كلب الست

نشر في 01-02-2022
آخر تحديث 01-02-2022 | 00:09
 أ. د. فيصل الشريفي في عام 1952 كتب الشاعر الرائع أحمد فؤاد نجم قصيدة حملت عنوان "كلب الست" تحكي قصة شاب تعرض لهجوم كلب حراسة والذي يقال إن ملكيته تعود لكوكب الشرق أم كلثوم... إلى هنا وقد يكون خبر عضة الكلب عادياً، لكن الأحداث التي مر بها المواطن إسماعيل لم تكن عادية بعد أن بين الشاعر معاناة إسماعيل وما آلت إليه أوضاعه في النظارة، وكيف انقلبت فيه الموازين وغابت عدالة المجتمع مما اضطر هذا المواطن الغلبان المغلوب على أمره للتنازل عن القضية بسبب نفوذ صاحبة الكلب "فوكس".

لقد مر على هذه القصيدة قرابة السبعين سنة، لكنها مازالت تجسد ذات المعاناة التي يعيشها المواطن العربي في حين هناك شعوب خرجت من دمار الحرب العالمية الثانية، وهناك دول ظروفها كانت أسوأ بكثير من ظروف معظم الدول العربية لكنها استطاعت أن تحقق ميزان العدالة الاجتماعية.

هذه القصيدة وبما فيها من معانٍ وبلاغة قد تغنيني عن الإسهاب، فالمعنى كما يقال في بطن الشاعر، أما بطن المواطن العربي فيتسع لما هو أكثر من ذلك.

إليكم بعض أبيات القصيدة:

في الزمالك من سنين

وفي حما النيل القديم

قصر من عصر اليمين

ملك واحده من الحريم

صيتها أكتر من الأدان يسمعوه المسلمين

والتتر والتركمان والهنود والمنبوذين

تعمل ايه الست؟ جابت

فوكس رومي وله ودان

فوكس دا عقبال أملتك

عنده دستة خدامين

يعني مش موجود في عيلتك

شخص زيه يا اسماعين

واسماعين دا يبقا واحد

من الجماعه التعبانين

اللي داخو في المعاهد

والمدارس من سنين

حب يعمل واد فكاكه

ويمشي حبه في الزمالك

والقيامة والفتاكه

يرمو طبعن ع المهالك

عم سمعه من قيامته

حب يعمل فيها فله

بعد ما أقلوظ بيجامته

اشترى حتة مجله

قول مشي بيقرا ف حكايه

من حكايات الغرام

واندماجه في القرايه

خلا مشيه مش تمام

ع اليمين يحدف بعيد

خطوتين ويروح شمال

لمحه فوكس من الحديد

قال دا صيد سهل وحلال

هوب نط في كرشه دوغري

جاب بيجامته لحد ديلها

اسماعين بدال ما يجري

قال يا رجلي رجلي مالها

بص شاف الدم سايح

من عاليها ومن واطيها

الخلاصة:

من أراد معرفة بقية تفاصيل القصيدة فإن عليه فتح النت وسماعها باللهجة المصرية ليتعرف إلى ما تعرض إليه المواطن إسماعيل من ظلم، ومن ثم يأخذ جولة في ربوع وطننا العربي ليكتشف كم من مواطن شريف ذاق المرارة ذاتها وضاع حقه بسبب سطوة وتسلط الفاسدين.

ودمتم سالمين.

● أ. د. فيصل الشريفي

back to top