كيف كانت المخلوقات قبل خلق الإنسان؟

نشر في 01-02-2022
آخر تحديث 01-02-2022 | 00:20
 د.نجم عبدالكريم انتهيت من قراءة كتاب "أخبار الزمان" للمسعودي، صاحب مجلد مروج الذهب، فوجدت فيه العجب العجاب من الغرائب، منها مثلاً ما جاء في صفحة 32، حيث يذكر: "ومنها أمةٌ طوال ذات أجنحة، كلامهم فرقعة، وأمةٌ أبدانهم كأبدان الأُسد رؤوسهم كرؤوس الطير لها شعور وأذنابٌ طوال، كلامهم دوي، وأمةٌ لها وجهان قدّامها وخلفها وأرجلٌ كثيرة، وكلامهم كلام الطير، وأمةٌ في صورِ الكلاب لها أذناب، وكلامها همهمةٌ لا يُفهم، وأمةٌ تُشبهُ بني آدم أفواههم في صدورهم، يصفرون تصفيراً، وأمةٌ كالحيات الطوال لها أجنحة وأرجل وأذناب، وأمةٌ يشبهون نصف شق الإنسان لهم عينٌ واحدة ويدٌ واحدة ورجلٌ واحدة، ويقفزون تقفيزاً، وكلامهم مثل كلام الغرانيق، وأمةٌ لها جوهٌ كوجوه الناس وأصلابٌ كأصلاب السلاحف، وفي أيديهم مخالب وفي رؤوسهم قرونٌ طوال، كلامهم كعوي الذئاب، وهناك أمةٌ لكل واحدٍ منهم رأسان ووجهان كوجوه الأُسد طوال، كلامهم لا يُفهم، وأمةٌ مدورة الوجوه لها شعرٌ أبيض وأذناب كأذناب البقر يزرقون الناس من أفواههم، وهناك أمةٌ من النساء لهن شعور وثدي ليس فيهن ذكور، يلقحن من الريح ويلدن أمثالهن، وأصواتهن جميلة، وهناك أمةٌ من الهوام والحشرات، إلا أنها عظيمة الأجسام، تأكل وتشرب مثل الأنعام، وأمةٌ تُشبه دواب البحر لها أنياب بارزة كالخنازير وآذان طوال، وأمةٌ على خلقٍ لا يشبهُ بعضها بعضاً، إلا أنها وحشية المنظر، ويقال إن هذه الأمة تلاقحت فصارت مئةً وعشرين أمة".

***

وجاء في صفحة 33 من الكتاب:

"سُئل الإمام علي: هل كان في الأرض خلقٌ من خلقِ الله قبل آدم يعبدون الله تعالى؟ فقال: نعم، خلق الله الأرض، وخلق فيها أمماً من الجِن يسبحونهُ ويقدسونه لا يفترون، وكانوا يطيرون إلى السماء، ويلقون الملائكة، ويسلمون عليهم، ويتعلمون منهم الخير، ويعلمون منهم بخبر ما يجري في السماء، ثم إن طائفةً من الجِن تمردوا وعتوا عن أمر الله، وبغوا في الأرض بغير الحق، وعلا بعضهم على بعض، حتى سفكوا الدماء، وأظهروا الفساد، وجحدوا بالربوبية... وأقام الآخرون المطيعون على دينهم وعبادتهم، وباينوا الذين عتوا عن أمر الله، فصاروا يصعدون إلى السماء، فأسكنهم الله ما بين أطباق السماوات، يسبحونهُ ويقدسونه ولا يفترون، حتى اصطفى الله تعالى منهم الملائكة".

***

سأكتفي بهذا الحد من الكثير الكثير مما جاء في هذا الكتاب من موضوعاتٍ صاغها كاتبٌ استند فيها

إلى من سبقوه بأجيالٍ وأجيال، ولست أدري كيف كان يُنظر لها في ذلك العصر العباسي حيث وُلد المسعودي، ثم رحل إلى مختلف أرجاء المعمورة، ولكنني آمنت أن عقلية «والت ديزني» ليست فريدة من نوعها عندما أبدعت بابتكارٍ غريب في عالم الكرتون الحافل بأشكال كائنات عجيبة ومختلفة!

● د. نجم عبدالكريم

back to top