قائدٌ بدون منصب

نشر في 24-12-2021
آخر تحديث 24-12-2021 | 00:00
 د. هشام كلندر نعم تستطيع أن تكون قائداً بدون منصب وتحقق النجاح الحقيقي في العمل والحياة، فالراغبون في إيقاظ قيادتهم الداخلية يبدأون بإدراك إمكاناتهم وجعل حياتهم غير عادية من خلال مساعدتهم للناس فيكونون بحق قادة دون أي لقب أو منصب.

يحتاج الجميع إلى البدء بإظهار القيادة، بغض النظر عن الألقاب، يحتاج الجميع إلى قيادة الابتكار، وإلهام زملائهم في العمل، وتبني التغيير، وتحمل المسؤولية، ونشر الإيجابية، والتفاني في التعبير عن أفضل ما لديهم من خلال القيادة بدون منصب، فلا تحتاج إلى لقب لكي تكون قائدا، كل ما تحتاجه هو الابتكار، والإتقان، والأصالة، والشجاعة، والأخلاق، والشهامة، والإخلاص، والتصدي لكل ممارسة فاسدة في مجالك ومحيطك ومن هم تحت مسؤوليتك دون الاعتبار لمن بدرت منه المخالفات، ولا تخف في الله لومة لائم، حينها ستكون بحق قائدا للخير والصلاح، ويكفيك هذا فخرا.

كلما زاد الوقت الذي تقضيه خارج منطقة الراحة والكسل والخمول وعدم الإنتاجية، زاد علمك ومهاراتك في القيادة، لأن "الأوقات العصيبة تبني قادة عظماء"، وفي أوقاتك الصعبة ما عليك سوى قبول التحدي والتحدث بصراحة، وتحديد الأولويات، ففي الشدائد تولد الفرص.

لا تغفل أبدا عن حقيقة أن التواضع أعظم صفة للقائد، والمتواضع يتحسن ويتطور، فضع مرضاة الله في المقام الأول، وساعد الناس، باختصار كن بشريا من خلال المساعدة، والتفاهم، والاختلاط، وتمتع بعمل الخيرات، والصبر على الأذى والزلات، وبدل التركيز على الأشياء المادية، ركز أكثر على الوعي الذاتي بإمكاناتك، وطموحاتك، وأهدافك، ولا تسمح للآخرين بتسيير عقلك وتوجيه تصرفاتك، وتثبيط طموحاتك، فـ"لكي تكون قائداً عظيماً، عليك أولاً أن تصبح شخصاً عظيماً".

ولا علاقة للقيادة الحقيقية بما تحصل عليه أو مكان جلوسك أو مسماك أو لقبك، فالقيادة الحقيقية تدور حول مدى براعتك في العمل وكيف تحسن التصرف في المواقف المختلفة، نحن بحاجة إلى ممارسة القيادة في كل ساحة نوجد فيها، ولكي تتصرف كقائد، من المهم جدا أيضا أن تكون نموذجاً للقيادة مع أحبابك وأصدقائك، وزملائك وجيرانك، ومجتمعك بشكل عام، ويجب أيضاً أن تكون نموذجا للقيادة في مواردك المالية وأمورك الحياتية، والأهم من ذلك كله، أن أساس كل ذلك هو القيادة الذاتية.

حان الوقت لاكتشاف ذاتك بالتدريب وممارسة العادات الصغيرة التي تهذب ذاتك وتنمي مهاراتك وبشكل مستمر والتي تجعلك قائدا بدون منصب وتساعدك في تقديم أفضل ما لديك في هذه الحياة الفانية.

من هنا يتولد سؤال سنتناوله في مقال لاحق، وهو هل القائد يولد أم يصنع؟

● د. هشام كلندر

back to top