رسائل تطمين وتحدٍّ إيرانية عشية استئناف مفاوضات فيينا

● إبراهيم رئيسي: أي اعتداء سيواجه بـتغيير المعادلات الإقليمية
● محمد سلامي: لن نرفع التخصيب وتشغيل بوشهر بـ«النووي المحلي»

نشر في 26-12-2021
آخر تحديث 26-12-2021 | 00:05
إطلاق الصواريخ في مناورات جنوب غرب إيران أمس الأول (رويترز)
إطلاق الصواريخ في مناورات جنوب غرب إيران أمس الأول (رويترز)
أطلقت إيران رسائل متباينة بعدة اتجاهات إقليمية ودولية عشية استئناف مفاوضات فيينا، التي تبحث سبل عودة طهران وواشنطن للالتزام بالاتفاق النووي المبرم عام 2015.
في وقت تتحضر الأطراف الدولية إلى استئناف مفاوضات فيينا الرامية لإحياء العمل بالاتفاق النووي الإيراني المبرم عام 2015، بعثت السلطات الإيرانية عدة رسائل إقليمية ودولية تضمنت محاولة لتهدئة المخاوف الدولية بشأن سعيها لرفع تخصيب اليورانيوم إلى مستويات تتيح إنتاج أسلحة ذرية بموازاة التأكيد على استعدادها لمواجهة احتمال شن إسرائيل لهجوم عسكري منفرد ضدها.

وصرح رئيس منظمة الطاقة الذرية الإيرانية محمد سلامي، بأن بلاده لن ترفع تخصيب اليورانيوم لأكثر من 60%، مشيراً إلى أن هدف طهران من تخصيب اليورانيوم هو تلبية الاحتياجات الصناعية.

وقال سلامي، بشأن احتمال رفع إيران تخصيب اليورانيوم في حال فشلت مفاوضات فيينا التي تنطلق جولتها الثامنة غداً: «إننا لن نفعل ذلك، لأن أهدافنا المحدودة من تخصيب اليورانيوم هي في سبيل تلبية احتياجاتنا الصناعية والاستهلاكية والمنتجات الصناعية التي تحتاجها البلاد حالياً».

وتابع: «أي نشاط نووي تقوم به إيران سيكون بالكامل ضمن إطار المعاهدات والقوانين واللوائح الخاصة بالوكالة الدولية للطاقة الذرية»، مؤكداً قدرة بلاده على «إنتاج الوقود النووي محلياً، وستبدأ قريباً استخدامه في محطة بوشهر للطاقة النووية».

وأوضح سلامي وهو أيضاً نائب الرئيس الإيراني، أن السلطات الإيرانية وفرت نحو 80 مليون برميل من النفط من خلال توليد الكهرباء في محطة بوشهر.

وأشار إلى أن بلاده تضيف بفضل محطة بوشهر، نحو 1000 ميغاواط من الكهرباء إلى شبكتها العامة، وأنتجت بالفعل نحو 52 مليار كيلوواط من الكهرباء حتى الآن.

ولفت إلى أن طهران سددت ديونها لموسكو لبناء أول وحدة طاقة في محطة بوشهر، بعد تقارير عن تعثر الجمهورية السلامية في السداد عقب تشديد الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب للعقوبات اثر انسحابه الأحادي من صفقة 2015.

وكانت الجولة السابعة من المفاوضات انطلقت في العاصمة النمساوية في 29 نوفمبر الماضي، لتتوقف لاحقاً لأيام، قبل أن تستأنف مجدداً في الثالث من ديسمبر الجاري، وسط أجواء ملبّدة، بشأن سبل إعادة القيود التي يفرضها الاتفاق النووي على برنامج طهران الذري مقابل رفع العقوبات الأميركية عنها.

تغيير إقليمي

في موازاة ذلك، هدد الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي، أمس، بأن بلاده سترد على أي عمل عدائي بتغيير المعادلات الإقليمية.

وقال رئيسي، في بيان حول نجاح مناورات «الرسول الأعظم 17» التي أجرها «الحرس الثوري»، إن «قواتنا المسلحة سترد بشكل حازم وواسع على أي خطوة عدائية ضد البلاد، وردنا سيكون بشكل يغيّر المعادلات الاستراتيجية بشكل لافت».

وتضمنت المناورات التي بدأت الاثنين وانتهت أمس الأول، إطلاق صواريخ باليستية وصواريخ كروز. وقال قائد «الحرس الثوري» اللواء حسين سلامي، إن المناورات كان هدفها تحذير إسرائيل، وسط تهديدات من خطط إسرائيلية محتملة لاستهداف مواقع نووية إيرانية.

وأكد سلامي: «كانت لهذه التدريبات رسالة واضحة جداً. رد جاد وحقيقي على تهديدات الكيان الصهيوني وتحذيره من ارتكاب أي حماقة».

وتابع سلامي: «سنقطع أيديهم إذا ارتكبوا أي خطأ. المسافة بين العمليات الحقيقية والمناورات الحربية هي فقط تغيير زوايا إطلاق الصواريخ».

وقال رئيس أركان القوات المسلحة الإيرانية، الجنرال محمد باقري، إن 16 صاروخاً باليستياً من طرازات مختلفة أطلقت في نفس الوقت ودمرت أهدافاً محددة سلفاً.

كما رأى قائد القوة الجو فضائية في «الحرس الثوري»، العميد أمير علي حاجي زادة، أن إطلاق صواريخ باليستية من منطقة الصحراء الوسطى في إيران جعل «مئات المليارات من الدولارات التي أنفقها أعداؤنا عديمة الجدوى ولم يعد لها قيمة بعد الآن».

وشدد على أن «الأعداء لم يعد بإمكانهم التنبؤ من أي جهة ستطلق الصواريخ وأين ستضرب».

تهديد لابيد

ووسط استمرار الحرب الكلامية بين المسؤولين في طهران وتل أبيب، شدد وزير الخارجية الإسرائيلي يائير لابيد على أنه إذا وصلت المحادثات النووية مع إيران إلى طريق مسدود، فينبغي على الغرب أن يطرح خيار «تهديد عسكري ذي مصداقية» على الطاولة لمنع الجمهورية السلامية من حيازة سلاح نووي.

وحذر لابيد بالقول: «إذا اعتقد الإيرانيون أن العالم لا ينوي بجدية إيقافهم، فسوف يذهبون إلى القنبلة».

وتابع لابيد، في تصريحات أدلى بها أمس الأول: «علينا أن نوضح أن العالم لن يسمح بحدوث ذلك، يجب أن يكون هناك تهديد عسكري حقيقي مطروح على الطاولة».

وأوضح أن خطته ضد طهران ستشمل عقوبات أكثر صرامة ورقابة عن كثب لأنشطتها النووية مع العمل على عزلها دبلوماسياً وسياسياً.

وجاء تحذير لابيد وسط تقديرات إسرائيلية بضعف قدرة حكومته على التأثير على إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن الساعية لأحياء الاتفاق النووي ورفع العقوبات عن طهران.

كما اجتاحت موجة غضب عارمة الدوائر السياسية والعسكرية الإسرائيلية، على خلفية تصريحات مسؤولين في تل أبيب تشير إلى عدم قدرة إسرائيل حالياً على توجيه ضربة إلى المنشآت النووية الإيرانية.

ونٌقل عن ضابط أمني إسرائيلي سابق رفض الكشف عن هويته، قوله إنه «يجب فتح تحقيق لتحديد من الذين قالوا هذا الكلام واتخاذ إجراءات ضدهم. لقد قوّضوا الأمن القومي الإسرائيلي».

وحسب التقديرات العبرية، فإن إسرائيل، التي يُقال إنها أقوى قوة جوية في المنطقة وواحدة من أكثر القوى الجوية خبرة وأفضلها في العالم، ستكون قادرة دائماً على الضرب في إيران وحتى خارجها.

لكن السؤال المهم الذي يتردد بقوة في إسرائيل، هو إلى أي مدى يمكن لضربة عسكرية أن تعرقل البرنامج النووي الإيراني، وهل تفوق فوائد هذا الهجوم تكاليفه المحتملة والانتقام الإيراني المباشر أو بالوكالة.

وزير الخارجية الإسرائيلي يؤكد ضرورة وجود "خيار تهديد عسكري ذي مصداقية" لمواجهة طهران
back to top