نظرة أفكار وهموم الراحل وحياته العائلية والسياسية

في اليوم الثاني من أعمال الملتقى الكويتي بحضور باقة من المثقفين بمركز جابر

نشر في 24-03-2022
آخر تحديث 24-03-2022 | 00:00
في اليوم الثاني من أعمال الملتقى الكويتي، كان الحضور على موعد مع شهادات جديدة في حياة وأفكار وهموم رجل الفكر والدولة العلامة الراحل عبدالعزيز حسين، في الندوة التي نظمها الملتقى الكويتي، واستضافها مركز الشيخ جابر الأحمد الثقافي، بحضور باقة من المثقفين على مدى يومين.

شهادة عائلية

بدأت الجلسة الأولى بالفترة الصباحية، والتي أدارتها د. حصة الملا، بشهادة ابنه وزير النفط الأسبق م. هاني عبدالعزيز حسين، الذي أعطى للجمهور نظرة عن حياة عبدالعزيز حسين العائلية والشخصية، وكيف كان يحب الأطفال، ولا ينزعج منهم، ويهتم بالمرأة والأسرة، ويكافح من أجل حقوق جميع فئات المجتمع، كما كان يخصص وقتا كبيرا للأسرة.

وتابع: "كان يجلس إلينا، ويحادثنا حول مراحل حياته، والصعوبات التي واجهها، وما استطاع أن يحققه من إنجازات".

وأضاف حسين الابن، أن والده كان شغوفا بحب البحر والبيئة الكويتية البحرية، ويشاركه ذلك أقرانه، حيث ولعه بصيد السمك، وكان "يحرص على قضاء عطلة نهاية الأسبوع والإجازات معنا في الشاليه، كما كان دائما ما يزور الجُزر الكويتية، لحُبه للهدوء والبعد عن الصخب، وكانت سعادته لا توصف عندما يجتمع مع أحفاده، دون أن يضيق بصراخهم ولعبهم، لأنه كان عاشقا للأطفال".

السياسي الممتنع

بعدها انتقل الحديث إلى رئيس الصندوق العربي لحقوق الإنسان د. غانم النجار، الذي قدَّم بحثاً بعنوان "عبدالعزيز حسين... السياسي الممتنع"، حيث غاص من خلال ورقته البحثية في رحلة حسين السياسية، والتي قضى فيها 17 سنة من حياته، مؤكدا أن حسين كان سياسيا، بكل ما تحمله الكلمة من معنى، وإن كان ممتنعاً عن هذا، نظراً لأهدافه الانفتاحية والتنويرية الكبرى.

وأضاف أن حسين كان مدركاً أن مصير ونهضة الكويت مرتبطان بمحيطها العربي، وهو عمل سياسي، مؤكدا أن إصداره مجلة البعثة كان يُعد عملا انقلابيا في هذا العصر، وليس مجرد عمل سياسي، مشيرا إلى أنه خاض معارك سياسية كثيرة في ثوب ثقافي، منها: تعليم المرأة، وإنشاء المدارس، وتعزيز الحركة الثقافية والفنية في البلاد.

طراز فريد

واختتمت الجلسة الأولى بشهادة مؤسس ورئيس الملتقى الكويتي، الأديب طالب الرفاعي، والتي قال خلالها: "لسنوات طويلة ظلت صورة عبدالعزيز حسين (1996 -1920) تلوح أمامي بين آن وآخر"، مؤكدا أن تلك الصورة تحمل ملمحين أساسيين؛ الأول لرجل يبدو مكللاً بهالة من الهدوء والثقة، والثاني إنجازات رجل سبق عصره وصنع نجاحات من طراز فريد.

وأشار إلى أنه دار بباله أن يكتب رواية سيرة ذاتية عن عبدالعزيز حسين، لكن الحمل كان ثقيلا، لأن كتابة الرواية تتطلب الغوص في أعماق عبدالعزيز حسين، الذي لا يعرف الجمهور شيئا عن حياته شديدة الخصوصية، كما لم يترك كتبا في حياته كلها سوى كتاب واحد هو "المجتمع العربي في الكويت" بالستينيات، و60 مقالا في مجلة البعثة، ما دفع إلى تنظيم الندوة، ليساهم فيها عدد من الأبحاث لمفكرين وأساتذة ومهتمين بمسيرة عبدالعزيز حسين، فضلاً عن إصداره كتابا بعنوان الندوة، وموجود لدى مركز البحوث والدراسات، ويضم جميع مقالات حسين مع تحليل خاص لتلك المقالات.

ضياع القدوة

وفي نهاية شهادته، شدد الرفاعي على أهمية "وجود القدوة التي بضياعها تضيع بوصلة المجتمع، كما نعاني الآن، حيث لا يجد الشباب من يقتدون بهم للأسف، رغم وجود شخصيات مهمة في تاريخ وحاضر الكويت، إلا أن النظام التعليمي لا يتيح لأبنائنا التعرف على تلك الشخصيات والتعلم منهم".

وبعد استراحة قصيرة بدأت الجلسة الثانية والأخيرة بالفترة الصباحية، وأدارت الجلسة د. فاطمة السالم، وتحدث فيها أولاً د. حامد الحمود في ورقة بحثية بعنوان "الأستاذ عبدالعزيز حسين وجذور الوعي الديموقراطي في الكويت"، وقال فيها: "رأيت أن من أفضل المناهج للتعرف على الإرث الثقافي لدى المرحوم عبدالعزيز حسين هو التمعن فيما كتبه هو نفسه، ولعل أفضل ما كتبه وتوافر لي هو (محاضرات عن المجتمع العربي في الكويت)، والذي كتبه عام 1959، حيث كان على أبواب الأربعين من العُمر، والتي تعتبر مرحلة النضج عند الإنسان، لذا كان الكتاب عميقاً في طرحه بكل فصوله التسعة".

قومي عروبي

وأكد الحمود أن تعلم عبدالعزيز حسين الذي لاقح بين الثقافة الأزهرية الإسلامية المحافظة، والدراسة في جامعة لندن، أهَّله أن يقدم هذا الكتاب، ومسيرة علمية وسياسية وثقافية، كما كان يعيش بالأمل، ويؤكد دائما حسه وهمه القومي العروبي والوطني، وحديثه المستمر حول أن العالم العربي سيعود لمجده وحضارته وتأثيره العالمي.

وتحدث ثانيا في ختام الجلسة الصباحية الكاتب والفنان خالد العبدالمغني، في ورقة بحثية بعنوان "عبدالعزيز حسين والفن التشكيلي... من البعثة إلى المعارف"، وقال فيها إن رحلة حسين تمثل نموذجا للإنسان المثقف الحقيقي الذي ساقته الظروف ليلعب دورا سياسيا وثقافيا في نهضة مجتمعه، ويخلق فارقا على مدى 5 عقود، وكان له في كل مفصل أثر، وفي كل موقع بصمة، وكان شاهدا على المتغيرات، وفاعلا في احداث التغيير منذ كان طالبا في البعثة بمصر في أربعينيات القرن الماضي، ومديرا للمعارف في الخمسينيات، ووزيرا للدولة في أوائل السبعينيات، وامتدت إلى النصف الثاني من ثمانينيات القرن الماضي.

عزة إبراهيم

back to top