خالد الشطي: أعمالي تلقائية تعبِّر عن مخزوني الفني

«الساحة التشكيلية مليئة بالأعمال والفنانين وينقصها النقاد»

نشر في 16-01-2022
آخر تحديث 16-01-2022 | 00:01
الشطي أمام أحد أعماله
الشطي أمام أحد أعماله
استطاع الفنان خالد الشطي أن يتنقل بين المدارس الفنية، حتى كوَّن مخزوناً فنياً ميَّزه عن غيره. وكما يُقال إن وراء كل عمل فني حكاية، وإن وراء كل حكاية إنساناً مبدعاً، فذلك هو الحال بالنسبة للشطي، صاحب الإبداع المتجدد، والذي لم يأته هذا التميز إلا بعد أن تعب في تكوين وتطوير نفسه. "الجريدة" استطاعت دخول عالمه الفني عبر هذا اللقاء.

• لكل فنان أسلوب يمتاز به، وأسلوب يمثله، ما خصائص وأسلوب الفنان التشكيلي خالد الشطي؟

- الفنان في بدايته يتعرض لجميع المدارس الفنية، فيتكوَّن لديه خليط من الفن الكلاسيكي والتجريدي والسريالي والواقعي... الخ، وبالتالي يكون لديه مخزون فني يتبلور إلى أسلوب خاص به، وهذا ما حدث معي، لذلك لا أستطيع تحديد أسلوبي الفني بالضبط، لأنه خليط، خصوصاً أنني لا أنحاز لمدرسة فنية بعينها بشكل كامل.

أرى أن أسلوبي الفني يجمع بين التجريدي والسريالي والكلاسيكي، ما كوَّن أسلوبا فنيا جديدا اسمه "خالد" يميز أعمالي، والكثير يعرفوني به، وهذا عكس فنانين آخرين يتأثرون بمدارس فنية بعينها ولا يغيرونها طوال مسيرتهم الفنية.

أعمال تلقائية

• أعمالك الإبداعية دائما ما تظهر فيها ملامح التلقائية والعمل المقارب بين الواقع والمادة التشكيلية، ما سبب ذلك؟

- معظم أعمالي تكون تلقائية، فهي تخرج من روحي، وبالتالي تكون صادقة، حتى أصبحت التلقائية بالنسبة لي مهمة جدا، لأنها تكوّن لدي مخزونا فنيا يتفجر من خلال الانفعالات الفنية المختلفة، وفي كثير من الأحيان لم أكن مخططا لشكل معيَّن في العمل الفني، لكنه يخرج بشكل تلقائي طبيعي من مخزوني، والذي يحدده شكل اللوحة، وماهية عناصر العمل، من موضوع وألوان وفكرة... الخ.

• ما اللوحة التي تعتبرها "الخطوة الفاصلة" بين الفن كموهبة والإبداع كمسار والانتشار كهدف؟

- قمت بعمل في عام 1996 بعنوان "الأرجوحة"، يُعد هو النقلة النوعية في حياتي الفنية، من فنان محلي إلى فنان دولي.

لدينا في الكويت فنانون محليون، وهناك إبداع يتميز بالفكر والمستوى العالي، وهذا هو ما يمكن أن ينقله الفنان خارج محيط الكويت، ويجد من يتقبله، وكانت لوحة "الأرجوحة" في بينالي الكويت بجمعية الفنون التشكيلية، وبالصدفة كان آخر بينالي لي في الكويت، حيث لم يعقد منذ عام 1996 حتى وقتنا الحالي.

فروق فردية

• كيف ترى مستوى الفن التشكيلي في الكويت حالياً، ومدى ارتباطه بالمشهد التشكيلي العالمي؟

- ساحتنا الفنية مليئة بالأعمال والفنانين، لكن هناك فروقا فردية من فنان لآخر. ينقصنا النقد في الكويت، فيفترض أن يكون هناك نقاد يتناولون الفن التشكيلي ومستواه، ويستطيعون تقييم الفنانين، ومن هو الفنان الحقيقي، ومن هو الشخص الرسام أو الموهوب.

للأسف حاليا في الكويت هناك خلط بين الرسام والموهوب والمبدع، والكل يستخدم مصطلحا واحدا، هو فنان تشكيلي، لذلك لابد أن يكون هناك نوع من التوجيه يتولاه النقاد.

أيضاً لا يوجد لدينا وعي ثقافي فني يعمل على إثراء الهواة والمبتدئين حتى وقتنا الحالي. لذلك نجد أن المشاركة في البيناليات الفنية لا تكون متاحة أمام أي شخص يطلق على نفسه أنه فنان، إلا إذا كان مبدعا ذا فكر غير تقليدي. نعم ساحتنا الفنية فيها خير، لكن تنقصها الثقافة الفنية.

• هل تعتقد أن ما ينقص الساحة الفنية الكويتية هو تضافر الجهود، خصوصا أن كل شخص يعمل منفرداً؟

- شيء صحيح أن يعمل كل شخص منفرداً مئة في المئة. في الماضي وبالدول الأوروبية القديمة حتى في مصر والدول العربية والشام كانت هناك صالونات ومجاميع تضم فنانين يكون بينهم كتاب قصص، لكن أهدافهم تختلف من مجموعة لأخرى. هذا التحدي بين هذه المجموعات يخلق روحاً من المنافسة الفنية. بالنسبة لي أؤيد هذا الأسلوب، وأعتبره من الأمور الجيدة. لابد أن تكون هناك غاليريات فنية، لأن الفن التشكيلي الحقيقي حالياً يأتي من خلالها.

الألوان في الفن التشكيلي

• بالنسبة للألوان في الفن التشكيلي، ما أهميتها؟ وعلى أي أساس تختار ألوان أعمالك الفنية؟

- اللون هو أساس اللوحة، ومن دون إجادة اللون تفقد اللوحة هويتها، وسأقوم بإعطاء دورة عن أهمية اللون في اللوحة، ومميزاته، ومدى تعبيره في العمل، لأن اللون كفيل بتغيير رأي المشاهد، ويلعب دورا كبيرا في نفسيته تجاه اللوحة، وإذا ما توافر لدى الفنان فكر جيد مع إتقانه للون مع وجود مهارة يصبح مبدعا.

• رغم مشاركاتك الفنية العديدة في السنوات الماضية، لكن حاليا لا يوجد ذلك على القدر المطلوب، ما السبب؟

- في السابق كانت مشاركاتي عديدة ومتنوعة، أما حاليا فلا أقدم على أي مشاركة عادية، لذلك أقوم بدراسة المشاركة لأرى مدى مستواها، وأحرص على المشاركات ذات المستوى العالي، لذلك في الكثير من الأحيان أفكر في تنظيم معرض شخصي أو ثنائي أو ثلاثي. أيضاً معظم المشاركات حاليا أصبحت تقام خارج الكويت، لكن خلال جائحة كورونا توقفت الحركة التشكيلية بصفة عامة، من ورش عمل، وبينالي، وغير ذلك من فعاليات أخرى بمختلف دول العالم، وليس في الكويت فحسب، لذلك أصبح من الأفضل إقامة مشاركات جماعية عبارة عن جروب فنانين أو ثنائي أو فردي، وأتواصل مع فنانين من دول عربية وأجنبية معظم مشاركاتهم متوقفة بالوقت الحالي، وما نراه حاليا من معارض وفعاليات مجرد اجتهادات شخصية فردية، فضلاً عن أن الجمهور مازال متخوفا، ولديه ردة فعل من جائحة كورونا، لذلك نسب الجمهور المشارك في المعارض الحالية ليس بنفس القوة قبل الجائحة، وكان هناك خط الجمهور يخشي أن يتعداه إلا من لديه شغف فني.

• إضافة إلى الرسم، أنت نحات، ولك أعمال كثيرة مشغولة بتقنية عالية وإبداع حقيقي، أين يجد الشطي نفسه أكثر؛ في النحت أم في الرسم؟

- أنا في الأساس رسام، ثم تأتي بعد ذلك هواية النحت.

الرسم بالنسبة لي يمثل أول أولوياتي، مثل الفنان سامي محمد، إذا سألته هل أنت رسام أم نحات؟ يرد مباشرة أنه نحات، لكنه يرسم أيضا.

بالنسبة لي مارست جميع أنواع الفنون؛ الرسم، النحت، الخزف، والأعمال المركبة، ومع ذلك لا أستطيع أن أصف نفسي غير أني رسام، وسيكون لدي في المستقبل أعمال نحتية قادمة.

• ما أهم عمل فني قمت به ومازلت تحاول تكراره أو تكرار نجاحه؟ وهل أنت من النوع الذي يجيد تكرار عمل سابق له؟

- أهم عمل هو لوحة "الأرجوحة" في عام 1996، ومن الصعب أن أكرر هذا العمل حالياً، لأن الفنان الحقيقي من الصعب أن يكرر عملاً قام به مرة أخرى، خصوصاً أن كل عمل فني تكون له ظروفه التي ينبع منها، وبالتالي تأتي التلقائية. أيضا عُمر الفنان يؤثر على أعماله الفنية، فالفكر ينضج ويتطور، والروح تكون عالية، فضلاً عن أن كل عمل تحيط به ظروف معينة من الصعب إعادتها مرة أخرى لإعادة إنتاج اللوحة مرة ثانية، وإذا حدث وتمت إعادة رسم اللوحة، فإنها تكون مصنعة، وليست بنفس جودة العمل الفني الأول.

• أخيرا، نود أن تخصنا عن جديد أعمالك الفنية في الأيام المقبلة؟

- إن شاء الله سأشارك في معرض ثنائي في قطر مع الفنان يوسف السادة.

فضة المعيلي

«الأرجوحة» نقلة نوعية في حياتي الفنية ومن الصعب تكرارها
back to top