اليوسف يقرع «جرس إنذار» لمواجهة كورونا

نشر في 22-02-2022
آخر تحديث 22-02-2022 | 00:00
غلاف الإصدار
غلاف الإصدار
صدرت أخيراً عن مؤسسة أروقة للترجمة والطباعة والنشر في القاهرة الرواية الرابعة للأديب والشاعر السوري إبراهيم اليوسف، «جرس إنذار» في حوالي 348 صفحة من القطع المتوسط، تتناول تأثير جائحة كورونا على مجموعة من المهاجرين في ألمانيا.
يركز الأديب والشاعر السوري إبراهيم اليوسف في روايته الجديدة "جرس إنذار" على الآثار السلوكية والنفسية والاجتماعية التي تركها انتشار جائحة كورونا نتيجة فيروسها المسمى بـ"كوفيد 19"، في كل مكان، من خلال رصد حياة سكان بناية يقطنها الراوي عامر الأخضر، وهو لاجئ سوري يقيم في إحدى المدن الألمانية، بعد أن اشتعلت الحرب في بلده.

تقطن في البناية أسر من بلدان وجنسيات وأديان مختلفة، فمن الألماني إلى الإيطالي إلى الصربي إلى العربي إلى الكردي والأيزيدي، ومن بين هؤلاء ثلاث أسر من أبناء وبنات الرواي.

ويعيش سكان البناية حالة خوف وهلع بعد سماع خبر انتشار الفيروس الجديد وما ينشر ويبث في الصحافة ووسائل النشر من أخبار وأنباء عن أحوال المصابين بهذه الجائحة الأولى من نوعها عبرالتاريخ، نظراً لتمكن هذا الفيروس دون غيره من تهديد كل بلد وكل مدينة وكل قرية وكل شخص، لدرجة أن بعض قادة الدول العظمى لم ينجُ من هذه الحالة، وصدرت تصريحات عن بعضهم تكرس حالة الخوف، وتبين أن الأمور خرجت عن السيطرة، وبتنا في انتظار إرادة السماء!

والرواية تضعنا أمام شخصيات عديدة: الراواي "عامر الأخضر" وأسرته، و"مهاباد" الدمشقية، و"آلا" عالمة الأدوية التي يتذكرها تلميذة مدرسة وها هي تعمل في أحد أهم المراكز العلمية في مملكة السويد، إذ إنه رغم التباعد بين شخصيتي مهاباد وآلا فإن ما يجمعهما هو الحنين إلى بلدهما سورية الذي اضطرتا أيضاً لهجرته نتيجة ظروف الحرب والحصار، ودفع كل منهما ضريبة لما جرى في بلدهما في ظل الحصار والحرب.

تهيمن على عالم الرواية أجواء كابوسية، لكنها تملك عامل جذب القارئ من خلال بعض الخيوط المهمة التي تمضي في نسق آخر، من خلال ذاكرة الراوي، وبعض التفاصيل التي تظهر نتيجة اعتماده على التلاعب بعنصر الزمن، وهو ما يكاد يربك القارئ في مواضع عديدة، بما يكاد يخرج الرواية عن تصنيفها كإحدى الروايات التي تناولت الجائحة، إذ إن هذا التنويع ينقذ الرواية من كابوسيتها التي تكاد أن تكون تسجيلية، لولا اعتمادها على الخيال، ووضع تصورات لم تتم، في إطار تناول هذا الحدث العالمي الكبير الذي تصوره الرواية أخطر حرب مرت على البشرية، بل هناك إشارات تتحدث عن مخاوف زوال الحياة على كوكب الأرض.

ومن بين التقنيات التي استخدمها الكاتب، خلال الرواية الاستعانة بنصوص موازية كتبها كيومياتٍ أو حتى ما يشبه المقالات، ولا يرى ضيراً من الإشارة إليها كمراجع، وإن كانت تتماهى مع الرواية لولا إحالاته التي يذيلها تحت كل نص.

رواية "جرس إنذار" التي تؤرخ للأشهر الستة الأولى من انتشار فيروس "كوفيد 19"، وهو بالمصادفة يشبه رقم بناية الراوي، تتنبأ باكتشاف اللقاح اللازم لهذا المرض الذي راح ضحيته كثيرون، ومنهم مقربون من الراوي ذاته.

أحمد الجمَّال

back to top