إسرائيل تقصف ميناء اللاذقية عشية استئناف مفاوضات فيينا

• باقري زار موسكو قبيل اتصال بوتين وبايدن
• باريس تنضم لبرلين برفض مقترحات طهران

نشر في 08-12-2021
آخر تحديث 08-12-2021 | 00:00
رئيسي متحدثاً لطلاب خلال كلمة في جامعة تكنولوجية بطهران أمس      (دي بي أيه)
رئيسي متحدثاً لطلاب خلال كلمة في جامعة تكنولوجية بطهران أمس (دي بي أيه)
عشية استئناف إيران ومجموعة «4+1» المفاوضات الرامية لإحياء الاتفاق النووي في العاصمة النمساوية فيينا، شنت مقاتلات حربية إسرائيلية غارات جوية نادرة استهدفت شحنة أسلحة لميليشيات إيرانية في مرفأ اللاذقية الحيوي بسورية.

وأفاد «المرصد السوري» بأن الضربات الإسرائيلية استهدف فجر أمس، ساحة الحاويات بمرفأ اللاذقية المطل على البحر المتوسط غربي سورية.

وأوضح أن القصف، الذي تصدت له الدفاعات الجوية التابعة للقوات السورية، أدى إلى «اشتعال عدد من الحاويات التجارية».

وذكر التلفزيون الرسمي، أن 5 انفجارات هزت مدينة اللاذقية عقب «العدوان الإسرائيلي» على المرفأ من دون وقوع خسائر بشرية.

ورأى خبراء أن الغارة الجوية التي ضربت ميناء اللاذقية، تمثل «تحولاً كبيراً، وتغييراً في قواعد اللعبة»، مشيرة إلى أن الميناء يمثل «منطقة حساسة ورئيسة» بالنسبة للحكومة السورية.

وأشارت أوساط عبرية أن الغارة التي لم تقر بها إسرائيل رسمياً، تمثل أهمية كبيرة بالنسبة لروسيا، كون المنطقة التي تم استهدافها تقع على مسافة قريبة جداً من قاعدة حميميم الروسية، كما أنها تبعد نحو 50 كيلو متراً عن منشأة في طرطوس، تحتفظ بها موسكو على ساحل البحر المتوسط.

وأضافت «يعني ذلك أنها مسافة قصيرة جداً بالنسبة للدفاعات الجوية، إذ يبلغ مدى الدفاعات الجوية 250 كيلومتراً بالنسبة لصواريخ إس 300، و150 كيلومتراً بالنسية لصواريخ إس 200، أو نطاق أقصر من ذلك مع نظامي BUK، وبانتسير، في الوقت الذي تم فيه نشر أنظمة صواريخ إس 300 الروسية في طرطوس، وإس 400 في سورية منذ عام 2015».

وتزامن ذلك مع تأكيد وزير الإستخبارات الإسرائيلية العازار شتيرن، على أن «إسرائيل قادرة على منع إيران من الحصول على أسلحة نووية».

وأوضح شتيرن في تصريح، قبيل وصول وزير الدفاع بيني غانتس إلى واشنطن لإجراء مباحثات بهدف إقناع إدارة بايدن بـ«شن ضربات محدودة ضد طهران» في حال فشل الجهود الدبلوماسية الرامية لإحياء الاتفاق النووي: «إننا على ثقة من أن الولايات المتحدة تفي بالتزامها بعدم تمكين طهران من حيازة قنبلة نووية».

وتطرق رئيس الحكومة الإسرائيلية، نفتالي بينيت، لضربة اللاذقية، قائلا: «نصدّ القوى السيئة في المنطقة ليل نهار، ولن نتوقف لثانية واحدة. وهذا يحدث يومياً تقريباً، مقابل القوى الهدامة، وسنستمر بالعمل، وسنواصل ولن نتعب». وادعى مسؤولون في جهاز الأمن الإسرائيلي، أمس، أن سلسلة الغارات في سورية استهدفت 75% من الأسلحة الإيرانية.

وفي وقت وضعت ضربات اللاذقية دمشق وطهران بحرج، اكتفى ممثل المرشد الإيراني أمين المجلس الأعلى للأمن القومي علي شمخاني، بإدانة «اعتداءات الكيان الصهيوني» المستمرة على الأراضي السورية خلال اجتماعه بوزير الخارجية السوري فيصل المقداد أمس.

في غضون ذلك، التقى مساعد الخارجية الايرانية للشؤون السياسية رئيس الوفد الإيراني المفاوض علي باقري كني في موسكو نظيره الروسي سيرغي ريابكوف للتنسيق والتشاور حول العلاقات الثنائية ومباحثات فيينا، قبيل قمة افتراضية يتوقع أن تتضمن بحث الملف الإيراني بين الرئيس الأميركي جو بايدن ونظيره الروسي فلاديمير بوتين.

وأفادت تقارير إيرانية بأن مفاوضت فيينا، التي توقفت يوم الجمعة الماضي بشكل مفاجئ، بعد طرح الوفد الإيراني لمقترحات بشأن رفع العقوبات الأميركية عن طهران والعودة للقيود التي يفرضها اتفاق عام 2015 على الطموحات النووية الإيرانية، ستستكمل غداً الخميس.

ووسط توقعات بصعوبة التوصل إلى تفاهم بشأن إحياء الصفقة الذرية التي انسحب منها الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب عام 2018، رأى وزير خارجية إيران حسين أمير عبداللهيان، «أنه لا يمكن لأميركا أن تعود للاتفاق النووي، وأن تكون جزءاً منه دون رفع العقوبات».

وأشار إلى أن بلاده ننتظر من الأطراف الأخرى العودة إلى فيينا بمقترحات محددة تضمن رفع العقوبات. وتابع: «جادون فى التوصل إلى اتفاق جيد وقوى لكن نافذة التفاوض لن تبقى مفتوحة للأبد».

ويأتي ذلك في وقت، أكد الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي، أنّ بلاده تسعى «بقوة إلى رفع إجراءات الحظر» عنها. وقال إنّه «لن نربط ميزانية العام المقبل واقتصاد البلاد بأي شكل من الأشكال بالمفاوضات».

وفي تصريحات منفصلة، ادعى رئيسي أن مبيعات النفط الإيراني شهدت تحسناً ملحوظاً «رغم التهديدات والحظر الأميركي».

في هذه الأثناء، ذكرت وزارة الخارجية الفرنسية أن «مقترحات إيران بشأن ملفها النووي لا تشكّل أساساً معقولاً لأي اتفاق». وجاء ذلك بعد يوم من إعلان ألمانيا رفضها للمقترحات الإيرانية ومطالبتها للوفد الإيراني بـ«العودة بطروحات واقعية».

back to top