خامنئي: إيران لن تتخلى عن نفوذها الإقليمي

موسكو تتبرأ من عرقلة الاتفاق النووي … وانتقادات إصلاحية لمواقفها الأخيرة في فيينا

نشر في 11-03-2022
آخر تحديث 11-03-2022 | 00:05
خامنئي متحدثا خلال اجتماع مع مسؤولين في طهران أمس  (إرنا)
خامنئي متحدثا خلال اجتماع مع مسؤولين في طهران أمس (إرنا)
أطلقت السلطات الإيرانية جملة من التصريحات حملت تهديدات بالتأكيد على عدم قبولها التخلي عن أنشطتها الإقليمية المزعزعة للاستقرار ورفضها التراجع عن خطوطها الحمراء لإنجاح مفاوضات فيينا الرامية لإحياء الاتفاق النووي، في حين ذكر تقرير عبري أن الهجوم الإسرائيلي الأخير على مواقع بسورية استهدف مشروع إيران للصواريخ الدقيقة.
على وقع انشغال العالم بالتصعيد المحتدم بين روسيا والقوى الغربية بشأن "غزو أوكرانيا"، تمسك قادة إيران بسياسة "حافة الهاوية"، وهددوا بعدم التراجع في مفاوضات فيينا الرامية لإعادة القيود على برنامج طهران الذري، وتعهدوا بعدم التخلي عن الأنشطة الإقليمية المزعزعة للاستقرار والتسلح الباليستي.

وأكد المرشد الإيراني علي خامنئي، أمس، أن بلاده، المتهمة بالتدخل في الشؤون الداخلية لـبلدان عربية، لن تتخلى عن النفوذ الإقليمي والقدرات الدفاعية.

وقال خامنئي، في كلمة له خلال استقباله أعضاء مجلس خبراء القيادة: "الحضور في المنطقة يعطينا عمقاً استراتيجياً وقوة وطنية أكبر، فلماذا نتخلى عنه؟".

ولفت إلى أنه "لا سذاجة أكثر من شخص يقترح خفض القدرات الدفاعية للبلاد من أجل عدم إثارة حساسية العدو، لو كنا سمحنا لهؤلاء بقطع أذرع القوة الوطنية لإيران، لكانت البلاد تواجه مخاطر كبيرة اليوم"، مبيناً "لا يحق لنا قطع أي من عناصر القوة على أساس أنها تتعارض مع أي عنصر آخر".

وأضاف إن "التقدم العلمي النووي مرتبط بتلبية احتياجات البلاد في المستقبل القريب". وشدد المرشد على أن "الجمهورية الإسلامية لن تنحني أمام الضغوط الرامية لجعلها تقلص قوتها الدفاعية ووجودها في المنطقة والتقدم في التكنولوجيا النووية".

في موازاة ذلك، قال الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي، أمس، إن طهران لن تتراجع عن أي من خطوطها الحمراء في محادثات فيينا. وأضاف: "تسعى الحكومة بقوة لرفع العقوبات في محادثات فيينا".

واتهم أمين المجلس الأعلى للأمن القومي علي شمخاني، الولايات المتحدة بالرغبة في التوصل إلى "اتفاق نووي سريع" وعدم وجود إرادة لديها لإبرام "اتفاق قوي" إذ تصر على "مقترحات غير مقبولة".

وقال شمخاني عبر "تويتر": "تزداد محادثات إيران النووية تعقيداً كل ساعة بدون اتخاذ الولايات المتحدة قراراً سياسياً".

من جهته، شدد وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبداللهيان، على أن العقوبات لن تمنع الشعب الإيراني من التقدم، وذلك بعد إطلاق القمر الصناعي العسكري "نور 2" إلى مداره هذا الأسبوع.

تصلب وتعقيد

وجاء تصلب الموقف الإيراني الذي يبدو أنه مدفوع بالمراهنة على حاجة الولايات المتحدة لإبرام الاتفاق النووي سريعاً بهدف السماح للنفط الإيراني بالدخول إلى السوق العالمية للسيطرة على ارتفاع الأسعار التي تقترب من مستويات تاريخية قياسية، في وقت جددت موسكو إصرارها على الحصول على ضمانات مكتوبة من واشنطن بشأن كل أنشطتها مع الجمهورية الإسلامية لإحياء صفقة 2015.

وأكد ممثل روسيا في محادثات فيينا، ميخائيل أوليانوف، أن مفاوضات إحياء الاتفاق النووي لم تنته بعد، وأنه في حال الانتهاء، يجب إعفاء العلاقات التجارية الروسية الإيرانية من العقوبات الأوروبية والأميركية التي تضاعفت بشكل غير مسبوق منذ بدء الغزو الروسي لأوكرانيا في 24 فبراير الماضي.

في الوقت نفسه، أشار أوليانوف إلى أنه حتى الآن لم يكن هناك تأكيد أو اتفاق على أن نص الاتفاقية مقبول من أي طرف في محادثات فيينا.

ونفى أن يكون التأخير في التوصل إلى اتفاق هو نتيجة المواقف والشروط الجديدة لروسيا، وقال عندما يتم الانتهاء من نص الاتفاق كيف يمكن لروسيا أن تؤخره.

وأوضح أوليانوف أن أحد أهداف الاتفاق النووي هو ضمان أن إيران تستطيع الحفاظ على علاقاتها الاقتصادية والتجارية مع العالم.

ودعا الممثل الروسي إلى بيان واضح مفاده بأن العقوبات الغربية الجديدة على موسكو لن تؤثر على التعاون الروسي الإيراني في إطار الاتفاق النووي وخارجه، الأمر الذي يمثل تعقيداً للجهود الدبلوماسية والمباحثات المستمرة منذ 11 شهراً بين طهران ومجموعة "4+1" روسيا والصين وفرنسا وبريطانيا بالإضافة إلى ألمانيا.

ووسط اتهامات من "التيار الإصلاحي" الإيراني لموسكو بتعقيد مباحثات فيينا، بهدف عدم السماح للغرب بالتعويل على استبدال امدادات الطاقة الإيرانية بالمحروقات الروسية، نفى السفير الروسي في إيران، لافان جاجاريان، العرقلة الروسية لمنع إحياء الاتفاق النووي، مضيفاً أن روسيا "لعبت دوراً مهماً في تشكيل الاتفاق النووي، والآن نهتم بمصالحنا الخاصة ويجب ضمان تبادلها مع إيران".

انتقاد العرب

من جانب آخر، أدانت وزارة الخارجية الإيرانية بشدة البيان الصادر عن اجتماع وزراء خارجية جامعة الدول العربية أمس الأول.

وأقر الاجتماع الوزاري العربي قراراً اتخذته "اللجنة الوزارية الرباعية" المعنية بمتابعة تطورات "الأزمة مع إيران" وسبل التصدي لتدخلاتها فى الشؤون الداخلية للدول العربية.

ويقضي القرار بالتضامن مع المغرب في مواجهة تدخلات النظام الإيراني وحليفه "حزب الله" في شؤونها الداخلية، خاصة ما يتعلق بتسليح وتدريب عناصر انفصالية تهدد وحدة المغرب الترابية وأمنه واستقراره.

الهجوم الإسرائيلي

إلى ذلك، ذكر تقرير صحافي عبري، أمس، بأن الهجوم الذي نفذه الجيش الإسرائيلي على مواقع في محيط العاصمة السورية، دمشق، فجر الاثنين الماضي، استهدفت مشروع إيران لبناء صواريخ عالية الدقة، ولم يهدف إلى تصفية قياديين اثنين من "الحرس الثوري" الإيراني، قتلا في الضربة التي توعدت طهران بالرد عليها.

ورجح التقرير أن يكون الجيش الإسرائيلي قد اتخذ إجراءات مسبقة "حتى تنضج الظروف العملياتية والاستخبارية لتنفيذ الهجوم"، مشيراً إلى هدف آخر يتمثل ببعث "رسالة مهمة" بأن الدولة العبرية ستواصل بأي حال من الأحوال العمل ضد المصالح الإيرانية في دمشق.

في سياق قريب، صادق مجلس النواب الأميركي، على ميزانية إضافية قدرها مليار دولار لتمويل صواريخ منظومة القبة الحديدية الإسرائيلية.

الغارة الإسرائيلية في سورية استهدفت صواريخ «الحرس الثوري» الدقيقة
back to top