«فيينا 8» يختبر الإرادات السياسية لدى واشنطن وطهران

طهران تحمِّل الرياض مسؤولية عدم تحديد موعد للجولة الخامسة من المفاوضات بينهما

نشر في 08-02-2022
آخر تحديث 08-02-2022 | 00:05
عبداللهيان ونظيره الفنلندي خلال مباحثات في طهران أمس (أ ف ب)
عبداللهيان ونظيره الفنلندي خلال مباحثات في طهران أمس (أ ف ب)
وسط تحذير غربي من أن الوقت بدأ ينفد أمام إعادة إحياء اتفاق 2015، تستأنف الجولة الثامنة من مفاوضات فيينا النووية الخاصة بإيران، بينما يقول الجميع إن هناك حاجة لإرادة سياسية قوية في واشنطن وطهران للتوصل إلى اتفاق، وهذا ليس واضحاً حتى الساعة.
تستأنف اليوم الجولة الثامنة من المحادثات النووية في فيينا، بينما تقول الأطراف إن الاتفاق يحتاج إلى تنازلات متبادلة وإرادة سياسية.

وشدد المنسق الأوروبي في محادثات فيينا إنريكي مورا، أمس، على «ضرورة اختتام المفاوضات بسرعة»، مشيراً إلى الحاجة لـ«روح التوافق» بهدف العودة إلى الالتزام الكامل بـ «خطة العمل المشتركة» المبرمة عام 2015.

من ناحيته، توقع ميخائيل أوليانوف، ممثل روسيا في مفاوضات فيينا ومندوبها الدائم لدى المنظمات الدولية في العاصمة النمساوية أن تشهد الجولة الثامنة «المرحلة الأخيرة» للوصول إلى تفاهم، لافتاً إلى أنها «تتطلب تصميماً وجهوداً حثيثة من جميع المشاركين، من أجل الاستعادة الكاملة للاتفاق النووي، بما في ذلك رفع العقوبات الأميركية عن طهران».

من جهته، قال المبعوث الأميركي الخاص لطهران، روبرت مالي، إن إحياء الاتفاق النووي «مازال ممكناً»، مؤكداً في تصريحات أوردتها وكالة «رويترز»، أن «الرئيس جو بايدن مازال يريد منا أن نتفاوض في فيينا»، لكنه جدد التحذير من أن الوقت بدأ ينفد.

وأضاف: «سنعود لفيينا. هذا رمز أو علامة على إيماننا المستمر بأن الوضع لم ينته، وأننا بحاجة إلى إحيائه لأنه في مصلحتنا».

مواقف إيران

في المقابل، أعرب الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي، الذي يطمع بتحقيق المزيد من المكاسب، عن اعتقاده بأن الأجواء مهيأة للتوصل إلى اتفاق إذا كانت هناك إرادة لرفع العقوبات، فيما يبحث مستشارا الأمن القومي الأميركي والإسرائيلي اليوم في واشنطن الملف الإيراني.

وتحدث وزير الخارجية الإيراني، حسين أمير عبداللهيان، عن عدم تلبية بعض مطالب طهران بعد جولات التفاوض الماضية التي توقفت، في 28 يناير الماضي، من أجل إجراء رؤساء الوفود المفاوضة مشاورات بعواصم بلدانهم بهدف «اتخاذ قرارات سياسية» بعد وصول المحادثات إلى مرحلة حاسمة.

وقال عبداللهيان، أمس، عقب اجتماعه مع نظيره الفنلندي بيكا هافيستو، إن بلاده «ركزت على النصوص الأخيرة لمفاوضات إيران مع مجموعة (4+1)، والأوراق غير الرسمية التي تم تبادلها من خلال إنريكي مورا».

وشدد على أن «كبير المفاوضين الإيرانيين علي باقري كني والخبراء المفاوضين في الأيام المقبلة، سيركزون على الوثيقة التي سيتم الاتفاق عليها»، مطالباً «كل الأطراف المختلفة بإعلان التزاماتها بالاتفاق النووي».

في موازاة ذلك، رأى المتحدث باسم وزارة الخارجية، سعيد خطيب زادة، أنه «من السابق لأوانه التكهن بنتائج المحادثات النووية»، مشيراً إلى أن «خطوط إيران الحمر واضحة، وأن رفع العقوبات الأميركية خط إيران الأحمر في المحادثات النووية مع القوى العالمية».

وأعرب عن أمله أن «تتحوّل التصريحات المصنّفة إيجابية إلى التزامات ملموسة، ونصبح قادرين على إبرام اتفاق جيد وموثوق في فيينا».

بدوره، قال أمين المجلس الأعلى للأمن القومي علي شمخاني، الذي تتهمه أطراف إيرانية بأنه يشوش على فريق التفاوض الإيراني، ودور الخارجية الإيرانية في المفاوضات عبر «تويتر» إن مهام المفاوضين الإيرانيين «تحددت بعناية» لمواصلة الجولة الثامنة، مضيفاً أن «الاتفاق الذي لا يتم فيه رفع العقوبات التي تمثل الضغوط القصوى، سيؤثر على اقتصاد البلاد، ولا يمكن أن يكون أساساً لاتفاق جيد».

مفاوضات السعودية

وفي وقت تثار مخاوف دولية وإقليمية من إمكانية تسبب الاتفاق النووي المحتمل في إنعاش الاقتصاد الإيراني، ومنح السلطات الإيرانية قدرة مالية لتعزيز أنشطة الجماعات الموالية لها في المنطقة، ألقى المتحدث باسم الخارجية الإيرانية مسؤولية تحديد موعد للجولة الخامسة من المحادثات مع الرياض على المملكة، قائلاً إن «الموعد مرهون بوجود إرادة في الرياض، وبمجرد وجود هذه الإرادة سنكون موجودين في بغداد».

وبعد اتصال بين رئيس إيران إبراهيم رئيسي، ورئيس الحكومة العراقي مصطفى الكاظمي تطرق إلى الجولة الخامسة، أجرى وزير الخارجية العراقي فؤاد حسين، أمس الأول، محادثات هاتفية مع نظيره السعودي الأمير فيصل بن فرحان بعد أيام من محادثات مماثلة مع عبداللهيان.

دعم الإمارات

في هذه الأثناء، أجرى قائد القيادة الأميركية الوسطى «سنتكوم»، الجنرال فرانك ماكينزي، أمس، مشاورات في الإمارات جدد خلالها التزام بلاده الكامل بالدفاع عن هذه الدولة الخليجية، كما استمع إلى مطالب الإماراتيين الأمنية بعد الهجمات الصاروخية للمتمردين الحوثيين على أبوظبي.

وكان ماكينزي وجه قبيل وصوله إلى الإمارات، أمس الأول، اتهامات لإيران بالوقوف وراء الهجمات.

وقال إن «العامل الرئيس وراء التصعيد هو فقدان إيران للنفوذ في العراق والحاجة إلى جبهات جديدة في محاولتها للسيطرة الإقليمية»، مضيفاً أن «إيران اتهمت الإمارات بالتدخل في انتخابات العراق التي لم تسر على ما يرام بالنسبة لها».

وتابع: «من الصعب معرفة جميع أسباب الحوثيين. أعتقد أنهم ليسوا معتادين على خسارة الأرض في اليمن»، في إشارة إلى الانتكاسات التي منيت بيها الميليشيات المتحالفة مع إيران بمحافظتي شبوة ومأرب بعد تدخل قوات «ألوية العمالقة» الجنوبية المدربة والمدعومة من الإمارات العضو الرئيسي بـ«تحالف دعم الشرعية» الذي تقوده السعودية ضد الحوثيين.

وقال الجنرال الأميركي إن «الصواريخ البالستية المتوسطة المدى التي أُطلقت من اليمن ووصلت إلى الإمارات لم تُبتكر أو تُصنع أو تُصمم في اليمن. كل ذلك حدث في مكان آخر. لذلك أعتقد أننا بالتأكيد نرى علاقة إيرانية بهذا الأمر».

وكشف ماكينزي أن طائرات «إف22» ستزود الإمارات «بواحد من أفضل رادارات المراقبة في العالم»، القادرة على تحديد الأهداف، ومنها صواريخ كروز الهجومية البرية والطائرات المسيرة.

ولفت إلى أن المدمرة «كول» ستعمل في المياه حول الإمارات، وستراقب شحنات البضائع المهربة غير القانونية.

إيران اتهمت الإمارات بالتدخل في انتخابات العراق وهي وراء هجمات أبوظبي ماكينزي
back to top