«هذا سيفوه وهذي خلاجينه»؟

نشر في 07-01-2022
آخر تحديث 07-01-2022 | 00:00
 د. نبيلة شهاب وزراء يرحلون وآخرون يأتون، وكذلك الحال مع النواب والوضع على حاله، والمواطن ينتظر ويتأمل ويصبر لكن الأوضاع للأسف محلك سر، إلا إذا كان هناك مشروع فيه مصلحة خاصة لهم فإنه ينفذ بسرعة البرق، ولو كان على مصلحة الشعب، والمشاريع الأخرى تسير بخطوات سلحفاة دايخة.

الكثير من الوزراء والنواب يعطون الناس الشمس بيد والقمر بيد ويبيعونهم الوهم والأكاذيب، وما هي إلا فترة بسيطة حتى تبدأ أوراق التوت بالتساقط عن عورات حقيقتهم وتوجهاتهم وقراراتهم، وتبدأ معاناة كل فرد في هذا الوطن المظلوم، ما عدا قلة قليلة جداً، وهم النخبة والذين يأمرون وينهون ويسيطرون على جميع مقدرات الدولة المالية والاقتصادية، ويبقى الوطن ومن فيه يئنون من الفساد الذي ينخر كل شبر في كل وزارة وكل مكان، والقطاع الخاص ليس ببعيد عن ذلك الفساد.

المؤلم أن نرى البعض قد اعتاد على أن يصدق الكلام الخالي من المصداقية ويرسم حوله هالات من الفرح الزائف، فالمحتاج والمضطر دوماً يتعلقان بقشة ولا يعلمان أنها قد تكون سبب سقوطهما، يتعلقان بكل كلمة أو خبر يعطيهما الأمل، والمؤسف والمؤلم أنهما قد يكونان على علم بأن تلك الوعود كاذبة ولكنهما يستمران في تداولها، وكأنهما يأملان أن تتحول تلك الأكاذيب الى حقائق!! ويتألم من لا ينجرفون مع تيار تلك الوعود وهم يرون القرارات غير الجادة وعدم اهتمام الحكومة أو المجلس بإعطاء الناس حقوقهم أو توفير الجو الصحي والحياة المريحة والسعادة للجميع، إشاعة بعد إشاعة وكذبة بعد كذبة والشعب المظلوم يرسم الآمال وينتظر!!

وبعد تشكيل الحكومة الجديدة هل نتوقع أن نرى صورة أكثر إشراقاً؟ وهل نبدأ بالاستعداد لحقبة فيها من الإنجازات الجادة المتميزة بالتنمية والبناء والارتقاء بالوطن والمجتمع الشيء الكثير؟ نأمل ذلك.

قد نتأمل خيراً ونبحث عن مؤشر واعد يدعونا للتفاؤل بتحسن الأوضاع لمصلحة الوطن والمواطن، ولكن للأسف الشديد وعلى ضوء ما يجري في الساحة وما نراه وما نقيس عليه مما عايشناه من أداء الحكومات السابقة، يشعرنا بالتخوف، فما يحدث لا يشجع على ذلك كثيراً، خصوصاً ونحن نرى المجلس وهو المخول بمراقبة قرارات وأداء الحكومة، في حالة يرثى لها، والتناقضات والاختلافات بين الكثير من النواب حدّث ولا حرج، فما زالت أغلب اهتماماتهم وتركيزهم منصبّة على أمور ثانوية وشخصية، ومطالب المواطن الرئيسة لا يتم التعامل معها بالطريقة والجدية والسرعة المطلوبة، ولا نبالغ لو قلنا إننا على ضوء ذلك لا نتوقع انتعاشاً ونماءً واهتماماً بالمواطن والوطن كما يجب أن يكون، ولكن غالباً ما تكون الأيام حبلى بالمفاجآت التي نتمنى أن تكون إيجابية ومفيدة وسارة.

باختصار نتمنى للوزراء التوفيق بالعمل الجاد المخلص والإنجازات المتميزة، ويبقى التفاؤل بتحسن الأوضاع هو سيد كل المواقف والأحداث، والزمن كفيل بتبيان ذلك وهو أصدق شاهد.

● د. نبيلة شهاب

back to top