فرنسا: اتفاق مع إيران خلال أيام أو أزمة

تداول مسودة نالت موافقة أطراف «فيينا»... وبيلوسي تطمئن الكنيست

نشر في 16-02-2022
آخر تحديث 16-02-2022 | 19:56
المندوب الروسي بالمفاوضات النووية خلال استقباله الوفد الإسرائيلي في فيينا أمس الأول (تويتر)
المندوب الروسي بالمفاوضات النووية خلال استقباله الوفد الإسرائيلي في فيينا أمس الأول (تويتر)
حذّر وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان، أمس، من أنّه إذا لم يتمّ التوصّل في غضون بضعة أيام إلى اتفاق في فيينا بين إيران والدول الكبرى حول البرنامج النووي الإيراني، فإنّ العالم سيواجه أزمة انتشار نووي حادّة.

وقال لودريان أمام مجلس الشيوخ الفرنسي، أمس، إنّه "كلّما تقدّمنا أكثر زادت إيران من سرعة إجراءاتها النووية، وقلّ اهتمام الأطراف بالانضمام إلى اتفاق عام 2015، من هنا فنحن بلغنا اليوم نقطة التحوّل"، مؤكّداً أنّ "الأمر ليس مسألة أسابيع بل مسألة أيام".

وغداة إجراء وفد إسرائيلي دبلوماسي مشاورات مع مدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية غروسي رفائيل والمندوب الروسي ميخائيل أوليانوف، في فيينا، للاطلاع على تطورات الجولة الثامنة من المفاوضات الرامية لإحياء الصفقة الذرية التي انسحب منها الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب عام 2018، نقلت القناة 12 الإسرائيلية عن مصدر غربي مقرب جداً من الإيرانيين قوله إنه تم الاتفاق بالفعل على مسودة لتجديد الاتفاق النووي. وتتكون المسودة من 20 صفحة ومرفق بها 3 ملاحق: إحداها تتناول رفع العقوبات الأميركية المفروضة على طهران، والأخرى تنص على التزامات إيران بشأن القيود على برنامجها الذري، والملحق الثالث يوضح طريقة التنفيذ وترتيب التحركات وطريقة الإشراف.

وبحسب المصدر، فقد تم الاتفاق بالفعل بين جميع المشاركين في محادثات فيينا، التي تشارك بها إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن بشكل غير مباشر، على أن تنفيذ الاتفاق سيستغرق 10 أيام، مع الرفع التدريجي للعقوبات أولاً. وعندها فقط ستقوم إيران بإعادة مستوى نشاطها النووي إلى الصيغة المنصوص عليها في اتفاقية 2015.

وبحسب المصدر، يرغب الإيرانيون في توقيع الاتفاق الجديد قبل "عطلة نوروز"، في 20 مارس المقبل.

من جهة أخرى، شددت رئيسة مجلس النواب الأميركي نانسي بيلوسي، خلال زيارة قامت بها للكنيست (البرلمان) الإسرائيلي، أمس، على أن واشنطن وإسرائيل ستواجهان التهديد الذري الإيراني، قبل إجراء مباحثات مع المسؤولين الإسرائيليين، تتضمن تطور المفاوضات الدولية، الدائرة حاليا في فيينا، والتي تشارك فيها إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن بشكل غير مباشر، بهدف إحياء الاتفاق النووي الإيراني المبرم عام 2015، وعملية السلام مع الفلسطينيين.

وقالت بيلوسي، التي وصلت إلى تل أبيب، على رأس وفد من النواب الأميركيين، إن «الولايات المتحدة ستواصل دعم أمن إسرائيل في مواجهة التهديدات الإيرانية، ونقف مع إسرائيل في محاربة الإرهاب الإيراني وتطوير برنامجها النووي»، مضيفة أن طهران «تهديد للعالم، وقرب إسرائيل من إيران تهديد لنا جميعا ومسؤولية علينا جميعا».

وتأتي مباحثات بيلوسي في وقت أجرى وفد إسرائيلي رفيع المستوى من وزارة الخارجية الإسرائيلية مباحثات في فيينا، لمتابعة المفاوضات النووية مع إيران، والتقى الوفد، الذي يضم نائب مدير القسم الاستراتيجي في الخارجية يوش زارقا، مع مسؤولين في الوكالة الدولية للطاقة الذرية.

وأجرى أعضاء الوفد لقاءات مع ممثلي الوكالة وجهات ضالعة في المفاوضات، لتأكيد الموقف الإسرائيلي الرسمي، كما أعلنه، أمس الأول، في البحرين رئيس الحكومة، نفتالي بينيت، من أن التوقيع على اتفاق جديد مع إيران، أو العودة إلى الاتفاق السابق، «خطأ استراتيجي».

في المقابل، أثار إرسال إسرائيل وفدا إلى فيينا لمنع تقديم المزيد من التنازلات لإيران، واستقبال الوفد من قبل المندوب الروسي ميخائيل أوليانوف، والمدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية رافاييل غروسي، غضب الجانب الإيراني، عكسته ردود فعل وكالات أنباء وصحف مقربة من دوائر صنع القرار الإيراني.

واعتبرت وكالة نورنيوز، المقربة من مجلس الأمن القومي، أن «الحضور الصريح غير المتوقع للصهاينة في فيينا مما لا شك فيه يشكل مانعا لتحقيق التقدم بالمفاوضات في الظروف الحساسة الراهنة»، وقال أمين المجلس علي شمخاني، عبر «تويتر»، أمس، إن «الاتفاق النووي المبرم عام 2015 بين طهران والقوى العالمية أصبح كطلقة فارغة». وأضاف شمخاني: «الاتفاق النووي أصبح فارغ المضمون بالنسبة إلى إيران في المجال الاقتصادي ورفع العقوبات»، مشددا على أن بلاده لن تجري «أي تفاوض مع الولايات المتحدة والأطراف الأوروبية حول مواضيع خارج الاتفاق النووي»، ورأى أن أميركا وأوروبا «رسبتا في اختبار تنفيذ تعهداتهما المنصوص عليها في الاتفاق النووي».

وبينما تزداد الضبابية بشأن إمكانية التوصل إلى تفاهم لإعادة الامتثال بتطبيق الاتفاق النووي بين طهران وواشنطن خلال الجولة الثامنة من مفاوضات فيينا، جدد وزير الخارجية الإيرانية حسين عبداللهيان مطالبة بلاده لإدارة بايدن بإعطاء ضمانات عبر بيان سياسي من «الكونغرس» بأن واشنطن لن تنسحب من الاتفاق النووي المحتمل، كما انسحبت إدارة الرئيس السابق دونالد ترامب عام 2018. وأكد عبداللهيان، في مقابلة مع صحيفة فايننشال تايمز البريطانية، أن بلاده غير مستعدة لإجراء مفاوضات مباشرة مع واشنطن «في غياب ضمانات مستدامة لاتفاق جيد»، واصفا تطمينات بايدن بأنها غير كافية، وقال إنه «يجب على الكونغرس الأميركي إصدار بيان سياسي يؤكد الالتزام بالاتفاق النووي»، وهي خطوة أكد نظيره الأميركي انطوني بلينكن أنها غير ممكنة.

back to top