الضمير في العالم الموازي

نشر في 07-01-2022
آخر تحديث 07-01-2022 | 00:00
 فواز يعقوب الكندري يُعرف الضمير على أنه تمييز بين الحق والباطل، وهو الشعور بالندم إن تعارضت الأفعال مع القيمة الأخلاقية، ويُعرف العالم الموازي على أنه تعدد الأكوان مع وجود الشخوص أنفسهم في كل عالم، وحتى نفهم النظرية سأطرح مثالاً لخطاب ضمير الأمة في العالم الموازي بعد عودته من المهجر:

كل عام والجميع بخير، وطن وأمة وسُلطة... أستثني الفاسدين الذين تركوا هموم الوطن وانشغلوا في ابتزازي ورفاقي على حريتنا، كل عام والقوى السياسية بخير، أستثني من باع غربتنا على طاولة المساومات، وبعد شكر الله أولاً ولكل من تضامن معنا من الشعب الكويتي الأصيل، ولمن عفا بكرمٍ منه وإيماناً منه بصدق نوايانا، فأنا من قال: "لو بقي آخر طفل من الصباح، ربيناه وكبرناه عشان يحكمنا"، وأزعم أنه لا يوجد مبرر بعد اليوم بأن نؤكد الولاء في كل خطاب.

ولا شكر عندي لمن كان سبباً في تهجيرنا وتأخّر عودتنا، ولا يُعجز مثلي تسمية الأمور بأسمائها، وبالألقاب السياسية التي أطلقناها، لكنّها نتاج نضوج تجربة التّهجير السّياسي من أجل الوطن، إذ لم يسبق له أن تذوّق لذّة أن يهجّره وطنه لأنّه يحبّه، فآثرت أن أسير في طريق يليق بثقة هذه الأمّة التي جعلتني ضميرها دون أن ألتفت للأدوات.

تجربتي البرلمانية كانت بذرة اليقين بأن ما يتطلبه الوطن مني أكبر، واجتماع الناس حولي بهذه الطريقة التي استمددت منها قوتي يجب ألا يكون مردودها إلا أن يليق بشموخهم، ومنذ أن قاطعت مرسوم الضرورة وأخذت طريقاً آخر استشعرت أننا أنجزنا فيه ما لم يُنجز من قبل يتمثل في رحيل أول رئيس مجلس وزراء والذي ندفع من عمرنا فاتورة ذلك ولا منّة في ذلك:

وإذا كانَتِ النّفُوسُ كِباراً

تَعِبَتْ في مُرادِها الأجْسامُ

أيها الشعب العزيز، لم أعتقد ولو خيالاً أن تسألوني عن رحيل الرئيسين، وإن كان ما يدور في عقولكم يستصغر من تضحياتي، فإني والله لا ألوم أحداً بعد أن سيطرت قوى الفساد على مفاصل الدولة، لكن يقيني بالله أولاً وبالأمة فإني أضع بين أيديكم مشروع ائتلاف المعارضة الذي يطور العملية السياسية عبر قوائم نسبية وإشهار الأحزاب وصولا إلى أن تختار الأمة أعضاء حكومتها التي تدير هموم يومها، وسأكون، مع من يتفق معنا، الامتداد الآخر للمشاركين في البرلمان بصورته الهشة والتي أيقنا بعد عمل طويل أننا كنا نتداول همومنا دون التأثير في القرار، سنكون الامتداد الصادق سواءً في الميادين اعتصاماً أو في الدواوين نصحاً ووعياً، ما يهم أننا سنكون الامتداد للصادقين فقط، أما أولئك الذين خذلوا الأمة في مواقف سابقة، فإن وجودهم معنا شأنٌ خاص بهم، أما قيادة المشهد فليسوا أهلاً له، قلت لكم في يومٍ ما إني رابط حزامي، وأكرر اليوم من جديد:

"عيبٍ على اللي يتقي عقب ما بان... وعيبٍ طمان الراس بعد ارتفاعه"

(انتهى الخطاب).

نظرية العالم الموازي لم تُحدد أي الشخصيات التي نجحت وأيها فشلت، تركت لعقل الإنسان التفكر، وقياس الأمور، تركت لما كرم الله به الإنسان، حرية أن يقرر أي الشخصيات الأقرب للنجاح، عقلك يختلف عن عقل صديقك وابن عمك، ما يهم أنك لا تؤجره لأحد ليقرر بدلاً عنك.

● فواز يعقوب الكندري‎‎

back to top