اعتداءات حوثية تستهدف منشآت للطاقة في السعودية

المملكة تصد هجمات بالمُسيّرات والزوارق المفخخة... والكويت ودول عربية تدين التصعيد

نشر في 20-03-2022 | 09:15
آخر تحديث 20-03-2022 | 09:15
في وقت تمرّ أسواق النفط العالمية بحالة من التخبّط على وقع الغزو الروسي لأوكرانيا واحتمال تأثُّر إمدادات الطاقة بسبب الحرب الدائرة منذ 4 أسابيع، صعّد المتمردون الحوثيون - بدعم إيراني - هجماتهم العدائية العابرة لحدود اليمن، مستهدفين خصوصاً المنشآت الاقتصادية والمدنية في السعودية بطريقة ممنهجة ومتعمدة، بهدف زعزعة السوق وضرب الاقتصاد الدولي.
قابلت ميليشيا الحوثي المدعومة إيرانياً جهود ومبادرات السلام الخليجية وتحرُّكات الأمم المتحدة لفرض هدنة خلال شهر رمضان المبارك بتصعيد عسكري كبير استهدف - على وجه الخصوص - المنشآت النفطية والاقتصادية في السعودية، في وقت تلوح في الأفق أزمة طاقة غير مسبوقة بسبب الحرب الدائرة منذ 4 أسابيع بين روسيا وأوكرانيا وتداعياتها المرتقبة على السوق الدولية ورفع الأسعار على مستوى العالم.

وأكد المتحدث الرسمي باسم قوات التحالف، العميد الركن تركي المالكي، أن ميليشيا الحوثي الإرهابية المدعومة من إيران صعدت مساء أمس الأول وفجر أمس من هجماتها العدائية العابرة للحدود باتجاه المملكة لاستهداف الأعيان المدنية والمنشآت الاقتصادية بطريقة ممنهجة ومتعمدة.

وأوضح المالكي أن قوات الدفاع الجوي والقوات الجوية الملكية السعودية اعترضت ودمرت صاروخاً باليستيا استهداف مدينة جازان، كما دمرت وأسقطت 9 طائرات مسيّرة مفخخة أطلقت نحو جازان وخميس مشيط والطائف وينبع وظهران الجنوب.

كروز إيرانية

وبيّن المالكي أن الهجمات الحوثية الإرهابية تتعمد استهداف الأعيان المدنية والاقتصادية والمحمية بموجب القانون الدولي الإنساني وقواعده العرفية وباستخدام صواريخ باليستية وطائرات مسيّرة، مشيراً إلى أن التحقيقات الأولية أثبتت استخدامها صواريخ كروز إيرانية استهدفت محطة تحلية المياه المالحة بالشقيق ومحطة التوزيع التابعة لشركة أرامكو بجازان.

ووفق المالكي، فإن المواقع المستهدفة شملت كذلك محطة نقل الكهرباء بظهران الجنوب ومحطة الغاز التابعة لشركة الغاز والتصنيع الأهلية بخميس مشيط، ومعمل الغاز المسال التابع لشركة أرامكو السعودية في ينبع، وتسببت بأضرار مادية بالمنشآت ومركبات مدنية ومنازل سكنية جراء الاستهداف، وتناثر شظايا الاعتراض.

وشدد المتحدث على أن التحالف يتابع انطلاق هجمات عدائية عابرة للحدود من مطار صنعاء الدولي، مشيراً إلى أنها تسببت بأضرار مادية لمركبات مدنية ومنازل سكنية ولا خسائر بالأرواح.

وبيّن العميد المالكي أن هذه الهجمات البربرية تمثّل تصعيداً خطيراً، كما أنها تعبّر عن موقف ميليشيا الحوثي الإرهابية من الدعوة المُقدمة من الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية د. نايف الحجرف، لاستضافة مشاورات يمنية - يمنية بين جميع الأطراف المتحاربة، وتؤكد نهجها الرافض لكل الجهود والمبادرات الدولية، ومنها المبادرة السعودية لإنهاء الأزمة اليمنية والوصول إلى حل سياسي شامل ومستدام.

الاقتصاد العالمي

ونددت وزارة الطاقة السعودية بالاعتداءات الإرهابية بالطائرات المسيرة والصواريخ على المرافق المدنية ومنشآت إمدادات الطاقة، محذّرة من أن المحاولات الحوثية الجبانة تخرق كل القوانين والأعراف الدولية ولا تستهدف المملكة فقط، لكنها تستهدف زعزعة إمدادات الطاقة، وبالتالي ضرب الاقتصاد العالمي كلياً.

ونقلت وكالة الأنباء الرسمية (واس) عن مصدر بوزارة الطاقة أن الاعتداء على مرافق شركة ينبع ساينوبك للتكرير في جازان أدى إلى انخفاض مستوى إنتاج المصفاة مؤقتاً، وأنها ستعوّض هذا الانخفاض من المخزون، موضحاً أن محطة توزيع المنتجات البترولية تعرضت لاعتداء بطائرة مسيّرة وبعدها تعرّض معمل ينبع للغاز الطبيعي ومرافق شركة ينبع ساينوبك للتكرير لهجومين منفصلين بطائرتين مسيّرتين.

وفي حين نبهت الوزارة إلى أن بعض هذه الهجمات يؤثر في الملاحة البحرية في منطقة حساسة كالبحر الأحمر، ويعرّض السواحل والمياه الإقليمية لكوارث بيئية كبرى، أعلن التحالف تدمير زورق مفخخ على ساحل مدينة الحديدة داخل اليمن، وإحباط هجوم وشيك استهدف حرية الملاحة جنوب البحر الأحمر.

موقف حاسم

يأتي التصعيد بعد يومين من إعلان الحجرف عن استضافة مجلس التعاون لمفاوضات يمنية - يمنية من 29 الجاري إلى 7 أبريل لمناقشة 6 محاور، بينها عسكرية وسياسية، وتهدف إلى فتح الممرات الإنسانية وتحقيق الاستقرار برعاية الأمم المتحدة وبدعم خليجي.

ودان الأمين العام لمجلس التعاون، بأشدّ العبارات أمس، استمرار ميليشيا الحوثي في إطلاق الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه السعودية بشكل ممنهج ومتعمد.

ودانت الكويت ومصر والبحرين والأردن والعراق وقطر الهجوم، فيما رأت «الخارجية» اليمنية أنه يأتي ردا على دعوة مجلس التعاون لإجراء مشاورات بين الأطراف السياسية اليمنية في الرياض، مبينة أن «جماعة الحوثي تنتهج سلوكاً عدائياً رافضاً لكل الجهود والمبادرات الإقليمية والدولية المبذولة لإنهاء الأزمة اليمنية والوصول إلى حل سياسي شامل ومستدام».

وغداة ترحيب المجلس الانتقالي الجنوبي بمبادرة مجلس التعاون وانفتاحه على مشاورات شاملة بحضور جميع الأطراف المعنية لمعالجة القضايا المحورية، وفي طليعتها قضية شعب الجنوب دون أي شروط مسبقة، أعلن مبعوث الأمم المتحدة، هانس غروندبرغ، أنه يناقش هدنة محتملة في اليمن، مشيراً إلى أنه التقى أمس الأول كبير مفاوضي الحوثيين ومسؤولين عُمانيين في مسقط لمناقشة مشاورات الأمم المتحدة الجارية، وجهود معالجة الوضع الإنساني المتدهور في اليمن بما يتضمن هدنة محتملة في شهر رمضان المبارك. ويواصل المبعوث المباحثات مع أطراف النزاع». وأجرى وزيرا خارجية عمان وإيران اتصالا أمس بحث الأوضاع في اليمن.

(عواصم - وكالات)

«الخارجية» اليمنية تعتبر التصعيد الحوثي رداً على «حوار الرياض» ومساعٍ لـ «هدنة رمضان»
back to top