واشنطن لطهران: إذا فشلت «فيينا» فلا يمكننا ردع إسرائيل عن مهاجمتكم

رسالة أميركية لخامنئي عبر دولة عربية تتضمن تهديدات وتأكيد الالتزام بالدفاع عن تل أبيب
• إدارة بايدن ذكّرت المرشد بـ «روح الاتفاق النووي» وفتح حوار بشأن البالستي والنفوذ الإقليمي
• معلومات عن إجراءات إيرانية عابرة للخط الأحمر... وموسكو تطلب من طهران التفاوض المباشر

نشر في 19-12-2021
آخر تحديث 19-12-2021 | 00:10
الوفد الإيراني وممثلو مجموعة «4+1» قبيل اختتام الجولة السابعة في فيينا أمس الأول (رويترز)
الوفد الإيراني وممثلو مجموعة «4+1» قبيل اختتام الجولة السابعة في فيينا أمس الأول (رويترز)
كشف مصدر في مكتب المرشد الإيراني الأعلى علي خامنئي أن الأخير تسلم قبل بضعة أيام رسالة أميركية سرية عبر دولة عربية تؤكد فيها واشنطن أنه في حال فشلت مفاوضات فيينا، ولم يتم التوصل إلى اتفاق سريع، فإنها لن تكون قادرة على ردع إسرائيل عن شن هجوم يستهدف تدمير المنشآت النووية الإيرانية، وسيكون الجيش الأميركي مجبراً على الدفاع عن إسرائيل وحمايتها، إذا قررت طهران الرد على ضربتها.

وبحسب المصدر، اعتبر المسؤولون الإيرانيون الرسالة تهديداً مبطناً بأن إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن لن تنزلق إلى لعبة المماطلة في حين تواصل إيران العمل للوصول إلى مراحل متقدمة في برنامجها النووي، خصوصاً أن معلومات وصلت إلى طهران أخيراً بأن الاستخبارات الأميركية لديها أخبار عن إجراءات إيرانية نووية تعتبر عبوراً للخط الأحمر، وأن عدداً متزايداً من المسؤولين السياسيين في إدارة بايدن باتوا يعتبرون أنه إذا لم يتم وقف البرنامج النووي الإيراني بالطريق الدبلوماسي التفاوضي، فلن تكون هناك طريقة أخرى سوى تدمير البرنامج تماماً، بل وإجبار طهران على تطبيق العقوبات الأميركية بالقوة العسكرية.

وقال إن الرسالة الأميركية غير الموقعة من أي مسؤول، لكنها مكتوبة على أوراق تعود إلى مكتب بايدن، تشدد على أن واشنطن مستعدة لـ «رفع أو تعليق كل العقوبات عن إيران ولكن بشكل تدريجي»، وأن إصرار الوفد الإيراني المفاوض في فيينا على عبارة «رفع العقوبات بشكل كامل وعملي» أو «إعطاء ضمانات مقابل تنفيذ الاتفاق النووي بحذافيره فقط»، هو إصرار نتيجته محسومة سلفاً، وتتمثل في أن إدارة بايدن لن تقبل أبداً بهذين الطلبين، وحتى لو قبلتهما فلن تستطيع تنفيذهما.

اقرأ أيضا

وأضاف المصدر أن الرسالة ذكّرت بما يطلق عليه «روح الاتفاق النووي»، وهو مفهوم سري صاغه بشكل مشترك بعد جلسات طويلة من المفاوضات خلف الأبواب المغلقة وزيرا خارجية البلدين السابقان جون كيري ومحمد جواد ظريف. وبحسب المصدر، ينص هذا المفهوم على ضرورة أن يبحث الطرفان بعد تنفيذ الاتفاق، قضايا مثل برنامج الصواريخ البالستية الإيرانية، والأنشطة الخاصة بالنفوذ الإقليمي الإيراني، ودعم طهران لجماعات مسلحة في المنطقة، وتدخلاتها في شؤون دول صديقة للولايات المتحدة بالشرق الأوسط.

وأفاد بأن ظريف أكد وقتذاك لكيري أن المرشد الأعلى والرئيس السابق حسن روحاني موافقان ضمنياً على تنفيذ «روح الاتفاق»، في حال رفعت واشنطن كل العقوبات، مضيفاً أن الأميركيين طلبوا من خامنئي، في الرسالة الأخيرة، قبول تنفيذ «روح الاتفاق» لا الإصرار على نصه فقط، في حال أراد رفع كل العقوبات.

وكشف أنه بعد تلقي خامنئي الرسالة وتحليل مضمونها تقرر أن يعود الوفد الإيراني المفاوض في فيينا إلى طهران ووقف المفاوضات إلى ما بعد انتهاء أعياد الميلاد، واستغلال هذه الفرصة لمزيد من التشاور.

وأضاف أن الروس طلبوا من «الأصدقاء» الإيرانيين «النزول عن الشجرة» والتفاوض مباشرة مع الأميركيين وحل الخلافات مباشرة في فيينا أو أي مكان آخر، لأن آلية المفاوضات غير المباشرة عبر مجموعة «1+4» باتت متعبة وغير عملية.

طهران - فرزاد قاسمي

back to top