هل كان بايدن محقاً بحظر النفط الروسي؟

نشر في 17-03-2022
آخر تحديث 17-03-2022 | 00:00
 ذي أتلانتك في وقتٍ سابق من هذا الأسبوع، سألتُ القرّاء عن رأيهم بقرار الرئيس جو بايدن حظر واردات الطاقة من روسيا، علماً أن هذه الخطوة سترفع أسعار الغاز بدرجة إضافية.

عبر جاك عن دعمه لهذا القرار رغم الأعباء التي يفرضها على المستهلكين الأميركيين: "كان قرار بايدن المرتبط بالامتناع عن المشاركة في الحرب مباشرةً حكيماً ونهائياً، لكنه أصبح مضطراً لإحداث أكبر أضرار اقتصادية ممكنة. من الآن فصاعداً، تهدف جميع الخطوات المرتقبة إلى زيادة التكاليف على بوتين، فمن المعروف أن وقف مبيعات النفط ينتج أضراراً هائلة، وهذه الخطوة تؤلم المستهلكين، لكنها تؤلم بوتين أكثر منا".

وتعتبر نانسي حظر النفط الروسي جزءاً من مظاهر التضامن مع أوكرانيا: "كل من يسأل عن صوابية قرار جو بايدن يسألنا إذا كنا نوافق على دفع كلفة أعلى مقابل الغاز لمنع قتل المدنيين، وإذا لم ننتفض نحن، مواطني العالم، ونتضامن مع شعبٍ يتعرض لعنف وحشي، فلن ينتهي الرعب مطلقاً".

لكن يعارض سكوت من جهته حظر النفط الروسي وينتقد تعامل الولايات المتحدة مع الأزمة، فيكرر ادعاءات الحزب الجمهوري ويعتبر الجشع المحرك الأساسي وراء تورط واشنطن في البلد: "اتخذ بايدن قراراً خاطئاً، وستستهلك الصين والهند على الأرجح أكبر كميات النفط التي فرضت عليها الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي العقوبات، وها نحن نتوسل الجميع في ليبيا وإيران وفنزويلا للحصول على النفط في حين تتلاعب المتحدثة باسم البيت الأبيض، جين بساكي، بالبلد حين تتطرق إلى السبب الذي يمنعنا من استخراج النفط محلياً. هذا الوضع سيُسبب مشاكل كبرى للأميركيين الذين يتحملون أصلاً أسعاراً غير مسبوقة نتيجة السياسات التضخمية المعمول بها خلال فترة الوباء، وهذه التدابير كلها لا تفيد الأوكرانيين كثيراً، ولو أننا أردنا تجنب الحرب فعلاً، لكان يُفترض أن نسحب الدعوة الاستفزازية للانضمام إلى حلف الناتو، لكني أظن أن هذه الخطوة كانت ستحدّ من قدرة النخبة على المشاركة في ممارسات الفساد والكسب غير المشروع، لذا فضّلنا تقديم هذا العرض من دون أي التزام جدّي، وها هم الأوكرانيون يعانون اليوم".

يشكك دين أيضاً بمفعول العقوبات عموماً للرد على هذا الصراع: "ما الهدف من فرض العقوبات على روسيا؟ اعتبر زيلينسكي العقوبات الغربية غير كافية، وهو محق برأيه، إذا كان الهدف منها يتعلق بزيادة كلفة الحرب على روسيا ومنعها من متابعتها، فلا أظن أن العقوبات ستُحقق هذا الهدف على المدى القصير. حتى أن العقوبات قد تشكّل حافزاً سلبياً لروسيا خلال المرحلة المقبلة وتدفعها إلى تكثيف جهود الحرب على أمل تحقيق انتصار عسكري قبل استنزاف أموالها وتحقيق هدف العقوبات".

ما سبب العقوبات على روسيا إذاً؟ أنا أعتبر هذه الخطوة مجرّد موقف ظاهري من جانب الغرب، وفي حين يواجه الأوكرانيون تداعيات الحرب المستمرة، يحاول الغرب إقناع نفسه بأنه اتخذ قراراً مفيداً، لكنه لم يفعل. لن تُجبِر العقوبات روسيا على التفاوض على السلام في أي وقت قريب، وتحتاج أوكرانيا إلى السلام الآن لتجنب الدمار الكامل، وإذا كان الغرب يهتم بأوكرانيا فعلاً، فيجب أن يسعى بلا كلل إلى إيجاد حل سلمي للحرب فوراً بدل تكثيف الجهود لوضع خطة مفصّلة لزيادة العقوبات مع أنها لن تُحقق أي نتائج ملموسة على المدى القريب".

أخيراً، يقول إيريك إن المستهلكين كانوا يدفعون ثمناً باهظاً مقابل البنزين قبل أن ترتفع الأسعار بدرجة هائلة في الفترة الأخيرة، لكننا لم ندرك حقيقة ما يحصل:

"كان سعر النفط مرتفعاً أصلاً إذا قيّمنا الأضرار والمعاناة التي يُحدِثها التغير المناخي الناجم عن الكربون، كما أن وحشية فلاديمير بوتين ليست أداة القمع الوحيدة التي يموّلها النفط، وبما أن العالم يرفض عموماً تمويل التداعيات السلبية التي ترافق ضخ غازات الدفيئة في الغلاف الجوي، يبدو سعر النفط رخيصاً ظاهرياً. لكن عملياً، كان النفط قبل زمن العقوبات يكلّف العالم ثمناً باهظاً".

● ذي أتلانتيك - كونور فريديرسدورف

back to top