نظامنا التربوي المفترى عليه

نشر في 23-02-2022
آخر تحديث 23-02-2022 | 00:10
غالبا ما يأتي ادعاء أن نظامنا التربوي فاشل من جماعة جاهلة في التعليم، هدفها إظهار السخط والسخرية لكل ما تقدمه الدولة، ومع أننا لا ندّعي أن نظامنا خال من العيوب، لكن يجب أن يأتي النقد من جماعة متخصصة قادرة على إجراء الدراسات والبحث العلمي الهادف للإصلاح.
 د. عبدالمحسن حمادة التربية من أهم القضايا الوطنية التي قد لا يعلو على أهميتها قضية أخرى، وقد اكتسبت التربية تلك الأهمية لاتصالها الوثيق بتنمية الإنسان المواطن وتنشئته، والإنسان أهم ما تملكه الدولة، فهو المحرك الأساسي للتنمية أو المعطل لها، والتنمية لا تتحقق بالموارد المالية والثروة الطبيعية فحسب، فبالرغم من أهمية تلك الموارد فإنها بحاجة إلى الإنسان المتعلم القادر على إدارتها وتنميتها بأفضل الطرق، وبحاجة إلى الإنسان المحب لوطنه والحريص على مستقبله، والتعليم الجيد هو القادر على بناء ذلك الإنسان.

ومن خلال قراءة لتاريخ التعليم في الكويت قد يتضح لنا أن الاهتمام بالتعليم بدأ منذ تأسيس الدولة، وبدأ بداية متواضعة يتم في المساجد والكتاتيب، وتعليم الكتاتيب خاص بالصغار، وقد يختلف اختلافا بسيطا من كتّاب إلى آخر، وكان معظمه يهتم بتعليم القراءة والكتابة وحفظ قصار السور ومبادئ الحساب.

ويُعتقد أن أول كتّاب ظهر في الكويت في وسط القرن السابع عشر، على يد المعلم الشيخ محمد بن فيروز المتوفى 1722، وفي عام 1912 بدأ ظهور مدارس شبه نظامية حيث تأسست مدرسة المباركية 1912 ثم مدرسة الأحمدبة 1921، وهو مجهود شعبي قام به بعض رجال العلم والمال، وفي عام 1936 بدأ التعليم النظامي، فـتأسست "دائرة المعارف" للإشراف على التعليم والإنفاق عليه، وبدأ تطبيق المناهج نفسها ومراحل التعليم المطبقة في الدول العربية التي سبقتنا في تطوير التعليم، وهو التعليم المقتبس من أوروبا بعد النهضة العلمية.

وبدأ التعليم يتطور كمّاً ونوعاً خصوصاً بعد تدفق البترول على أرض الكويت، وتوافر الأموال للإنفاق على التعليم، فبُنيت المدارس بمبانيها الحديثة وفصولها ومختبراتها وملاعبها، وتأسست المدارس الليلية لمحو الأمية وتعليم الكبار، وأصبحت الأمية شبه معدومة في الدولة، والتحق كثير من خريجي مدارسنا الثانوية بالتعليم العالي في جامعات أميركية وكندية وعربية، وأصبح لدينا كفاءات في مختلف التخصصات في الطب والهندسة والحقوق والإدارة مما يؤكد كفاءة نظامنا التربوي.

ولكن ما يؤلمنا أن نسمع كثيراً ممن يدعون أن نظامنا التربوي فاشل، وغالبا ما يأتي ذلك الكلام من جماعة جاهلة في التعليم، هدفها إظهار السخط والسخرية لكل ما تقدمه الدولة، ومع أننا لا ندّعي أن نظامنا خال من العيوب، لكن يجب أن يأتي النقد من جماعة متخصصة قادرة على إجراء الدراسات والبحث العلمي الهادف للإصلاح.

د. عبدالمحسن حمادة

back to top