طبيب الشعب... نثراً وشعراً

نشر في 15-03-2022
آخر تحديث 15-03-2022 | 00:20
 د.نجم عبدالكريم - الإنسان الذي أعطى وكفَّى ووفَّى... هل يُرثى؟

فلستُ كمن يُرثي فيفخر بالرثا

وأحمد من يسمو الثناء به فخرا

وماذا الذي يُجدي الرثاء وإن أكن

نظمت الدراري في نشائده شعرا

• فكيف إذاً نؤرخ للأجيال عن مواقفه؟

صريح ونصل السيف حد لسانه

إذا ما فاه لا يبقي لمكنونه سترا

فَطَوراً يرينا الدرَّ من فمهِ جمراً

وأخرى يرينا الجمر من فمهِ درا

• ما الذي حققه الدكتور لنفسه في مسيرته الطويلة؟

ولو شاء أن يُثري كغيره بالغنى

لساوم ولاستبدل ترابه تبرا

ولكنما إخلاصه المحض قد أبى

مساومة تستوجب الغدرَ والمكرا

• طيب... ما سر إعجاب الغالبية العظمى من الناس به، بمن فيهم الخصوم؟

جريء جنان الليث بين ضلوعه

إلى كل ذي عين شجاعته جهرا

له وثباتٌ لم يسعها مجالها

ولو وجدت وسعاً لضيقت الدهرا

• ما المواقف المشهود له بها؟

وسل مجلس الأمة عنهُ إذ انبرى

فمحرقة من قلبه ترجم الشرا

وكم موقفٍ في البرلمان مشرف

يُحقق بهْ للشعب ما يُحرز النصرا

• عاش الطبيب 95 عاماً، فكيف أمضاها؟

كفاح على طول العنا متواصل

ومن شيم الأحرار أن تطعم المرا

وعاش حياة المخلصين منزهاً

نقي الردى لم يجن إثماً ولا وزرا

• كيف إذاً لهذا النموذج الفذ أن يودعه شعب الكويت؟

عزيزٌ عليه أن يودع مثله

وعز على الأحرار أن يبعد المسرى

وداعاً طبيبَ الشعب والشعب واجم

وكل عيون الشعب من شجنٍ "عبرى"

***

سيذكر التاريخ أن د. أحمد الخطيب الإنسان الشريف أحب الناس في وطنه، فبادله الناس بالحب حباً وتقديراً... وإذا كانت الدولة لم تسمِّ شارعاً باسم جاسم القطامي، فقد لا تسمي شارعاً باسم د. أحمد الخطيب، غير أنها لن تحول دون محبة هذه النماذج الشريفة في قلوب الكويتيين.. ولتكثر كعادتها من تسمية شوارع البلد بأسماء لم تقدم للوطن شيئاً يُذكر.

● د. نجم عبدالكريم

back to top