خاص

العصيمي لـ الجريدة•: «ثروة» صانع سوق على 15% من شركات السوق الأول و10% في «الرئيسي»

تواصل مستمر مع «البورصة» وهيئة الأسواق لتطوير الخدمة وإزالة التحديات

نشر في 22-03-2022
آخر تحديث 22-03-2022 | 00:05
 نائب الرئيس التنفيذي لشركة ثروة للاستثمار براك العصيمي
نائب الرئيس التنفيذي لشركة ثروة للاستثمار براك العصيمي
في الآونة الأخيرة زادت وتيرة إقبال الشركات المدرجة في بورصة الكويت للأوراق المالية على تعيين صانع سوق لها، بهدف خلق السيولة على أسهمها، إضافة إلى تقليص الفروقات السعرية في سجل الأوامر، وتعد شركة ثروة للاستثمار إحدى أهم الشركات الرائدة التي تقدم خدمات صانع السوق، باعتبارها تحظى بحصة تمثل 15 في المئة من شركات السوق الأول، و10 في المئة من شركات السوق الرئيسي.

ورأى نائب الرئيس التنفيذي لشركة ثروة للاستثمار براك العصيمي أن هناك عدة تحديات واجهت نظام عمل صانع السوق، مشيرا إلى أن التطوير يتم من خلال زيادة ثقافة ووعي المتداولين عن نشاط صانع السوق، كما يمكن تطويره عبر توفير منتجات أخرى مثل صناديق الـETF والمشتقات المالية.

وقال العصيمي، في حوار مع «الجريدة»، إن صانع السوق لا يحقق الفائدة فقط للشركات، بل للمساهمين والمتداولين أيضا، إذ لعبت شركة ثروة دورا رئيسيا في تأهيل بعض الشركات للسوق الأول، وحافظت على وجود أخرى في نفس السوق، وأعادت الثقة لبعض الأسهم الأخرى، بسبب توفير نوع من السيولة لها، مبينا أن هناك مفهوما خاطئا حول دور صانع السوق في السوق المالي، وهناك بعض التحديات والمتطلبات التي يحتاجها لتطوير نظام عمله، وفيما يلي التفاصيل:

* ما طريقة وآلية عمل صانع السوق؟

- صانع السوق هو نشاط مرخص من قبل هيئة أسوال المال وبورصة الكويت، إذ يرتكز دوره على خلق السيولة على أسهم الشركات، إضافة إلى تقليص الفروقات السعرية في سجل الأوامر.

وتتمثل آلية عمل صانع السوق لسهم معين من خلال اتفاقية مبرمة مع شركة معينة ليكون صانع سوق لسهمها، من خلال إدخال الأوامر والقيام ببيع وشراء السهم لخلق السيولة، وفي بعض الأحيان وليس دائما يستفيد صانع السوق من الصفقات التي يتممها من خلال الفروقات بين سعر البيع وسعر الشراء، كما يستفيد صانع السوق من عملية الخصم على العمولات المدفوعة من قبل المقاصة، وقد تصل العمولة إلى 90 في المئة من العمولات المدفوعة بناء على الكميات المتداولة خلال شهر، علما أنها تستحق في حال تغطية نسبة 30 في المئة من تداول السهم السوقية.

* هناك مفهوم مفاده أن صانع السوق هو مالك السهم أو من يتحكم فيه، ما تعليقك؟

- هذا المفهوم حول دور صانع السوق وآلية عمله خاطئ، وللعلم صانع السوق تفاديا لأي خطورة لا يحتفظ بملكيته لكميات كبيرة للسهم بعد نهاية التداول، بمعنى أنه يتفادى تملك كميات كبيرة لسهم معين قبل إقفال السوق، كونه يقوم بعمليات شراء وبيع السهم ليصفي كمياته نهاية التداول.

ويتواجد صانع السوق في حالة صعود السهم ونزوله، كما هو الحال في حالة وجود السيولة وعدمها، وبالنهاية هناك التزامات عليه من قبل جهات كثيرة، والتحكم في السهم لا يؤدي الهدف من وجود صانع سوق، كما أننا نستطيع ذكر أن شركة ثروة للاستثمار بصفتها من أوائل الشركات التي مارست هذا النشاط استطعنا تغيير هذا المفهوم الخاطئ تدريجيا، مع استمرار متابعة المتداولين والشركات لنشاطنا الملحوظ في الفترة الماضية، حيث قمنا بعمل توعية لعملائنا بغرض إيصال المفهوم الصحيح لطريقة عمل صانع السوق.

* ما تحديات عمل صانع السوق؟

- هناك تحديات كثيرة وتنقسم إلى قسمين: الأول بحكم حداثة المجال، فلا يوجد سوق عمل له، إضافة الى شروط الوظائف واجبة التسجيل في هيئة أسواق المال التي قامت مشكورة بإعادة النظر في المتطلبات على صناع السوق.

أما القسم الثاني فهو فني، فعلى سبيل المثال في بداية ممارسة النشاط كان صانع السوق لا يستطيع إدخال أكثر من أمر بيع وأمر شراء واحد للصفقة الواحدة، مما تترتب عليه فجوات كبيرة بسجل الأوامر، حيث كانت الأوامر قليلة جدا، ولكن قامت بورصة الكويت بتعديل وزيادة الأوامر الى 5، وهناك تحد فني آخر هو عدم وجود أولوية لصانع السوق في سجل الأوامر.

* ما هي كيفية تطوير عمل صانع السوق؟

- بحكم أننا أكبر صانع سوق في الكويت نعتقد أن التطوير يأتي من خلال توفير منتجات أخرى في بورصة الكويت، وعلى سبيل المثال صناديق الـETF والمشتقات المالية وأولوية الأوامر.

* لماذا لا نرى إفصاحات عن فعاليات وأداء صانع السوق؟

- هناك إفصاحات أسبوعية من صانع السوق إلى هيئة أسواق المال، إضافة إلى أن البورصة أيضا لديها اطلاع على التداولات اليومية لكل صانع سوق، وتلتزم الشركات المرخصة من قبل الهيئة بتقديم خدمة صانع السوق على التعليمات والأطر التنظيمية الواردة بهذا الشأن وفقا لآليات العمل الخاصة به.

* ما الفائدة التي حققتها الشركات التي اختارت "ثروة" لتكون صانع سوق لها؟

- أولا لابد أن نذكر أن الفائدة ليست فقط للشركات، ولكن للمساهمين والمتداولين أيضا، فالشركات هناك من ترشحت لتكون بالسوق الأول، ثم تأهلت للسوق الأول هذا العام، وبعضها العام المقبل إن شاء الله، وهناك شركات أخرى حافظت على وجودها في السوق الأول، إضافة إلى أن هناك شركات وجدت تدفق سيولة عالية على أسهمها مما أعاد الثقة بالسهم الى المستثمرين.

ولصانع السوق دور كبير في تأهيل الشركات للدخول في المؤشرات العالمية، وتحتفظ شركة ثروة للاستثمار بنصيب الأسد بين الشركات التي تقدم خدمة صانع السوق في بورصة الكويت، إذ إن لديها عقودا مع عدد من الشركات المدرجة، بما يمثل 15 في المئة من شركات السوق الأول، و10 في المئة من شركات السوق الرئيسي، ونتوقع زيادة الطلب من قبل الشركات المدرجة على تعيين صانع سوق لها، وسيكون لشركتنا نصيب منها.

وخلال عام 2020 تم توقيع أول اتفاقية لصانع السوق، وتأهيل إحدى الشركات للسوق الأول، ومحافظة إحدى الشركات على مستويات السيولة الخاصة بها واستمرارها في سوقها، وتوقيع اتفاقية مع 6 شركات، أما في عام 2021 فقد تم ترشيح إحدى الشركات للسوق الأول، وتأهيل أخرى، وانتهى العام بتوقيع 14 اتفاقية، وخلال 2022 تمت ترقية إحدى الشركات، ووصل عدد الشركات التي تؤدي "ثروة" دور صانع سوق على أسهمها نحو 18 شركة.

* هل هناك تواصل مع البورصة والهيئة لتطوير عمل صانع السوق؟

- طبعا التواصل موجود دائما على جميع الصعد لتطوير وتسهيل عمل نظام صانع السوق، مثل تطوير النظام التشغيلي وتطوير العمل بشكل عام من خلال التعاون المشترك على تطوير الخدمة المقدمة بما يحقق الأهداف المنشودة منها.

* كيف يمكن الاستفادة من عملية البيع على المكشوف واقتراض واقراض الاسهم في نظام عمل صانع السوق؟

- بداية، لابد من الإشارة إلى أن عملية البيع على المكشوف غير متوفرة حاليا لصانع السوق، أما الاقتراض فهو حق جائز لصانع السوق، ولديه الخيار في استخدامه من عدمه، وذلك على حسب السهم، فهناك عملية اقتراض الأسهم من المساهمين، وأيضا هناك عملية اقتراض أسهم الخزينة من الشركة، ولكل واحد منها مميزاتها وعيوبها، ويتم تحديد العمل من خلالها حسب مقتضيات العمل.

* ما المخاطر التي يتعرض لها صانع السوق؟

- المخاطر عديدة، ومنها الأعطال الفنية التي يمكن أن تؤثر على عدم التزامنا بالمتطلبات، وبالتالي خسارتنا للخصم الشهري، وأحد المخاطر أيضا تكون عند وجود ضغط على السهم، والتزاما من صانع السوق بالضوابط فإننا ملتزمون بأن نشتري، وبالتالي نتملك السهم إلى يوم التداول التالي، إضافة إلى التزام صانع السوق بالتواجد عند وجود تداولات عالية وأسعار عالية، ووجوده عند التداولات القليلة وفي حالة تراجع الأسعار.

* كم المدة التي يسمح لصانع السوق بالتواجد فيها على السهم أثناء فترة التداول؟

- التزاما بقوانين ولوائح البورصة والهيئة فإن صانع السوق ملتزم بأن يكون موجودا 80 في المئة من أوقات التداول، وللعلم لا يسمح لصانع السوق بالمشاركة في مزاد الاغلاق.

* ما فائدة وجود أكثر من صانع سوق على سهم واحد؟

- السيولة تكون أكبر لأن جميع الأطراف (صناع السوق) لديهم التزام من قبل البورصة بالتداول، فوجود صانع سوق ثان أو أكثر يثري سجل الأوامر ويخلق سيولة على السهم، ويضمن التأهل للسوق الأول أو أحد المؤشرات العالمية، علاوة على أن صناديق الاستثمار لديها خيارات أكثر مع توفر السيولة على أسهم صانع السوق، بحيث لا تكون هناك خطورة في عدم قدرتهم على التجميع او البيع في اي وقت.

* هل يعاني السوق قلة الخبرات اللازمة لعمل صانع السوق، وكيف تغلبتم عليها؟

- في البداية كانت هناك قلة خبرات، ولكن تم التغلب عليها عن طريق الاستعانة بجهات خارج الكويت لتزويد المتداولين (موظفو إدارة صانع السوق لدينا) بدورات مكثفة حول دور وآلية المتداول في منصة صانع السوق، وللعلم هي ليست قلة خبرة بقدر انها تغيير لمفهوم، فإدارة الصناديق والمحافظ تختلف تماما عن إدارة محفظة صانع السوق، لأن الأخير مضطر لأن يتداول يوميا، عكس الصناديق والمحافظ بإمكانها الشراء اليوم والانتظار لفترة لتحقيق الأرباح.

عيسى عبدالسلام

التطوير يتم بزيادة ثقافة المتداولين وتوفير منتجات مثل «ETF» والمشتقات

هناك مفهوم خاطئ حول دور صانع السوق وآلية عمله وقمنا بتوعية عملائنا

العمولة تصل إلى 90% من العمولات المدفوعة بناء على الكميات المتداولة
back to top