السعودية تشارك بمباحثات فيينا رغم المعارضة الإيرانية

الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية تخالف «الموساد» وتدعم «اتفاقاً نووياً» لكسب الوقت... وسجال بين عبداللهيان ولابيد على «تويتر»

نشر في 06-01-2022
آخر تحديث 06-01-2022 | 00:03
جلسة مفاوضات بين الوفد الإيراني وأطراف الاتفاق النووي في فيينا منتصف ديسمبر الماضي (رويترز)
جلسة مفاوضات بين الوفد الإيراني وأطراف الاتفاق النووي في فيينا منتصف ديسمبر الماضي (رويترز)
غداة تشديد وزير الخارجية السعودي فيصل بن فرحان على دعم المملكة لجهود منع إيران من امتلاك سلاح ذري، شهدت الجولة الثامنة من مفاوضات «فيينا» الرامية لإحياء الاتفاق النووي الإيراني دخول السعودية طرفاً من خارج الصفقة المبرمة عام 2015 على خط المحادثات المعقدة.

وأوضح مصدر دبلوماسي ليل الثلاثاء ـ الأربعاء، أن وفداً سعودياً أجرى عدة لقاءات في «فيينا» مع وفود من أطراف الاتفاق النووي، مجموعة «4+1»، بريطانيا وفرنسا والصين وروسيا، بالإضافة إلى ألمانيا، للتشاور حول برنامج إيران النووي، وسبل ضمان منع طهران من امتلاك قنبلة ذرية.

وتأتي مشاركة الوفد السعودي، وإن بصورة غير مباشرة، في المفاوضات النووية، بعد تأكيد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، خلال جولة قام بها في المنطقة مطلع ديسمبر الماضي، ضرورة إشراك القوى الإقليمية في محادثات «فيينا» رغم الاعتراضات الإيرانية المتكررة.

وجاءت خطوة الرياض بـ»فيينا»، في حين لم يتم تحديد موعد لعقد جولة خامسة من المحادثات الاستكشافية، التي يستضيفها العراق، بين المملكة والجمهورية الإسلامية بهدف إنهاء التوتر وإعادة العلاقات الدبلوماسية بينهما.

وقبيل الكشف عن الزيارة السعودية، أفادت وزارة الخارجية الكورية الجنوبية في بيان بأن وفداً برئاسة النائب الأول لوزير الخارجية تشوي جونج كون يزور «فيينا»، ليلتقي برؤساء الوفود المشاركة في المفاوضات التي تبحث إعادة القيود على برنامج إيران الذري مقابل عودة إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن للاتفاق ورفع العقوبات الاقتصادية المفروضة على طهران.

وذكرت سيول، أن الوفد الكوري الجنوبي سيسعى إلى «استكشاف سبل حل قضية الأصول الإيرانية المجمدة في كوريا من خلال إجراء مشاورات مع إيران، فضلاً عن التنسيق والتواصل الوثيقين مع الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي وفرنسا وألمانيا والمملكة المتحدة».

وتقدر الأموال الإيرانية المجمدة في بنْكين كوريين جنوبيين بنحو 7 مليارات دولار.

تقدم ضئيل

في هذه الأثناء، اعتبر المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية نيد برايس أن المحادثات النووية مع إيران لم تحرز سوى تقدم ضئيل، وأن الولايات المتحدة تأمل أن تتقدم المحادثات هذا الأسبوع».

بدورها، أشارت الخارجية الإيرانية إلى «إحراز تقدم في 4 مجالات للتحقق والضمان ورفع العقوبات والقضايا النووية»، لكنها وصفت التقدم في المجالات المتعلقة بالتزامات خصمها في المفاوضات بالضئيل، معتبرة أن الكرة في ملعب الجانب الآخر، في إشارة إلى مطالبة طهران لواشنطن بـ»الخطوة الأولى» لإحياء الصفقة النووية على اعتبار أن إدارة الرئيس السابق دونالد ترامب هي المسؤولة عن الانسحاب من الاتفاق عام 2018.

مسودة إيرانية

وتستمر الجولة الثامنة من مفاوضات فيينا عبر لقاءات على مستويات وأشكال مختلفة على صعيد رؤساء الوفود المشاركة، لمناقشة مسوَّدة قدمت خلال المفاوضات التي تخوضها حكومة الرئيس الإيراني المتشدد إبراهيم رئيسي بعد 6 جولاتها خاضتها حكومة سلفه حسن روحاني.

وكشفت مصادر مطلعة، أن المسودة تتكون من أكثر من 150 صفحة في هذه الجولة بعد أن كانت قرابة 120 ورقة في نهاية الجولة السادسة في شهر يونيو من العام الماضي.

وتمثل هذه المسوّدة 4 مجالات، هي رفع العقوبات، والامتثال النووي، والتحقق، والضمانات، ولا تزال تحمل أسئلة عالقة بحاجة إلى أجوبة كما تشير بعض الوفود المشاركة.

تباين إسرائيلي

في غضون ذلك، برزت مؤشرات على تباين إسرائيلي رسمي بشأن التعامل مع احتمال إحياء الاتفاق النووي الإيراني.

وبعد سلسلة تهديدات رسمية على لسان رئيس الحكومة نفتالي بينيت ووزير الدفاع بيني غانتس ووزير الخارجية يائير لابيد بشأن حرية وجاهزية التحرك المنفرد والفوري لمنع طهران من تطوير قنبلة ذرية، نقل موقع «والاه» الاستخباراتي العبري، عن رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية أهارون حليفا، إنه يفضل أن تسفر مفاوضات فيينا عن اتفاق نووي على أن تنتهي إلى فشل، خلافاً لموقف «الموساد» جهاز الاستخبارات المدني المسؤول عن العمليات بالخارج.

وقال حليفا أمام اجتماع عقده المجلس الوزاري المصغر لشؤون الأمن، إن العودة للاتفاق النووي «تزيد مستوى اليقين بشأن تطبيق كل القيود المفروضة على البرنامج الذري الإيراني بالإضافة إلى منح إسرائيل الوقت للاستعداد لسيناريوهات التصعيد المحتملة مع طهران».

ولفت الموقع إلى أن حيلفا عبر عن موقفه رداً على التقرير الذي تلاه رئيس «الموساد» دفيد برنيع أمام أعضاء المجلس الوزاري، حيث تضمن التقدير الاستخباري السنوي لجهازه الذي لم يؤيد التوصل لاتفاق مع إيران، أن هناك وقتا يسمح بممارسة الضغوط بهدف التأثير على موقف إدارة بايدن؛ لاسيما في كل ما يتعلق بالظروف والشروط التي يتوجب أن يخضع لها الاتفاق الجديد.

عبداللهيان ولابيد

في سياق قريب، اشتبك وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبداللهيان، أمس الأول، مع نظيره الإسرائيلي الذي هاجم إيران عبر «تويتر».

وبعد أن أكد لابيد أن لدى إسرائيل «قدرة لا يتخيلها حتى خبراء العالم» على ضرب منشآت طهران لتخصيب اليورانيوم أو مواقع الأسلحة الإيرانية، غرد وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبداللهيان على «تويتر»، الاثنين الماضي، بأن «التصريحات المزعجة ضد الأمة العظيمة لإيران كانت مجرد حلم كاذب» لوزير الخارجية الإسرائيلي.

وأضاف في تغريدة باللغة الفارسية: «سندافع بقوة وعقلانية عن حقوق ومصالح وتقدم الشعب الإيراني».

ورد لبيد أمس الأول بالعبرية والإنكليزية والفارسية. وكتب يقول: «النظام الإيراني المتطرف يهدد إسرائيل بالإبادة لكنه سيخسر هذه المعركة. وقيادتهم الفاشلة تدمر إيران من الداخل».

وتابع: «على حد قول الشاعر الإيراني السعدي: من كان شريراً في جوهره سيبقى كذلك إلى الأبد»، مضيفاً: «يجب أن يعرف الإيرانيون أن نظامهم هو الذي يجعل حياتهم بائسة. إسرائيل قوية ولن تسمح بتعرض مواطنيها للأذى». المحادثات النووية.

back to top