الأجمل ضاع في التفاصيل

نشر في 08-03-2022
آخر تحديث 08-03-2022 | 00:09
 قيس الأسطى وسط موجة الغضب المبررة على أداء المؤسسات الحكومية وسوء الإدارة والفساد المستشري على كل الصعد، ووسط حالة إحباط عامة مبررة أيضاً بسبب انتشار الواسطة والمحسوبية وفتح خدمات الدولة والتعيينات وقبول الكليات العسكرية أطرافاً دون أطراف أخرى، ضاع وسط هذا الضجيج أناس قرروا العمل بصمت لأنهم لا يريدون الكلام بل العمل.

ضاع منا موظف بلدية يريد أن يدقق في عمله، ومفتش جمركي يريد أن يفتش كل حقيبة على الحدود ليضمن سلامة كل قطعة تدخل الكويت، ضاع منا كابتن طائرة يريد أن ينقل ركابه بكل أمن مع محافظته على وقتهم، ضاع منا مهندسون وفنيون يعملون في محطات الكهرباء في الصبية والدوحة والزور ويواصلون العمل ليلاً نهاراً لكي يضمنوا وصول الكهرباء والماء إلى بيوتنا، ضاع منا ضباط وأفراد شرطة يريدون تطبيق القانون على الجميع مع أن بعض مسؤوليهم لا يريدون ذلك!

ضاع منا وسط الضجيج أيضا رجال إطفاء يكافحون الحرائق بكل جدية، وكأن ما يحترق هو بيتهم الخاص، ضاع منا مدرسون في التربية والجامعة والتطبيقي حصلوا على شهادتهم من أكبر جامعات العالم، ومع أن بعض زملائهم حصلوا على شهاداتهم من جامعات غير معتمدة إلا أنهم لم يأبهوا كثيراً وقرروا تدريس أبنائنا وكأنهم أبناؤهم.

ووسط الجائحة والأخبار المفجعة عن رحيل فلان أو فلانة بسبب الفيروس أو غيره من الأسباب التي تؤدي إلى الوفاة، نسينا أن نرفع القبعة للممرضين والممرضات وفنيي الأشعة والمسعفين والعاملين في الطاقم الإداري في المستشفيات والمستوصفات، والأكيد أكثر وأكثر أننا لم نقدر بحق أطباءنا وفخرنا، بل بالعكس انبرى بعضنا للتشكيك فيهم متهماً إياهم بفرض اللقاح من دون أسس علمية، بل البعض لمح إلى أنهم تلقوا رشوة لعمل ذلك!

أطباؤنا هم جيشنا الأبيض، والدليل أننا فقدنا بعضهم من ممرضين ومسعفين وفنيي أشعة في حربنا مع فيروس كورونا، فلهم جميعاً وأخص تحديداً أطباء مثل جاسم السبتي وعبداللطيف التركي وفريدة الحبيب ومحمد جمال ودانة الحقان وناصر بهبهاني والكثيرين ممن لا نعرفهم ولم تصلنا أخبار بطولاتهم كل تقدير واحترام، ومع أنني أتحدث دائماً عن رفع القبعة، إلا أنني واحتراماً للعادات والتقاليد الكويتية سأرفع العقال لهم بدل القبعة، متمنياً لهم دوام التوفيق، ولأؤكد لهم أنهم لن ولم يضيعوا في التفاصيل، لأن المخلصين من الشعب وإن تحفظوا على أداء «ماما» الحكومة فلن يتحفظوا على أدائهم، أطال الله في أعمارهم، ورحم الله من فارقنا منهم.

فهل وصلت الرسالة؟ آمل ذلك.

قيس الأسطى

back to top