات الكويت، وأدى كل ذلك إلى تأخر البلد وتعطل كل شيء، وبعدها ظهرت المشكلة الإسكانية والصحية والتربوية والفساد والسرقات التي يعرفها الجميع، وكلها ثابتة ومؤكدة بالأرقام والأسماء، كل ذلك أدى إلى غضب عارم من الشعب بكل أطيافه مما جعلهم يقومون بدعم كل مرشح شعاره القضاء على الفساد والمفسدين، وبذلك أصبح لدينا من يطلق عليهم نواب المعارضة الذين تسببت السلطة بظهورهم بسبب هذا الفساد، وتهميش الشعب ونسيان متطلباته الضرورية، وعدم التفكير في حلها وتركها تتفاقم سنةً بعد سنة.

وبكل أسف عند وصول هؤلاء النواب الإصلاحيين للمجلس تم شراء ولاءاتهم إما بالمال أو بالمعاملات، حيث ازداد السوء سوءاً وأصبح لدينا نواب حكوميون ونواب معارضون، وفقد الشعب ثقته بأغلب النواب، حيث كانوا يطرحون أنفسهم في الانتخابات كنواب إصلاحيين ومعارضين للفساد، وعند وصولهم للمجلس يتحولون إلى نواب حكوميين ويهتمون بمصالحهم الخاصة وينسون كل ما تعهدوا به في حملاتهم الانتخابية ويصبحون جزءاً من الفساد.

لذلك علينا جميعاً كشعب أن ننضج ديمقراطياً وفكرياً ونتحرر من القيود القبلية والطائفية والفئوية ونتحد جميعاً لمصلحة بلدنا والحفاظ على مقدراته، وتكون هناك دعوة إلى مبادرة يشارك فيها جميع رجالات الدولة من سياسيين ومفكرين وأكاديميين ورموز سياسية، وتكون مشاركتهم كأشخاص لا كتيارات، ويضع كلٌ منهم تصوره لإنقاذ البلد بالاتفاق على وثيقة نسميها وثيقة (ميثاق الأمة) وتكون كل بنودها مقنعة للشعب ومتفق عليها ويلتزم بها الجميع كي يتبناها كل مرشح يطرح نفسه لأي انتخابات قادمة، وتكون كل شعارات الحملات الانتخابية في كل الدوائر تحمل شعاراً واحداً وأهدافاً واحدة وهي القضاء على الفساد في كل أشكاله، والبدء بالإصلاح وتحريك عجلة التنمية في البلاد.

وهي دعوة لجميع الشرفاء للتحرك الجاد لتبني هذه الفكرة ووضع اللبِنة الأولى لوثيقة (# ميثاق الأمة) ونتكاتف جميعاً يداً بيد حتى تنزاح الغمة السياسية عن بلادنا وتشرق الشمس على وطن النهار من جديد.

● خالد وهف المطيري

back to top