«قبر ولكن» تسدل الستار على «أيام المسرح للشباب»

قدمتها فرقة المسرح الشعبي حول عالم أشبه بحاوية نفايات

نشر في 21-03-2022
آخر تحديث 21-03-2022 | 00:00
اختتمت مسرحية «قبر ولكن» عروض مهرجان أيام المسرح للشباب، الذي يقام على خشبة مسرح الدسمة، لتناقش قضية الفساد الذي حول العالم إلى ما يشبه حاوية نفايات كبيرة.
قدمت فرقة المسرح الشعبي، أمس الأول، آخر العروض المتنافسة على جوائز مهرجان أيام المسرح للشباب في دورته الـ13، وهي مسرحية بعنوان «قبر ولكن»، التي تناولت العديد من القضايا الإنسانية الشائكة، وتمحورت فكرتها حول الظلم والفساد الممنهج وعدم المساواة وغياب العدالة، والتشدق بالإنسانية الزائفة، فضلا عن عجرفة وتسلط أصحاب النفوذ الذين يظهرون بثياب أنيقة، وهم في الحقيقية كومة من القاذورات.

ودارت الأحداث، التي أجاد حبكتها المؤلف عثمان الشطري، حول مجرم هارب يدعى «سليم»، ليس لذنب اقترفه وإنما لمخالفته قانون القمامة، بعد انتشاله لطفل رضيع وجده ميتا في الحاوية، التي ألقاه بها أب معدوم الضمير، فالأب الذي يشغل منصبا مهما في دار للرعاية، هو أبعد ما يكون عن هذا الدور.

وبرع الفنان بدر الهندي في أداء دور «سليم»، وهو رمز للإنسان المسالم، ولكنه أيضا المجرم الهارب، إضافة إلى الفنان محمد بوشهري في دور الشرطي، فضلا عن شهد ياسين وسلمى شريف ومشعل العيدان، الذين قدموا مهارات تمثيلية عالية المستوى.

وحول العناصر الفنية كالسينوغرافيا، فقد لعبت دورا مهما في ثراء العرض، وعمقه الدرامي، كما اكتمل المشهد بديكورات زينب العلي، وتجلى ذلك في قطع الحاويات، التي عبرت بوضوح عن رسالة النص، إضافة إلى العديد من التفاصيل الأخرى الهامة، وكان للأزياء أيضا اختيارها الموفق والمناسب للشخصيات، رغم أن العمل جاء في اللازمان واللامكان، وهو ما منح تصميم الأزياء حرية كبيرة في الإبداع.

المسرحية من تأليف عثمان الشطي، وإخراج عبدالله الهويدي، وتمثيل يوسف المطر، محمد بوشهري، بدر الهندي، محمد بوشهري، فهد العامر، سلمى شريف، مشعل العيدان، شهد ياسين، وماكياج أمل خالد، وديكور وأزياء زينب العلي، ومساعد مخرج رشا بدر، وموسيقى لمحمد النصار، وتصميم الإضاءة حسن الأميري.

حلقة نقاشية

وبعد عرض مسرحية «قبر ولكن»، أقيمت حلقة نقاشية حولها، وكان المعقب الرئيسي فيها د. يحيى عبدالتواب، وأدارها حمد الحلوان، الذي رحب في البداية بالحضور المشارك، وقام بالتعريف بأسرة العمل المسرحي.

وقال د. عبدالتواب عن العمل: «في الحقيقة استمتعت جدا بالعرض المسرحي، لأنه بدون عنصر المتعة لن يكون هناك جمهور حاضر لتلك النوعية من المسرحيات، ومن خلال عنوان المسرحية (قبر... ولكن) يتبين المعنى، وهو دلالة على أن المقبرة فيها أحياء، وهم الذين بلا ذنب لهم حرموا من إنسانيتهم ومن حقوقهم ومن أقل ما يتمتع به الإنسان، وهكذا فهمت العنوان بعدما شاهدت العرض».

وأضاف: «استطاع المخرج وفريق العمل تجسيد أفعال مفهومة مؤثرة ومتنوعة وجمالية، وأيضا من خلال كلمات النص، كأنه نص شعري، وهذا ما جرى في بعض الحوارات».

وتطرق د. عبدالتواب الى السينوغرافيا قائلا: «بدت من الوهلة الأولى أنها بسيطة، لكن استخداماتها أدت الى تنوع في العمل، من خلال الإيحاءات التي كانت مؤثرة، ومنها الإضاءات التي كانت منظمة ومتلونة، بحيث تساعد على استخدام المخيلة، والتصرف في السينوغرافيا هو تصرف ديناميكي حركي ليس ثابتا».

وأردف: «الملابس عنصر من السينوغرافيا أيضا، وليست منعزلة عنها، وكان هناك تناسق، وكل ما نسمعه من حوارات الممثلين يعتبر جسما صوتيا، تتجسد في تضاريس من حيث الانفعال»، لافتا إلى أن المسرحية لم تخل من الكوميديا رغم مأساة قصتها، وهو جهد مميز من الفنانين أن يتمسكوا بالحس الكوميدي رغم كل هذه الصعوبات.

تعقيب الحضور

بعدها شارك عدد من الحضور في التعقيب، وكانت البداية مع الفنان علي الحسيني، الذي ثمن الجهود التي يبذلها المهرجان من أجل إنجاح الفعاليات، متابعا: «أقدم رسالة إلى جميع المسرحيين، حيث كنت يوما من الأيام في مكانكم وفي بداياتي، بحيث يكون المسرحي منفعلا ومندفعا في تقديم الأفكار، ومن قلة الخبرة يتم تقديم هذه الأفكار مرة واحدة».

وأردف الحسيني: «أتوجه بنصيحة إلى جميع الزملاء مفادها أن جمال العرض المسرحي يكمن في الأفكار، لذلك هناك حاجة الى القراءة وإلى العلم الذي يخدم الرسالة المسرحية والعرض».

كما شارك عدد من الحضور في التعقيب، وأشادوا بالعرض وما قدموه، ومنهم سارة البلوشي وخالد الخميس ومنيرة العبدالقادر وعبدالعزيز صفر.

back to top