صورة لها تاريخ : شكسبير للملك عبدالعزيز: مفاوضات في لندن بين العثمانيين ودول البلقان

نشر في 18-02-2022
آخر تحديث 18-02-2022 | 00:05
باسم اللوغاني
باسم اللوغاني
بعد استفسار الملك عبدالعزيز، رحمه الله، عن أحوال حرب البلقان في رسالته التي أرسلها إلى الوكيل السياسي البريطاني في الكويت القبطان ويليام شكسبير، رد المسؤول البريطاني في رسالة مفصلة بتاريخ 19 صفر 1331هـ الموافق 27 يناير 1913م، شرح فيها بعض التفاصيل عن الحرب، وتطرق إلى أمور أخرى سنستعرضها في مقالنا اليوم.

في البداية، يقول شكسبير: "منخصوص (من خصوص) ما سئلتم (ما سألتم) عن الحرب بين الدولة العثمانية مع أربع الدول البلقان واليونان كلهم ودوا من مدة كم يوم منتخبين إلى لندن لأجل يسعون بالصلح"، وهو يقصد هنا أن مفاوضات جارية في لندن بين العثمانيين ودول البلقان (ألبانيا وبلغاريا والبوسنة والهرسك وكوسوفو ومقدونيا وغيرها)، حيث اندلعت حرب بين الطرفين في أكتوبر 1912، وتوقفت في 30 مايو 1913 بتوقيع اتفاقية لندن. هذه الاتفاقية كانت سبباً أساسياً في فقدان الدولة العثمانية معظم أراضيها في القارة الأوروبية.

ويذكر شكسبير عن جولة المفاوضات في ديسمبر 1912: "ما صار صلح من سبب العثمانين ما قبلوا يسلمون بلد أدرنه وهي محصورة مع انه صار في يد أربع الدول المذكورة كل أرض العثمانيين في أوروبا والكثير من الجزاير (الجزر) إلا فقط إسطنبول وكم قطعة من الأراضي التي قريبة من إسطنبول وكم قلعة متفرقة وأدرنه وما تمكن العثمانيين يودون مدد إلى هذه الأماكن المحصورة"، مؤكداً أن الحرب قد تستأنف بعد المفاوضات إن لم تتحد الدول الكبيرة لمنع العثمانيين وإقناعهم بالاستسلام.

وحول موضوع آخر، أعرب شكسبير عن شكره للملك عبدالعزيز، لحمايته لرجل إنكليزي زار نجد ومناطق أخرى وتعرض لبعض المشاكل، حيث قال شكسبير: "وأنا كثير صرت ممنون من إحسانكم عما فعلتوا مع الرجل الإنكليزي الذي طب عليكم من الشام"، موضحاً أنه لم يكن لديه علم عن هذا الرجل إلا بعد أن أخبره الشيخ مبارك الصباح. وأشار إلى أن الرجل الإنكليزي توجه إلى البحرين بقصد الاستكشاف والسياحة، قائلاً: "أنا ما واجهته، ولكن أنا أعرف عن حالته أصلاً هو من ضباط العسكرية ما هو من دولة سياسية، ولكن وقت ما يحصل له رخصة يشتاق يروح إلى بلد الأجانب للتفرج". وينتقل شكسبير إلى موضوع آخر يتعلق بالشيخ مبارك الصباح، فيقول "وكذلك من قبل كون (حرب) الشيخ مبارك على سعدون (المنتفق) هو ظهر من بغداد ووصل إلى ديرة شمر وواجه بن رشيد في البر ورجع"، ولا أعلم ماذا يقصد بهذه التفاصيل غير الواضحة.

بعد ذلك أشار الوكيل السياسي البريطاني إلى أنه سيذهب إلى البر، لقضاء بعض الوقت، بالقرب من مدينة المجمعة، فقال: "وأنا مقصدي تقديراً في 10 ربيع أول أظهر البر أيام الربيع على حسب العادة وإن شاء الله أظهر جهت (جهة) الجنوب يم (قرب) المجمعة من سبب أن شفت كل الأرض الذي قرب الكويت وقصدي أشوف أرض غيرها". هذا ما دار من حديث في وثائق متبادلة بين الملك عبدالعزيز وشكسبير في تلك الفترة، وإلى لقاء مع وثائق أخرى تاريخية في مقالاتنا القادمة.

رسالة الوكيل السياسي البريطاني في الكويت ويليام شكسبير إلى الملك عبدالعزيز آل سعود

● باسم اللوغاني

back to top