عن الاغتراب البيئي... العرض والطلب على الوقود

نشر في 09-12-2021
آخر تحديث 09-12-2021 | 00:08
 د. سلطان ماجد السالم شئنا أم أبينا فإن لكل زمان سلعه الثمينة وأسواقه النفيسة وحاجياته الغالية، فلا يمكن لنا أن نقارن زمن المعادن بذاك الخاص بالتوابل أو زمن الفحم بأيامنا هذه التي تتمحور حول النفط الخام (وأشقائه) كوقود أحفوري، فلكل زمان عوامل تؤثر في السوق العالمي وظروف جيوسياسية خاصة به.

الفرق ها هنا أن الإنسان قد وصل إلى شيء من مستويات التطور البشري ليدرك أن الأسواق العالمية والاستثمارات المرتبطة بالوقود الأحفوري ستتغير وتنقلب في المستقبل القريب جداً، وكل هذا بالطبع مقرون بالاستغناء عن النفط الخام لما يشكله من لقيم غير مستدام مسبب لمشاكل بيئية وأخرى سياسية على بعض الاقتصادات الكبرى حول العالم.

نعم، يدرك الجميع أن النفط سيظل جزءاً أساسياً من مصادر الطاقة (الكلاسيكية) لكن الأهم الآن هو مال التطور التقني والاستثمارات المرتبطة به، فكل هذا بالطبع مرتبط الآن بالسياسات البيئية القادمة نحو (صفر/ تحييد الكربون)، فبحسب الدراسات الأخيرة وتقرير صحيفة الغارديان البريطانية (4 نوفمبر 2021) ستكون أغلب مدخرات ومكامن الوقود الأحفوري وبنسبة تفوق الـ50% تساوي (لا شيء) في السوق العالمي!! نعم، لا قيمة لها البتة، كما أن زيادة الإنتاج التي يتشدق بها البعض ويفاخر بها هذه الأيام ستكون عالة على اقتصادات الدولة المنتجة مع مرور الزمن وفي القريب العاجل، والتي يمكن لها أن تخلف وراءها ما يقارب 14 ترليون دولار أميركي من الاستثمارات والبنى التحتية الـتي (لا قيمة) لها والمرتبطة بصناعة النفط والغاز.

كما تستدرك إحدى الدراسات المنشورة مؤخرا في الدورية الشهيرة Nature أن نقطة التحول في المستقبل القريب ستكون في عام 2036، بحيث سيتغير العرض والطلب بطريقة دراماتيكية تجعل الخريطة الجيوسياسية حول العالم تتغير إلى ما لا رجعة، وهذا للعلم فقط، كما أن الدول والمناطق العظمى المستوردة للنفط والغاز التي تسير على خطى ثابتة وسياسات بيئية فنية كالاتحاد الأوروبي واليابان وكوريا الجنوبية والهند، لن تتأثر ولأسباب تتعلق باستثمار عوائدها المباشر داخل بلدانها في حال أي تغيير في السوق العالمي.

السؤال ها هنا: هل أعددنا العدة والعتاد الاقتصادي لمثل ذاك اليوم الذي يكون فيه النفط لا قيمة له وبمعنى الكلمة؟!

على الهامش:

إلى هذه اللحظة ومحاضر ما سمي "الحوار الوطني" غير متاحة للعامة، ولم تنشر كوثيقة يمكن الاطلاع عليها، فإن تم ذلك، فسيزيل هذا الأمر اللغط الكثير الدائر حول المسألة.

هامش أخير:

أي تجمع معارضة يشمل نواباً دخلوا إلى قبة عبدالله السالم من خلال (تشاوريات) هو غير وطني وغير حقيقي، فأي دعوة لمثل هذا التجمع يجب أن تكون شاملة قوى وطنية حقيقية.

● د. سلطان ماجد السالم

back to top