أليكسا... أين خادمي الروبوتي؟

الحوسبة المحيطة ستجعل منزلك ينجز مهامك

نشر في 13-12-2021
آخر تحديث 13-12-2021 | 00:00
تحمل معظم الأجهزة الجديدة علامة "ذكي" على جانب الصندوق، ولكن هل اقتربنا من المنزل الذكي حقاً؟

يقول جيمي سيمينوف Jamie Siminoff، مؤسس العلامة التجارية Ring، وهي من العلامات التجارية الأكثر شهرة في المنزل الذكي، بفضل جرس الباب المزود بكاميرا فيديو: "لا يريد الناس منزلاً أكثر ذكاء، بل يريدون منزلا أفضل".

اخترع سيمينوف جهازاً لمعرفة من يقف عند بابه عندما كان يعمل في مرآبه.

حتى الآن كان المنزل الذكي أنجح عندما يقدم حلاً بسيطاً لمشكلة عويصة وعندما يجعل شيئاً ما يعمل على نحو أفضل.

من منظم الحرارة Thermostat الذكي الذي يتذكر أن يتحكم في الحرارة عند خروجك من المنزل، وقفل متصل يمكنك فتحه عن بُعدللسماح بدخول جليسة الأطفال عندما تتأخر، ومكنسة كهربائية روبوتية لتنظيف الأرضية عندما لا ترغب في أن تفعل ذلك... هذه كلها من أفضل الاختراعات، ولكن هل هذا حقاً مستقبل منازلنا؟ ألا يمكن أن تكون أذكى؟ بلى، يمكنها ذلك.

على مدى العقد المقبل، ستتحول التكنولوجيا الذكية المتصلة في منازلنا من كونها أجهزة حديثة ومن المستحسن اقتناؤها وتصبح ضرورة.

وستنبع التحسينات الأعمق من الطرق التي يمكن بها لهذه التقنية الذكية أن تحرر أموالنا وطاقتنا، والأهم من ذلك كله وقتنا. بمعنى آخر ستبدأ منازلنا في الاعتناء بنا.

قبل عشر سنوات، لم تكن هناك أجراس أبواب مع فيديو، ولا مساعدون صوتیون مثل أليكسا من أمازون Amazon Alexa أو سيري من أبل Apple Siri، وكان منظم الحرارة من نست Nest Learning Thermostat على بعد ثلاثة أشهر من طرحه في السوق قبل أن يعلم الجمهور به. كان المنزل الذكي مقتصراً على الأثرياء أو أولئك الذين يبهرهم كل جديد، وحتى آي فون iPhone كان لا يزال في مهده. في العقد الذي تلا ذلك مضى الابتكار بوتيرة متسارعة، وتنتقل منازلنا من الأجهزة التناظرية Analogue إلى الرقمية Digital فيما يشبه غمضة عين. لم يعد في إمكانك حالياً شراء جهاز "تلفزيون غبي"، وسؤال: "هل يجب أن نضع شريحة واي-فاي Wi-Fi فيه؟". يبدو أن له إجابة واحدة فقط.

مع تشغيل إنترنت الأشياء IoT الرائعة، ما التقنيات الرئيسة التي ستحظى بها منازلنا على مدار العقد المقبل؟

تحدثنا إلى عدد من كبار الخبراء والمبتكرين في هذا المجال، لاستطلاع ما ستكون منازلنا قادرة على تحقيقه في عام 2030.

إليكم ما يقولونه:

"أليكسا، افتحي إذاعة 4 BBC". "غوغل، أسمعنا أغنية بارانويد أندرويد Paranoid Android"، "سيري، ما حال الطقس؟".

لو كان مساعدونا الافتراضيون حقيقيين، لسئموا من طلباتنا المتعجرفة، غير أنهم للأسف لا يمكنهم قراءة أفكارنا. لكن ماذا لو استطاعوا ذلك؟ ليس حرفياً بالطبع، ولكن ماذا لو توقعوا كل احتياجاتنا وكانوا أقل شبها بأليكسا وأكثر شبهاً بألفريد (أو أي خادم وهمي يحمل أي اسم). ماذا لو تعلم مساعدونا الافتراضيون أن يتوقعوا أننا نحب سماع الراديو في الصباح، وليس في عطلة نهاية الأسبوع أو ليس يوم الخميس عندما نتوجه إلى صالة الألعاب الرياضية في وقت مبكر؟

ذا ما تعدنا به الحوسبة المحيطة Ambient computing. والحوسبة المحيطة التي تشكل مزيجاً من الذكاء الاصطناعي Artificial intelligence وتعلم الآلة Machine learning المتفرع عنه هي تقنية أساسية في تطور المنزل الذكي.

إنها النقطة التي لا يعود عندها الحاسوب بحاجة إلى مدخلات مباشرة منك، وبدلا من ذلك يعتمد على تفاعلاتك مع محيطك، لتحديد ما يجب فعله تالياً.

في أبسط أشكالها تعد الحوسبة المحيطة تقنية متاحة دائماً، لكنك لا تعلم أبداً بوجودها. عندما تغادر منزلك في الصباح يوقف منزلك الذي يعمل بالذكاء الاصطناعي التدفئة، ويوقف تشغيل قناة الراديو الرابعة، ويشغل نظام الإنذار والمكنسة الروبوتية. إنه يحمل عنك مسؤولية هذه الأعمال المنزلية ويجعل منزلك يهتم بها.

يقول دايفيد شيرر David Shearer، نائب رئيس سمارت هوم Smart Home لدى أمازون: "مفهوم الحوسبة المحيطة هو مرشدنا لكل أجهزتنا وخدماتنا المتصلة بأليكسا. نريد زيادة فائدة أليكسا وتحويل العبء المعرفي للمهام المعقدة من العميل إلى أليكسا".

تتعدى رؤية أمازون للمنزل الذكي استخدام الأوامر الصوتية للتحكم في الأجهزة إلى فهم الحالة التي يجب أن يكون عليها المنزل وأجهزته ثم ضبطها وفقاً لما يريده المستخدم، كما يقول شيرر.

قد تكون هذه خطوة بعيدة جداً بالنسبة للبعض، كما يفترض دانیال نایت Daniel Knight، المسؤول التنفيذي للتكنولوجيا CTO في شركة هيرو Hiro، وهي شركة تأمين مقرها المملكة المتحدة تركز على قيمة الأجهزة المنزلية الذكية في حماية منزلك من الكوارث.

يقول: "إن المنزل الذكي هو- وسيبقى- يتعلق بالتحكم الملائم والمستنير بدلا من مجرد تسليم الأمر لهذا العقل الاصطناعي الذي سيفعل كل شيء من أجلك. ولكن هناك أمثلة معينة من الذكاء الاصطناعي أرى أنها قادرة على أن تتعلم تفضيلاتك بصورة فعالة، وأن تغير كيف تجري الأمور حقاً في منزلك".

الثلاجة الذكية هي أحد هذه التطبيقات. بعد أن ظلت فترة طويلة مادة للتندر حول إنترنت الأشياء، ستتوافر بحلول عام 2030 الثلاجة التي تعمل بالذكاء الاصطناعي، فتعد تلقائياً لائحة بمخزون طعامك، وتتمون بما هو على وشك أن ينفد، وتخطط وجباتك على مدى أسبوع بناء على احتياجاتك واحتياجات عائلتك.

يقول نايت: "يستغرق التخطيط للوجبات والتسوق وقتاً طويلاً جداً، وسيكون جهاز يستخدم الكاميرات و/أو أرففاً تستشعر الوزن جنباً إلى جنب مع الذكاء الاصطناعي المتطور بدرجة كافية قادراً تماماً على هذا النوع من التفاعل في العقد المقبل".

ويضيف أن التكنولوجيا موجودة بالفعل، ولا تحتاج إلا إلى تحسين المدخلات الحسية لمساعدة الذكاء الاصطناعي على التفاعل مع البيانات الصحيحة. ولكن التحدي الكبير أمام تعلم الآلة هو ثقة المستخدم. "يتمتع تعلم الآلة بإمكانيات تحويلية هائلة عندما يتعلق الأمر بأنماط الاستشعار والأتمتة"، كما يقول توني غيرلوفسن Tony Gjerlufsen، رئيس التكنولوجيا في شركة SPACE10، وهو مختبر للأبحاث والتصميم تموله شركة إيكيا IKEA لابتكار حلول لبعض التحولات الرئيسة المتوقع أن تؤثر في حياة الناس والكوكب. ويضيف: "لكن تعلم الآلة يتطلب بيانات، وفي سياق المنازل يعد كثير منها خاصاً وحميمياً. الأمر في النهاية إلى الشركات لإثبات أنها أمينة، ويمكن الاعتماد عليها، وهذا يستغرق وقتاً. في النهاية كل شيء يتعلق بالثقة".

وسواء كنا سنسلم أنفسنا لمنازلنا الذكية مقابل توفيرها الراحة لنا باضطلاعها بكل شيء من أجلنا، أو كنا سنقرر الاحتفاظ بقدرتنا على التحكم في الأمور والحصول على فائدة أقل بقليل منها، فإنه معضلة يحتمل أن تبقى مطروحة على مدى السنوات العشر المقبلة.

تقول جورجينا ماكدونالد Georgina McDonald، وهي كبيرة منتجي التصاميم في شركة SPACE10: "أرى أن الغرض من المنزل الذكي هو أن يكون بمنزلة نوع من المساعد. سأرغب في أن يعرفني المنزل جيداً بما يكفي ليساعدني على نحو إيجابي. أن يشغل المكنسة الكهربائية إذا نسيت أن أنظف الأرضية، وأن يطفئ موقد الطبخ". لكنها تحذر من مخاطر الاتكال على التكنولوجيا: "ما أخشاه هو أن يجعل المنزل الذكي حدسنا باهتاً، وكأن هناك شخصاً ما يرتب الأشياء خلفك أو يصلح أخطاءك".

يقول بريان هورن Brian Horne، المستشار في صندوق إنيرجي سيفينغ تراست Energy Saving Trust: "تتمتع المنازل الذكية بقدرة التشغيل الآلي وتوفير المال".

المصدر: مجلة مدار

سلسلة مقالات تنشر بالتنسيق مع التقدم العلمي للنشر.

تابع قراءة الموضوع عبر الموقع الإلكتروني:

www.aspdkw.com

تعلم الآلة يتمتع بإمكانيات تحويلية عندما يتعلق الأمر بأنماط الاستشعار والأتمتة
back to top