اجتماع وزراء خارجية العرب: تعزيز التعاون لمواجهة التحديات

• الناصر: سندرس مع الجهات الخليجية ردّ لبنان على مقترحاتنا
• تعظيم الدور العربي بروح عالية من الشفافية والمصارحة في إطار البيت الواحد

نشر في 30-01-2022 | 17:02
آخر تحديث 30-01-2022 | 17:02
صورة جماعية للمشاركين في الاجتماع التشاوري لوزراء خارجية الدول العربية أمس
صورة جماعية للمشاركين في الاجتماع التشاوري لوزراء خارجية الدول العربية أمس
ترأس وزير الخارجية، وزير الدولة لشؤون مجلس الوزراء رئيس مجلس جامعة الدول العربية على المستوى الوزاري في دورته رقم 156 الشيخ د. أحمد الناصر، أمس، الاجتماع التشاوري لوزراء الخارجية العرب الذي استضافته الكويت.

وتناول الاجتماع سبل تطوير وتعزيز العلاقات الثنائية بين الدول الاعضاء في الجامعة، واستعراض مجالات التعاون المتعددة وأطر تنميتها وتطويرها بأبعاد وآفاق واسعة وأكثر شمولية بما يحقق المصالح والمنافع المشتركة حفاظا على الأمن القومي العربي ودعما لمسيرة العمل العربي المشترك.

كما جرى خلال الاجتماع، الذي انعقد بناء على القرار الصادر من مجلس الجامعة على المستوى الوزاري بدورته غير العادية التي عقدت في 8 فبراير 2021، بحث كل ما من شأنه أن يعزز ويفتح آفاقاً جديدة لتطوير آليات التعاون العربي المشترك في إطار الجامعة في مجمل القضايا العربية المصيرية المشتركة وفي مقدمتها قضية العرب الأولى والمركزية، القضية الفلسطينية، ومناقشة الملفات والقضايا التي يشهدها العالم العربي، إضافة إلى سبل تعزيز التعاون العربي المشترك نحو مواجهة التحديات التي تتعرض لها الدول العربية لا سيما تلك المتعلقة بمواجهة جائحة «كوفيد19-» وتداعياتها، وبحث أوجه التعاون العربي في التعامل مع هذه الازمات وكيفية تعظيم الدور العربي في هذا الإطار بروح عالية من الشفافية والمصارحة في إطار البيت العربي الواحد.

الرد اللبناني

وخلال موتمر صحافي، عقده وزير الخارجية مع الأمين العام لجامعة الدول العربية، أحمد أبوالغيط، أكد الناصر أن الكويت تلقّت الرد على المقترحات التي قدّمناها الى الجانب اللبناني، وأن الجهات المختصة في دول الخليج ستدرس ردّ لبنان على الاقتراحات الخليجية للحكومة اللبنانية من أجل تحسين العلاقات بين الخليج وبيروت، وسيتم بناء عليها اتخاذ الخطوات المناسبة بالتنسيق مع الأشقاء في دول مجلس التعاون، مبينا أن مجرّد تسلّم الرد، (الذي تلقاه أمس الأول) يعدّ في حد ذاته خطوة إيجابية مع المسؤولين اللبنانيين للتعامل بالشكل المطلوب مع المقترحات لبناء الثقة، موضحا أن المقترحات ليست كويتية فقط، لكنّها خليجية - عربية.

وأضاف الناصر، أن الاجتماع الوزاري العربي آتى ثماره، حيث كانت هناك إيجابية من جميع الوزراء وممثلي الدول في الطرح الصريح والواضح.

وحول التهديدات الحوثية التي طالت الإمارات، وتستمر في استهداف السعودية، قال الناصر: كان هناك اجتماع طارئ لجامعة الدول العربية على مستوى المندوبين، حيث تم إصدار بيان لإدانة هذه الأعمال التي وصفها

بـ «الإجرامية»، مشيدا ببيان مجلس الأمن الدولي حول هذا الأمر.

وعن التحديات التي تواجهها المنطقة من جراء تفشى جائحة كورونا، قال الناصر: «كنّا نتمنى عقد اجتماعات خلال جائحة كورونا للتخفيف من أضرارها، إلا أن الكثير من الدول كانت تحارب هذه الجائحة».

بدوره، تحدث أبوالغيط عن التحديات التي تواجه المنطقة، ولعل أهمها أزمة كورونا والقضية الفلسطينية، مشيرا الى استغرابه التأييد الأوروبي - الأميركي للحكومة الإسرائيلية الحالية الرافضة للتفاوض.

وقال خلال المؤتمر الصحافي: «حقيقة الأمر، يجب أن نصارح العالم بأن الحكومة الإسرائيلية الحالية التي يتقبّلها الجانب الأميركي ويسعى إلى الحفاظ عليها، وكذلك الجانب الأوروبي، هذه الحكومة ترفض بالكامل العودة إلى المفاوضات، وترفض للشعبين الفلسطيني واليهودي التوصل لها إلى حلّ الدولتين.

وأضاف: «المطلوب من المجتمع الدولي الضغط على الجانب الإسرائيلي للعودة الى عملية السلام، لأنه في غياب مفاوضات حقيقية سينفجر الوضع في فلسطين، والشعب الفلسطيني لن ينتظر طويلا، وهذا الضغط يجب أن يصدر من الجانب الأميركي والأوروبي والعربي.

وأضاف: «مع الأسف المجتمع الدولي فقد الحماس نتيجة للضغوط الأخرى التي أحاطت بهذا الإقليم في الأعوام العشرة التي كانت مدمرة على الدول العربية وعلى القضية الفلسطينية.

وعن دور الجامعة العربية في الملف الإيراني، قال إنها شكّلت منذ عدة سنوات لجنة عربية من 4 دول هي السعودية والبحرين والإمارات ومصر، وبمشاركة الأمين العام، لمتابعة الأداء الإيراني في الإقليم بكل عناصره وتقديم تقرير للمجلس الوزاري مرتين في العام، وهذه اللجنة تعدّ مشروع قرار يصدر عن المجلس الوزاري.

عودة سورية

وحول عودة سورية إلى مقعدها في الجامعة العربية، قال إن الاجتماع التشاوري لم يتطرق لهذا الموضوع، وإن عودتها تتطلب مداولات وطرح مشروع قرار وأفكار ورؤى من الدول الأخرى.

وحول التعديات الحوثية على السعودية والإمارات، قال إن وزير خارجية اليمن قدّم للاجتماع الوزاري رؤية محددة لما تراه اليمن للتسوية السياسية، حيث رفض الجانب الحوثي هذه المبادرة لكونها مدعومة بقوة إقليمية.

وحول موعد انعقاد القمة العربية في الجزائر، قال أبوالغيط إن وزير الخارجية الجزائري طرح موعدا محددا لانعقادها، وهناك توجّه بأن تكون القمة ذات محتوى مهم.

وزير الخارجية يبحث مع نظرائه العرب العلاقات والتطورات

اجتمع وزير الخارجية وزير الدولة لشؤون مجلس الوزراء رئيس مجلس جامعة الدول العربية على المستوى الوزاري، في دورته الـ156 الشيخ د. أحمد الناصر، مساء أمس الأول، مع عدد من وزراء الخارجية العرب، قبل الاجتماع التشاوري للوزراء الذي استضافته الكويت أمس.

والتقى الناصر كلا من وزراء الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان آل سعود، والمصري سامح شكري، والقطري سلطان المريخ، والليبي نجلاء المنقوش، والأردني أيمن الصفدي، والفلسطيني رياض المالكي، واليمني د. أحمد بن مبارك، والموريتاني إسماعيل ولد الشيخ أحمد، والتونسي عثمان الجرندي، والصومالي محمود عبدي حسن، والجيبوتي محمود علي يوسف.

وتناول اللقاء مع كل منهم العلاقات الثنائية المتينة التي تربط الكويت ببلدانهم الشقيقة وسبل تعزيزها وتنميتها في مختلف المجالات، إضافة إلى بحث آخر التطورات على الساحتين الإقليمية والدولية، ومناقشة المواضيع المطروحة على الاجتماع التشاوري ومجالات التعاون المتعددة، بما يعزز المصالح المشتركة ويعود بالمنفعة على الدول العربية وشعوبها الشقيقة، ويدعم مسيرة العمل العربي المشترك.

كما التقى الناصر الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبوالغيط، وتم استعراض المواضيع والقضايا المطروحة على الاجتماع التشاوري وكل الاستعدادات والتحضيرات القائمة له، ومجالات التعاون المتعددة التي تعزز المصالح المشتركة بين الدول الأعضاء بجامعة الدول العربية، وتدعم مسيرة العمل العربي المشترك.

من جهته، أعلن الناطق الرسمي باسم وزارة الخارجية المصرية السفير أحمد حافظ، أن شكري أكد خلال اللقاء مع الناصر على «العلاقات الأخوية الوطيدة التي تجمع البلدين والشعبين الشقيقين،‬ وأهمية مواصلة العمل على تطوير مجالات التعاون الثنائي بما يتسق مع تجذر العلاقات وتوجيهات قيادتي البلدين بالدفع قُدماً بمسارها، وأعرب في هذا الصدد عن تطلع مصر إلى استضافة الدورة الثالثة عشرة للجنة الوزارية المشتركة خلال العام الحالي برئاسة وزيري الخارجية باعتبارها الإطار الأشمل لتعزيز مختلف أوجه العلاقات بين البلدين».

أضاف حافظ أن شكري «تطرق إلى ما تشهده مصر من طفرة تنموية ومشروعات قومية غير مسبوقة بالتوازي مع مواصلة تطبيق برنامج جذري للإصلاح الاقتصادي، ثم أهمية استفادة الاستثمارات الكويتية من تلك الطفرة وما توفره بيئة الاستثمار الحالية في مصر من حوافز تفضيلية، كما ثمن وزير الخارجية دور الصندوق الكويتي للتنمية الاقتصادية العربية في دعم المشروعات والخطط التنموية في مصر».

وتابع: «كما أعرب الوزير شكري عن التقدير لما تلقاه الجالية المصرية من رعاية كريمة من الكويت وقيادتها مُثنياً على دور هذه الجالية كجسر للتواصل بين البلدين والشعبين الشقيقين».

● حمد العبدلي

الملف الفلسطيني قضية العرب الأولى والمركزية... ودعم مسيرة العمل المشترك والحفاظ على الأمن القومي الناصر

نستغرب التأييد الأوروبي- الأميركي للحكومة الإسرائيلية الرافضة للتفاوض أبوالغيط

لم نتطرق لعودة سورية إلى مقعدها بالجامعة... والأمر يتطلب مداولات ورؤى من الدول الأخرى أبوالغيط
back to top