«نبي نستانس»

نشر في 06-02-2022
آخر تحديث 06-02-2022 | 00:10
ما يجري من عدم التفات إلى حق الإنسان في أن يَسعد بحياته في بلده يُعد جريمة يومية لها أبعاد خطيرة نجد ضحاياها في ساحات القضاء ووراء قضبان السجن المركزي والمصحات النفسية!
 مظفّر عبدالله أول العمود

لغة التخاطب بين النواب والوزراء وبين النواب أنفسهم بدأت ترسخ مصطلحات متكررة ومهينة تجد لها صدى في الشارع.

***

كانت الكويت فيما مضى مصدر إعجاب للدول الخليجية الشقيقة، وخصوصاً مع انطلاقة دولة الدستور والنهضة بداية الستينيات من القرن الماضي.

اليوم انقلبت الصورة كاملة تماماً ولأسباب يمكن السيطرة عليها بسهولة إن توافر العزم والإرادة الرسمية لضبط العديد من الأمور، ومن ذلك مسألة الترفيه الذي انقرض في المجتمع الكويتي بصورة مخيفة، وانعكس بشكل مأساوي على وضع شرائح عديدة من السكان وخصوصا الشباب والمقيمين معنا من الجاليات المختلفة في العادات والتقاليد.

ما يجري من تراجعات حكومية في إلغاء برامج الترفيه استجابة للأصوات المتشددة لا يمكن تصنيفه إلا كونه تدخلاً فجاً في حياة الناس وخياراتهم، ولهذه التراجعات مضار كبيرة لا يمكن إنكارها ومن ذلك:

1 تحريف في شكل الدولة وهويتها المدنية التي بدأتها قبل الاستقلال، وترسخت عام 1962 بصدور الدستور ذي الطابع المدني المستنير.

2- اللجوء إلى المخدرات بسبب ساعات الفراغ الطويلة (أرقام عام 2021 وحدها تؤكد رصد 3000 متهم بقضايا مخدرات بينهم 1500 كويتي، 800 بدون، 300 وافد!. (القبس 3 فبراير 2022).

3- كثرة السفر وصرف ملايين الدنانير خارج البلاد.

4- الاتجاه إلى نمط الترفيه الذاتي وتحمل تكلفته الباهظة أحياناً.

5- تشجيع السلوك المقرون بالعنف.

6- اللجوء إلى الانتحار (553 منتحراً من 2015- 2021)... إحصاء وزارة الداخلية بينهم 44 كويتياً.

7- تقلص جغرافيا المقارنة مع الدول المتطورة في الترفيه لنصل اليوم إلى عقد مقارنات مع دول خليجية فاقتنا بأشواط!!

ما يجري من عدم التفات إلى حق الإنسان في أن يَسعد بحياته في بلده يُعد جريمة يومية لها أبعاد خطيرة نجد ضحاياها في ساحات القضاء ووراء قضبان السجن المركزي والمصحات النفسية!

● مظفر عبدالله

back to top