وثيقة لها تاريخ : إحباط شديد مع بداية رحلة نسور الخليج: محاولة انقلاب بالعراق و«كوليرا» في إيران

نشر في 24-12-2021
آخر تحديث 24-12-2021 | 00:05
المرحوم صالح الزايد أمام منزله بكيفان عام 1966 وبجانبه حسن الناصر وهاشم الكبسي وسليمان الزايد في يوم مغادرتهم الكويت
المرحوم صالح الزايد أمام منزله بكيفان عام 1966 وبجانبه حسن الناصر وهاشم الكبسي وسليمان الزايد في يوم مغادرتهم الكويت
الشباب الكويتيون الأربعة الذين قاموا برحلة «نسور الخليج» عام 1966، التي بدأتُ الحديث عنها في المقال السابق؛ هم سليمان الزايد، ومحمود النبهان، وهاشم الكبسي، وحسن الناصر. هؤلاء الأربعة أعدّوا للرحلة قبل تنفيذها بسنتين، وباشروا بتنفيذها في ثلاثة أشهر، وواجهوا العديد من المخاطر والتحديات والمشاكل، ولم يُثنهم ذلك عن إتمام خطتهم وتنفيذ رحلتهم.

يقول سليمان الزايد إن والد حسن الناصر أبلغهم أنه لا يمانع أن يذهب ابنه حسن معهم، ولكن بشرط واحد هو أن ينجح في دراسته في ذلك العام. وقد نجح حسن فعلاً في نهاية العام الدراسي، ورافق زملاءه الآخرين في تلك الجولة التاريخية.

ويذكر الزايد في كتابه «رحلة ورحالة»: «الآن قد مرّ عامان في البحث، والجمع، والاجتماع، والالتقاء، والتخطيط، وظهرت نتائج الاختبارات النهائية، وكنّا قد نجحنا جميعاً بتفوق وأنهينا المرحلة الثانوية». وبدأت الرحلة بعد ذلك، إلا أن البداية كانت محبطة، واضطر الرحالة إلى تأجيلها.

الذي حصل هو أن الشباب أبلغوا أهاليهم بقرارهم ووافق الأهالي، وغادروا في سيارة والد سليمان، وهو المرحوم صالح الزايد، الذي أصر على مرافقتهم بسيارته الجيب في بداية الرحلة إلى داخل العراق، ثم يتركهم ليكملوا رحلتهم بعد ذلك. إلا أنهم وهم في مركز المطلاع، قررت السلطات الكويتية إغلاق المركز وعدم السماح لأحد بالمرور، بسبب وقوع محاولة انقلاب في العراق ضد عبدالرحمن عارف (الرئيس الثالث للجمهورية العراقية 1966ـ 1968).

يقول سليمان: «وقفنا مذهولين أمام المركز الحدودي، وأصبنا بخيبة أمل كبيرة، لقد جهزنا ورتبنا كل شيء، الفريق والخطة واللوازم والمال، ولم يخطر في بال أحد أن أحداثاً في العراق قد تحول دون قيامنا برحلة الأحلام».

ورغم ذلك، لم يفكر فريق «نسور الخليج» في إلغاء الرحلة، بل توجهوا عند عودتهم للكويت إلى السفارة الإيرانية لطلب تأشيرات دخول وبدء الرحلة من إيران بدلاً من العراق. لكن شاء القدر أن يتم رفض طلبهم، بسبب منع السلطات الإيرانية مرور أي مسافرين عبر الحدود، بسبب انتشار الكوليرا بإيران في ذلك الوقت.

وهنا أود أن أوضح أن اللوازم التي اشتراها الرحالة لاستخدامها في الرحلة هي: خيمتان، كل منهما تتسع لـ 3 أشخاص، و4 أكياس نوم، وفأس، و4 خناجر، و4 سكاكين جيب، وطباخ (موقد) ولوازمه، وأكواب وفناجين وأواني طبخ، وحبال، ومناشف، وكباريت وولاعات، وسراجان بالزيت، و4 مصابيح يدوية، وبساط كبير، وكاميرا وأفلام أبيض وأسود وفيلم واحد ملون. كما أنهم اختاروا قائدهم بالاقتراع السري، وتم إسناد مسؤوليات واضحة لكل عضو بالفريق.

ماذا فعل الرحالة الشباب بعد أن حالت الظروف دون سفرهم في الوقت الذي حددوه؟ سنتحدث حول ذلك في مقالنا المقبل إن شاء الله تعالى.

● باسم اللوغاني

back to top