رياح وأوتاد: نحن وحقوق الإنسان الغربية المخالفة للفطرة والشريعة

نشر في 13-12-2021
آخر تحديث 13-12-2021 | 00:10
 أحمد يعقوب باقر * سفير الاتحاد الأوروبي:

صرح سفير الاتحاد الأوروبي في الكويت يوم الخميس الماضي أن حقوق الإنسان هي مبدأ من المبادئ الأساسية للاتحاد الأوروبي إلى جانب الحرية والديموقراطية وحكم القانون، وعدد السفير جهود الاتحاد الأوروبي في هذا المجال، وقال إن منها:

- حماية وتمكين الأفراد.

- بناء مجتمعات مرنة وشاملة وديموقراطية.

- الترويج لنظام عالمي لحقوق الإنسان.

هكذا بكل سذاجة يعتقد هذا السفير أنه يستطيع أن يستخف بعقول المسلمين بأن الغرب يدافع عن حقوق الإنسان، وذلك بعد أن أشعل الغرب الأوروبي حربين عالميتين راح ضحيتهما ملايين البشر، واستعمر بعدها الأراضي العربية والإسلامية واستغل ثرواتها وقتل في بلد واحد وهو الجزائر مليوني شهيد، والطامة الكبرى أنه نقل ملايين اليهود ليحتلوا أرض فلسطين المقدسة ويشردوا أهلها ويصادروا أرضهم ومقدسات المسلمين ضاربين بذلك كل المواثيق الدولية ومعاهدات حقوق الإنسان الأممية، والآن يقومون بترتيب صفوفهم وسفاراتهم لتصدير قيمهم وحضارتهم لدولنا عبر ما انبثق عنها بمسمى حقوق الإنسان والمرأة لتغيير قيم وشرائع الإسلام، حتى أنهم اتفقوا على تعيين مقرر خاص لقوم لوط في الأمم المتحدة في لجان حقوق الإنسان التي دأبت على الهجوم على القوانين المستمدة من الشريعة الإسلامية في الدول العربية والإسلامية، ومنعت بعض دول أوروبا النساء المسلمات من ارتداء الزي الإسلامي المحتشم في جميع الدوائر والجامعات والمدارس الرسمية، فأين هي حقوق الإنسان والمرأة يا سعادة السفير؟

على هذا السفير الأوروبي أن يعلم أنهم هم الذين خانوا ولا يزالون حقوق الإنسان عبر تدخلهم في دين وتشريعات الدول الأخرى، وأن وضع المرأة عندهم هو الذي يحتاج إلى تصحيح، حيث إنها تُعرض عندهم في الأسواق وتتنقل بين الرجال، وتُستغل أبشع استغلال في الملاهي والبارات، وتبلغ أرقام الاغتصابات لها أعدادا تفوق كل بلاد العالم، ويمارس قوم لوط عندهم أبشع العلاقات الشاذة المرضية على الملأ مع ما تحمله من أمراض إلى المجتمع.

لسنا بحاجة إلى نصائح هذا السفير والدول التي أرسلته، بل إنهم هم الذين يحتاجون إلى تقويم ديني وأخلاقي ولكن حكوماتنا للأسف ضعيفة ولا تقوم بواجبها الإسلامي.

* تمكين المرأة معطل:

بهذا العنوان صدّرت إحدى الصحف صفحتها الرئيسة الأسبوع الماضي التي جاء فيها أن سبب عدم تمكين المرأة وتقلدها المناصب في الكويت حسب مؤشر البنك الدولي هو صدور قانون يمنعها من العمل بعد الساعة العاشرة ليلاً، وهذا مثال واضح على كيفية الترويج للفكر العلماني على حساب الحق الأساسي للمرأة والأسرة اللذين وضع هذا القانون من أجلهما ومن أجل عدم استغلال المرأة، فهذا القانون قمت بصياغته مع الدكتورة عزيزة الشريف في مجلس 2006 ووافق عليه مجلس الأمة بالإجماع وهو ينص في مادتيه الأولى والثانية على عدم جواز تشغيل النساء بعد العاشرة مساء إلا في المستشفيات والمصحات والأعمال الأخرى التي يصدر بتحديدها قرار من الوزير المختص، كما يحظر تشغيلها في الأعمال الضارة بالأخلاق والتي تقوم على استغلال أنوثتها والأعمال التي تقدم خدماتها للرجال فقط، وهكذا يتبين أن القانون سمح باشتغال المرأة في الأعمال التي يصدر بتحديدها قرار من الوزير المختص بكل الأوقات ليلاً أو نهاراً، ومنع استغلال المرأة في الأعمال التي تقدم خدماتها للرجال مثل محلات تدليك وحلاقة الرجال وهذا من الأمور المعروفة في شرعنا الحنيف.

إذاً فما زعمته تلك الناشطة في الصحيفة عار عن الصحة لأن القانون لم يمنع اشتغال المرأة بالأعمال التي تليق وتتفق وطبيعة وحرمة المرأة في سائر الأوقات، ولا يجوز أن تعتقد تلك الناشطة أنه بمجرد اشتغال المرأة بعد العاشرة ليلاً في القطاع الأهلي سيمكنها من اعتلاء المناصب، فهذا من الجهل بالحقوق الحقيقية للنساء في الإسلام، ونقول لها أيهما أفضل للمرأة هذا القانون أم عملها في البارات تسقي السكارى الخمور إلى بعد الفجر؟ قال تعالى "فَإِنَّهَا لَا تَعْمَى الْأَبْصَارُ وَلَٰكِن تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ".

* المثلية الجنسية أو قوم لوط:

فِعل قوم لوط هو الاسم الصحيح لما يسمونه اليوم "المثلية الجنسية"، التي تفتق الذهن الأوروبي على السماح بها وبممارساتها علناً الى درجة زواج الرجل بالرجل والمرأة بالمرأة.

هذا العقل الأوروبي المريض الذي جعل الشهوة المنحرفة فوق العقل وفوق العلم وفوق صحة المجتمع يدعو اليوم إلى تصدير هذه الأقذار إلى البلاد الأخرى بحجة حقوق الإنسان والأقليات إلى درجة تشريع العقوبات القانونية على من يعترض عليها أو لا يرفع شعارها أو لا يقدم الخدمات في المحلات للمصابين بها، وامتد طغيانهم ليأمروا المسؤولين في العالم برفع علم قوم لوط في الدورات الرياضية وإلا حرموا منها، ضاربين عرض الحائط بتحريم الدين الإسلامي وكل الديانات المعروفة لهذا الفعل القذر لأن عولمة الثقافة العلمانية الغربية في نظرهم هي الدين الجديد الذي يدينون به.

* أبوتريكة:

تتم الآن عقوبة اللاعب العربي المصري الموهوب أبوتريكة من المنظمات الرياضية الدولية لأنه استنكر فعل قوم لوط الذي ظهر في إحدى المباريات الإنكليزية على الشاشات التلفزيونية، حيث استنكر أبوتريكة هذا الفعل في مقابلة تلفزيونية عربية، ولا شك أن عمله هو الصواب شرعاً وعقلاً وهو من حقوق إبداء الرأي، وقد طبق الحديث الذي ينص على "من رأى منكراً فليغيره بيده فإن لم يستطع فبلسانه"، ولكن إنكاره المنكر جلب عليه العقوبات، فلا حول ولا قوة إلا بالله، أما لهذا الليل من آخر؟

* جمعية المقومات الأساسية:

بفضل الله تعالى تمكنا أثناء العضوية في الحكومة قبل سنوات من إنشاء جمعية المقومات الأساسية لحقوق الإنسان التي تعتمد المرجعية الشرعية الإسلامية ومواثيق الدول الإسلامية لحقوق الإنسان، حيث تمكنت الجمعية مشكورة من التصدي لمواثيق ومعاهدات وقرارات حقوق الإنسان الدولية التي تخالف الشريعة الإسلامية مثل اتفاقية المرأة المشينة المسماة (السيداو) التي تحتوي على مخالفات صارخة للشريعة الإسلامية، وكان موقف الجمعية من الحملة الأخيرة لقوم لوط في بلادنا موقفاً شرعياً ومشرفاً موفقاً، فجزاهم الله كل خير.

وكذلك تمكنا بحمد الله إضافة بند الشريعة الإسلامية إلى قانون الديوان الوطني لحقوق الإنسان الذي قدمته الحكومة الى مجلس الأمة، وكان خالياً من أي إشارة إلى الشريعة الإسلامية، وعندها اقترحنا إضافة الشريعة ووافقت عليه الحكومة، فعليها الآن أن تلتزم بما جاء في القانون وتتصدى لما تحاول بعض الدوائر العلمانية والدول الغربية فرضه على بلادنا من قوانين مخالفة للشريعة.

* تحية للموقف السعودي:

في كلمته في القمة التي رعتها الأمم المتحدة أكد د. عادل الجبير وزير الدولة للشؤون الخارجية تحفظ المملكة العربية السعودية الشقيقة في البيان الختامي وفق حقلها السيادي على تنفيذ أي توصيات تتعارض مع مبادئ الدين الإسلامي وتشريعات المملكة.

● أحمد باقر

back to top