نظرية الشاوي

نشر في 25-02-2022
آخر تحديث 25-02-2022 | 00:06
 د. محمد عبدالرحمن العقيل عندما مات الذئب قل احترام الأغنام للشاوي، وصارت لا تنقاد لأوامره كما كانت في السابق، فقرر الشاوي أن يبحث عن ذئب جديد ليخوف به الغنم، حتى ترجع هيبته ومكانته كما تعود عليها، وكان الشاوي يبحث عن ذئب ذي مواصفات معينة، يريده ذئبا صغيرا صامتا أطلسا، ليهاجم الأغنام بغتة دون مقدمات وبدون صوت، لتصبح الأغنام في قلق دائم، فوجد الشاوي ذئباً قريبا من هذه المواصفات، فأخذه وأطلقه بالقرب من الأغنام، وهو يراقب من بعيد، وعندما هجم الذئب على الأغنام هاجت وفزعت وتشتت شملها، عندها ظهر الشاوي فجأة؛ وصرخ في وجه الذئب، وعصاه الكبيرة بيده! ليرى الأغنام حارسهم الشجاع الذي يحميهم، بعدها رجعت الأغنام بقوة لقيادة الشاوي الماكر، الذي فضل أن يضحي ببعض الأغنام في سبيل إرجاع سطوته وهيبته.

يقول الكاتب السياسي والفيلسوف الأميركي نعوم تشوميسكي: "كلما تمكنت من زيادة الخوف عند الناس تمكنت من السيطرة عليهم". وكما لا يخفى على حضراتكم؛ أن الخبيث الماكر الذي يخطط للأزمات، هو القائد الذي يعرف كيف يتحكم فيها وكيف يديرها لصالحه، وكيف ينهيها متى ما شاء.

هل يمكن أن نقول إن "كورونا" هو الذئب الذي أُطلق على البشرية لصياغة نظام اجتماعي وسياسي وأمني جديد "بحجة الوقاية"؟ ولماذا يستبعد البعض هذا الاحتمال؟! ففي بداية أزمة كورونا كان الرئيس الأميركي السابق (ترامب) يتهم الصين بنشر هذا الفيروس بالعلن، وكانت الحكومة الصينية تؤكد أن أميركا هي من صنّعت هذا الوباء عن طريق مركز السلاح البيولوجي في ولاية ميريلاند!

وكنا قبل هذه الأزمة نسمع تنبؤات عن الحروب البيولوجية بين الدول العظمى المتنافسة على سيادة العالم اقتصاديا وتكنولوجيا وفكريا، ولا أستبعد أن يكون فيروس كورونا تجربة لما هو أسوأ من ذلك، وسواء كنا ممن يعتقد بأن الفيروس مفتعل أو طبيعي فإننا نتساءل:

ألم يتم استغلال هذه الجائحة لصالحهم أسوأ استغلال؟ ألم تصبح أزمة كورونا شماعة لكل ما يريدون تمريره؟ ألم يتلاعبوا بالاقتصاد العالمي؟ ألم تصبح الجائحة أداة جديدة بيد السلطات للسيطرة وللفتح والإغلاق والحجر، وتقليص حرية المواطنين؟ ألم يجعلوا من منظمة الصحة العالمية مركزا سياسيا لإدارة الدول؟ ألم يضربوا صغار التجار ويجعلوا الناس يتمسكون بالأعمال الحكومية؟ ألم يغلقوا المساجد ودور العبادة بالقانون وبحجة "الوقاية خير من الصلاة"؟ ألم يفرقوا صفوف المسلمين، ويجعلوهم أكثر هوانا في التمسك بشعائر دينهم؟ ألم نغلق الكعبة خوفا من مرض نسبة النجاة منه أكثر من 98٪ وكأن كل أسباب الموت تعطلت ولم يبق إلا كورونا؟! ألم يخلقوا حالة عامة من الوسواس والمبالغة في الاشتراطات الصحية، وكأننا في غرفة عمليات، حتى أصبحت هي الأصل، وصار التوكل والأخذ بالأسباب المعقولة هو الجهل؟!

سئل أحد الأطباء في مقابلة تلفزيونية: متى تنتهي أزمة كورونا؟ فقال: لا أعلم، فأنا لست سياسياً!

د. محمد عبدالرحمن العقيل

back to top