النعش الجمهوري

نشر في 25-02-2022
آخر تحديث 25-02-2022 | 00:01
 تهاني الظفيري الكيل بمكيالين من أخطر الفتن التي تدق ناقوس الخطر بين المجتمعات الدولية، وتنذر بحدوث التشنجات السياسية والاقتصادية، وتدفع بعض الأنظمة الدولية الأخرى إلى العدائية، وإن كانت تكتسي ثوب المرونة التي تقتضيها مجريات العمل السياسي وتطلبها المستجد منها، بصورتها المتعددة الألوان ونسيجها المزين في عدة أشكال.

وبذلك يبقى الارتكاز بصبغته الجمهورية الداعي إلى المحافظة على النظم والأعراف والمبادئ المجتمعية أمراً مسانداً لما يخدم الزمرة السلطوية الرافضة للأفكار التعددية والذين تتستر مصالحهم الشخصية بثوب العمومية تحت شعار الديموقراطية والاستحواذ على الرأي العام والتأثير عليه، من خلال بث روح العنصرية والخطابات التعصبية الأيديولوجية وصناعة المصطلحات الفضفاضة لتكبيل الحريات وتقييد الحقوق، والتي من أهمها وأعمقها حق تقرير المصير وحرية الاختيار.

وهذا ما يرتطم مع موجات التحرر والتقدم الإنساني، مما يعوق عجلة التنمية، ويحدث صدعاً في مسار الحداثة والتطور التكنولوجي العالمي الذي أصبح منح حقوق شخوص الذكاء الاصطناعي فيه ضرورة، وهي حقوق موازية ومقاربة للفرد الطبيعي، الأمر الذي يقضي معه نحر الوصاية اليمينية بإطارها الجمهوري لرفع كفاءة احترام تلك الحقوق الأساسية اللصيقة بالإنسان والذود عنها، وتطهير المجتمعات من شوائب الأفكار البالية التي تقادمت مع تعاقب الأجيال وتناغمها وتقاربها الثقافي الدولي.

* باحثة في الشؤون الدولية.

تهاني الظفيري

back to top