النفط يتجاوز 100 دولار للبرميل لأول مرة منذ 2014

ترجيحات بعدم عرقلة أميركا صادرات روسيا النفطية خشية التضخم

نشر في 24-02-2022 | 18:27
آخر تحديث 24-02-2022 | 18:27
أسعار النفط تتجاوز 100 دولار للمرة الأولى منذ 2014
أسعار النفط تتجاوز 100 دولار للمرة الأولى منذ 2014
ارتفعت أسعار النفط بأكثر من 20 دولاراً للبرميل منذ بداية 2022 بفعل مخاوف من فرض الولايات المتحدة وأوروبا عقوبات على قطاع الطاقة الروسي واضطراب الإمدادات.
صعدت أسعار النفط أمس، وتجاوز خام برنت 100 دولار للبرميل لأول مرة منذ 2014 بعد هجوم روسي على أوكرانيا أثار مخاوف من اندلاع حرب في أوروبا قد تؤدي لاضطراب إمدادات الطاقة العالمية.

وصعدت أسعار خام برنت إلى 103.78 دولارات للبرميل، وهو أعلى مستوى منذ 14 أغسطس 2014، بزيادة فاقت الـ 6 دولارات أو 6.5 في المئة.

وزادت أسعار خام غرب تكساس الوسيط 5.48 دولارات أو 6 في المئة إلى 97.58 دولاراً للبرميل بعد ارتفاعها إلى 98.46 دولاراً، وهو أعلى مستوى منذ 11 أغسطس 2014.

وارتفعت أسعار النفط بأكثر من 20 دولاراً للبرميل منذ بداية 2022 بفعل مخاوف من فرض الولايات المتحدة وأوروبا عقوبات على قطاع الطاقة الروسي واضطراب الإمدادات.

وعلى جانب آخر، قال بعض أعضاء منظمة البلدان المصدرة للبترول "أوبك" هذا الأسبوع، إنه لا يوجد ما يدعو لأن تزيد المنظمة وحلفاؤها، أو التكتل المعروف باسم أوبك+، الإنتاج أكثر من المتفق عليه نظراً إلى أن إبرام أي اتفاق محتمل بين إيران المنتجة للنفط والقوى العالمية بخصوص البرنامج النووي الإيراني سيؤدي لزيادة الإمدادات.

وقال مسؤولون في إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن لـ"رويترز"، إنه من غير المتوقع أن تفرض الإدارة عقوبات على قطاع النفط الخام والوقود المكرر في روسيا بسبب مخاوف بشأن التضخم والأضرار التي يمكن أن تلحقها بحلفائها الأوروبيين وأسواق النفط العالمية والمستهلكين الأميركيين.

تراهن الولايات المتحدة على أن السماح باستمرار تدفق النفط من روسيا، ثالث أكبر منتج للنفط الخام في العالم، حتى لو عمد الرئيس فلاديمير بوتين إلى غزو أوكرانيا غزواً شاملاً، سيساعد في الحد من ارتفاع الأسعار العالمية ويساعد في حماية المستهلكين الأميركيين من زيادة أسعار البنزين.

ويعتمد المسؤولون الأميركيون أيضاً على إمدادات النفط المحلية الهائلة- فالولايات المتحدة هي أكبر منتج للنفط في العالم- وستساعد الجهود المنسقة مع الدول الحليفة لزيادة الإمدادات في تخفيف تأثير الأزمة الأوكرانية.

وقال مسؤول لـ"رويترز" لم يكشف عن هويته لأنه غير مصرح له بالحديث علانية عن المسألة "نظراً إلى أن أسواق النفط عالمية- ولأن الولايات المتحدة هي نفسها دولة منتجة للنفط- فهناك سبب للاعتقاد بأننا سنكون قادرين على تجاوز هذا (الأزمة الأوكرانية) دون الكثير من الضرر، لكن بالتأكيد هذا شيء سنواصل مراقبته عن كثب".

وقال مسؤولون أميركيون، إن هناك مجموعة من الخيارات المتعلقة بالنفط قيد الدراسة إذا نفذت روسيا غزوها- ومنها إيقاف ضريبة البنزين الأميركية مؤقتاً والاستفادة من احتياطيات النفط الاستراتيجية للبلاد وتقييد صادراتها النفطية.

وقال المسؤول دون الخوض في التفاصيل، إن "جميع الخيارات" ما زالت مطروحة.

واقتصاد الطاقة الضخم في روسيا، الذي عززه ارتفاع أسعار النفط في الآونة الأخيرة، هدف قوي للعقوبات الأميركية مثل تلك المفروضة على فنزويلا وإيران والتي تقيد مبيعات النفط الخام من أعضاء أوبك.

لكن القيام بذلك من شأنه أن يقلص الإمدادات في سوق النفط، الذي يعاني بالفعل شحاً في المعروض وارتفعت الأسعار فيه إلى أعلى مستوياتها منذ عام 2014، ويؤدي إلى مشاكل سياسية محلية محتملة لبايدن وهو يسعى للحد من التضخم.

وقال الكرملين في يناير، إن إيرادات روسيا من النفط والغاز زادت 51 في المئة في 2021 إلى 119 مليار دولار مع ارتفاع الأسعار، وشكل النفط الخام نحو خمس إجمالي الصادرات.

وحتى لو فرضت الولايات المتحدة عقوبات على النفط الروسي، فقد تظل روسيا تجد سوقا لخامها. فقد باتت الصين وجهة التصدير الروسية الأولى بعد تطبيق العقوبات عقب الاستيلاء على شبه جزيرة القرم عام 2014.

وسجلت العقود الآجلة لخام برنت القياسي العالمي أعلى مستوياتها منذ سبتمبر 2014 وهي على وشك تجاوز حاجز 100 دولار للبرميل. ويبلغ متوسط ​​سعر غالون البنزين في الولايات المتحدة 3.53 دولارات، ارتفاعاً من 2.64 دولار قبل عام.

وقال بايدن الثلاثاء الماضي، إنه من "الأهمية بمكان" أن تعمل إدارته على الحد من أي زيادة في أسعار الغاز الأميركية بسبب الأزمة الأوكرانية.

وأضاف في تصريحات بالبيت الأبيض "أريد الحد من الألم الذي يشعر به الشعب الأميركي في محطات التزود بالوقود... فهذا أمر بالغ الأهمية بالنسبة لي".

البرميل الكويتي ينخفض 2.62 دولار ليبلغ 95.42

انخفض سعر برميل النفط الكويتي 2.62 دولار، ليبلغ 95.42 دولارا للبرميل في تداولات أمس ، مقابل 98.04 دولارا للبرميل في تداولات يوم الثلاثاء، وفقاً للسعر المعلن من مؤسسة البترول الكويتية.

خام دبي لمايو بخصم 0.25 دولار عن العماني

قالت دائرة شؤون النفط بحكومة دبي أمس، إن الإمارة حددت الفارق الرسمي لخامها إلى العقود الآجلة للخام العماني لشهر مايو عند خصم 0.25 دولار للبرميل. ويُطبق فرق السعر على متوسط التسويات اليومية لعقد أقرب استحقاق للخام العماني تسليم مايو في نهاية مارس، لتحديد سعر البيع الرسمي لخام دبي تحميل مايو.

أسعار الغاز في أوروبا تقفز 41%

ارتفعت أسعار الطاقة الأوروبية بعد أن هاجمت القوات الروسية أهدافاً عبر أوكرانيا، في محاولة لنزع السلاح من البلاد، بينما تعهد الغرب بفرض مزيد من العقوبات على روسيا.

وارتفعت عقود الغاز الآجلة القياسية الهولندية بما يصل إلى 41 في المئة، وهو صعود لليوم الرابع على التوالي، فيما صعدت عقود الطاقة تسليم مارس في ألمانيا بنسبة 31 في المئة، وتأتي الزيادات الجديدة لتضيف إلى الارتفاعات على مدار الأسبوع مع اشتداد التوترات بشأن أوكرانيا.

من جانبه، قال كبير اقتصاديي الطاقة فيABN Amro Bank NV، هانز فان كليف: "ستعتمد الصورة الأكبر بقوة على كيفية استجابة أوروبا والولايات المتحدة"، وهل ستفرض عقوبات على قطاع النفط والغاز أم لا؟

وأضاف: "إذا نجا هذا القطاع، فقد يفقد الانتعاش زخمه قريباً". وقفزت أسعار خام برنت فوق 100 دولار للبرميل للمرة الأولى منذ 2014 وسط التطورات الأخيرة.

وتضع الأزمة إمدادات الوقود في أوروبا - التي هي بالفعل في خضم أزمة طاقة - في خطر أكبر، إذ تعتمد القارة على روسيا في أكثر من ثلث إمداداتها من الغاز، وأدى انخفاض مخزونات الوقود العام الماضي إلى ارتفاع الأسعار إلى مستويات قياسية.

من جانبه، قال وزير الطاقة الروسي نيكولاي شولجينوف في وقت سابق هذا الأسبوع، إن روسيا تهدف إلى إبقاء إمداداتها من الغاز في الخارج دون انقطاع.

في حين قالت الباحثة البارزة في معهد أكسفورد لدراسات الطاقة، كاتيا يافيمافا، في إشارة إلى شبكة الرسائل التي تستخدمها البنوك: "إذا قرر الغرب قطع روسيا عن نظام سويفت، فإن مدفوعات إمدادات الغاز الروسي ستصبح مستحيلة". وأضافت: "سيكون ذلك سبباً لظروف تعاقدية قاهرة تؤدي إلى توقف الإمدادات، مع عواقب وخيمة على المستهلكين الأوروبيين من منظور التوافر المادي ومنظور الأسعار".

بدورها، علقت ألمانيا بالفعل التصديق على خط أنابيب نورد ستريم 2 الذي سينقل الغاز مباشرة من روسيا إلى أوروبا. وأضافت الولايات المتحدة أمس الأول المشروع إلى عقوباتها على روسيا.

back to top