إيران وحلفاؤها العراقيون يدافعون عن «صواريخ أربيل»

الكاظمي يزور موقع الاعتداء متضامناً… وإسرائيل ربما أبلغت واشنطن بالهجوم قبل وقوعه

نشر في 15-03-2022
آخر تحديث 15-03-2022 | 00:03
الكاظمي يتفقد أمس موقع سقوط الصواريخ بالقرب من مقر القنصلية الأميركية في أربيل (دي بي أيه)
الكاظمي يتفقد أمس موقع سقوط الصواريخ بالقرب من مقر القنصلية الأميركية في أربيل (دي بي أيه)
دافعت السلطات الإيرانية عن قصف «الحرس الثوري» لمناطق بمحيط القنصلية الأميركية في أربيل، وقالت إنها حذرت سلطات بغداد من تحول العراق لتهديد، في حين زار رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي موقع سقوط الصواريخ وسط ترهيب من قبل الأحزاب والفصائل الموالية لإيران لمنتقدي الاعتداء.
غداة موجة استنكار وتنديد دولية وإقليمية واسعة بالاعتداء غير المسبوق، دافعت إيران عن اعتداء صاروخي شنه "الحرس الثوري" على محيط القنصلية الأميركية، في أربيل عاصمة إقليم كردستان، بذريعة وجود مقر استخباراتي إسرائيلي، لكن المسؤولين العراقيين نفوا مزاعم طهران.

وقال المتحدث باسم الخارجية الإيرانية سعيد خطيب زادة، في مؤتمر أمس، إنه "من غير المقبول بأي حال أن يصبح العراق مركز تهديد للجمهورية الإسلامية".

وأضاف زادة: "لقد تم تحذير الحكومة المركزية في بغداد عدة مرات من السماح بأن تصبح الحدود العراقية مكاناً لانعدام الأمن، ومطلبنا هو إنهاء حالة انعدام الأمن على الحدود بشكل نهائي".

ترهيب وغضب

في موازاة ذلك، هاجمت "كتائب حزب الله العراقي" الأصوات التي تعالت ضد قصف إيران.

وقالت الحركة المسلحة المدعومة من طهران، في بيان أمس: "إن عملية قصف القوات الإيرانية لقاعدة متقدمة للكيان الصهيوني في أربيل والتي قتل فيها عدد من ضباط الموساد الإسرائيلي فضلاً عن الجرحى لهي عملية تنبئ بمرحلة صراع من نوع آخر على أرض العراق".

وأضاف البيان: "أن العملية جاءت رداً على قصف صهيوني في الداخل الإيراني من الأراضي العراقية بطائرات مسيرة قبل أسابيع ونجدد التأكيد على وجوب إخراج القواعد العسكرية، ومقرات المخابرات الأجنبية من بلادنا، لإبعادها عن المزيد من أعباء الصراع الدولي والإقليمي على أرضه".

واتهمت الكتائب من "تباكى" على السيادة وسارع لإدانة القصف بـ"التغاضي" عن ضربات نفذتها الولايات المتحدة وإسرائيل ضد قوات عراقية، محذرة من انقسام المجتمع العراقي إلى معسكرين.

في هذه الأثناء، دعا قادة "الإطار التنسيقي الشيعي"، الحكومة العراقية والبرلمان إلى تشكيل لجان تحقيق في "الأنباء حول استهداف أحد الأماكن، في مدينة أربيل، التي تضاربت الروايات حول حقيقتها".

ودعا البيان إلى "منع استخدام الأرض العراقية للاعتداء على دول الجوار وعدم السماح لأي طرف بخرق السيادة العراقية من خلال رفع الذرائع، وغلق جميع منافذ التدخلات الخارجية بالشأن الداخلي".

وجاء ذلك في وقت تواصلت مشاعر الغضب التي ثار بأوساط عراقية من مختلف الأطياف جراء الهجوم الإيراني.

ورأى النائب الثاني لرئيس البرلمان العراقي، شاخوان عبدالله، أن "مزاعم الحرس الثوري بوجود إسرائيل في إقليم كردستان ذريعة لمهاجم الإقليم وإضعافه". وقال عبدالله، إن القصف يعني رسمياً أن "إيران تغزو أراضي دولة مجاورة في عمل مخيف وخطير".

زيارة الكاظمي

في غضون ذلك، شدد رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي على عدم السماح بتحول بلاده إلى ساحة لتصفية الحسابات الخارجية خلال جولة لتفقد المواقع التي تعرضت للقصف الذي تبناه "الحرس الثوري" الإيراني.

والتقى الكاظمي خلال الزيارة رئيس الحزب الديمقراطي الكردستاني، مسعود بارزاني، ورئيس حكومة كردستان، مسرور بارزاني. وناقش الكاظمي برفقة وفد وزاري وأمني كبير مع المسؤولين الأكراد تداعيات الهجوم الذي لم يسبق له مثيل والذي تم باثنى عشر صاروخا باليستيا على عاصمة الإقليمي العراقي.

وأكد الكاظمي أن الهجوم الصاروخي "تخطى حدود الأعراف والقوانين الدولية، وتسبب في ترويع المدنيين"، داعياً القوى العراقية إلى "توحيد الكلمة إزاء سيادة العراق، وأن يكون ما حصل حافزا لحل الإشكالات وتوحيد الصف أمام التحديات التي تواجه البلاد".

وليل الأحد ـ الاثنين، أكد الكاظمي في اتصال هاتفي مع وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، أن حكومة بغداد ماضية في اتخاذ إجراءات لتحصين سيادة الدولة ضد أي اعتداءات، مشيراً إلى أن بلاده ستعزز دورها الفاعل دولياً وإقليمياً. وذكر مكتب الكاظمي أن بلينكن أكد تضامن الولايات المتحدة مع العراق ومساندتها لما من شأنه دعم أمنه وسيادته.

تعقيد نووي

في هذه الأثناء، تعهدت إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن، التي تواجه وضعاً معقداً، في ظل انسداد مسار محادثات فيينا الرامية لإحياء الاتفاق النووي الإيراني، بدعم بغداد وحكومات المنطقة في مواجهة تهديدات طهران.

وصرح مستشار الأمن القومي الأميركي جيك سوليفان، في بيان أصدره البيت الأبيض، غداة إدانة واشنطن لـ"الهجوم الشائن"، بالقول: "سندعم حكومة العراق في محاسبة إيران وسندعم شركاءنا في جميع أنحاء الشرق الأوسط في مواجهة التهديدات الإيرانية المماثلة".

وفي وقت سابق، لفت سوليفان إلى أن الولايات المتحدة تجري محادثات مع الحكومة العراقية وحكومة إقليم كردستان لتعزيز دفاعهما الصاروخي"، مضيفاً أنه "لم يصب أي أميركي في الهجوم".

وجاء الموقف الأميركي الخجول في وقت ألمح تقرير لصحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية، أن إسرائيل ربما أبلغت واشنطن بنية طهران تنفيذ الهجوم ضد أحد الأهداف التابعة لها قبل وقوع الاعتداء بمحيط القنصلية. وأشارت إلى أن "نائب رئيس أركان الجيش الإسرائيلي هرتسلي هاليفي توجه إلى واشنطن، ليل السبت ـ الأحد؛ لإجراء لقاءات مهمة مع كبار المسؤولين الأمنيين الأميركيين".

وتابعت أن "هذه الزيارة تأتي بعد أخرى قام بها رئيس جهاز الشاباك رونين بار، وكذلك رئيس شعبة المخابرات أهارون هاليفا الذي عقد لقاءات لمدة 4 أيام هناك وقدم معلومات استخبارية حساسة للأميركيين".

وفي وقت تبدي إسرائيل قلقاً من "السلوك الأميركي في المنطقة والتساهل مع الهجمات الإيرانية"، أكد مسؤول أميركي رفيع أن واشنطن لن تتفاوض بشأن أي إعفاءات من العقوبات المتعلقة بأوكرانيا مع روسيا من أجل إنقاذ الاتفاق النووي بعد مطالبة موسكو بضمانات مكتوبة لإنجاح مفاوضات فيينا. وكشف أن الإدارة الأميركية ستحاول إبرام اتفاق منفصل يستثني موسكو، بحسب ما نقلت صحيفة "وول ستريت جورنال".

وتأتي تلك التطورات في وقت يبدأ وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان زيارة لموسكو اليوم يعتقد أنها ستركز على الملف النووي.

وعشية الزيارة وصف المتحدث باسم الخارجية الإيرانية توقف مفاوضات فيينا التي انطلقت منذ 11 شهرا بأنه "استراحة"، مضيفاً أن مطالب موسكو "ستبحث خلال اجتماع لأعضاء الاتفاق النووي".

وقال: "نحن لسنا في مرحلة إعلان اتفاق الآن لأن هناك بعض القضايا المهمة المعلقة التي تحتاج إلى أن تبت فيها واشنطن".

وشدد زادة على أن مواقف روسيا والصين هي الأقرب لإيران في محادثات فيينا المهددة بالانهيار.

ولاحقاً، أجرى وزير الخارجية العماني بدر حمد البوسعيدي اتصالاً هاتفياً مع عبداللهيان؛ تناولا خلاله "العلاقات الثنائية بين البلدين، وتأكيد التعاون البنّاء في مختلف المجالات".

عبداللهيان يزور موسكو... والولايات المتحدة تبحث عن اتفاق نووي بدون الروس
back to top