ستبقى شامخاً للأبد يا وطن النهار

تعلو آمالنا وأمنياتنا لوطننا الغالي مع كل إشراقة شمس تنير سماء الكويت الحبيبة، فنتكاتف ونتعاون ونتفق ونختلف بعض الأوقات، وتعلو أصوات التفاؤل وأحياناً يختلط بها نشاز التشاؤم والإحباط، فنماؤك وتطورك لدى الكثير منا أهم الأهداف، وتبقى أنت يا وطني الفضاء الشاسع العميق الذي يجمعنا كلنا في حماه، فتحيطنا بعطفك وحبك، وتحمينا من كل شيء حتى من أنفسنا، ننهل من حبك الولاء والوفاء والعزة والشموخ، نحاول وننجح ونفشل ونتخطى فشلنا، وما يعيننا على ذلك هي رغباتنا القوية في الارتقاء بك إلى أفضل المراتب وأكثرها تطوراً ونماءً، فالكويت تاريخ عريق ومجد وشرف وعزة.

ولكن للأسف الشديد يعوق الكثير من أحلامنا وطموحاتنا بعض العاقين من أبنائك الذين يسعون إلى أن تعيش بلا نماء أو تطور، والذين لا يعني لهم الكثير ما تعانيه من قصور وتأخر في الكثير من المجالات، فأنت بالنسبة إليهم بئر نفط ومغارة علي بابا، يستحوذون على كل غالٍ ونفيس فيها ولا يهتمون بك ولا برقيك ونمائك، والمؤسف أنهم في أحضانك لكنهم لا يشعرون بنبضات قلبك الدافئ، ولا يضيرهم أن يؤلموك يا أجمل الأوطان.

تروح وتجيء الأيام ونحن ننتظر إشراقة نهار يوم تتغير فيه الأحوال وتجري سريعاً عجلة البناء والازدهار والتقدم في وطننا الحبيب، أبناؤك البارون ينتظرون علوك وشموخك وقوتك وهيبتك ووصولك إلى أعلى القمم، قبل أن يحلموا بالحصول على الكثير من حقوقهم التي بات تحقيق أكثرها صعباً ومعقداً لأسباب متعددة.

ولكننا لا نستسلم لتلك الإحباطات والمشكلات، ولا ننسى ما بذله الأجداد والآباء وما عانوه في سبيل بناء الوطن والحفاظ عليه، وما دامت فينا وللأبد تلك الدماء الوطنية المخلصة فلن نتخاذل ولن نرضى إلا بعلو شأنك وتطورك ونمائك، ولن نرضى لك بديلاً مهما كان، والتاريخ خير شاهد على ذلك، فأرواحنا ودماؤنا فداء لكل ذرة رمل من ترابك، حتى تبقى عالياً وعصياً على أي عدو وحاقد.

فأبناؤك الأوفياء سعداء بانتمائهم لترابك ويعلون فخراً أنهم كويتيون، وما يجمعنا دائماً هو حبك يا وطني الذي تنبض بعشقه كل جوارحنا، وسنظل لك وللأبد أبناءً بارين مخلصين نعيش بحبك ونموت من أجلك، كي تبقى بخير يا وطن النهار عالياً شامخاً كبيراً، وكي تظل آمالنا وأحلامنا تعلو بهمة وعزيمة وبذل وعطاء، وكي نبني بقوة وعنفوان عزك وسؤددك، فنعلو بك وبسواعدنا بإذن الله ومشيئته إلى عالي السماء.

كل عام وأنت وطني وداري وعشقي، كل عام وأنت سكن لروحي، ولك كل حبي وولائي وبذلي وعطائي يا وطن الحب والوفاء والأمان.

د. نبيلة شهاب