محافظو فرنسا يرشحون سيدة للرئاسة... وزمور يحشد قرب باريس

نشر في 06-12-2021
آخر تحديث 06-12-2021 | 00:00
 وزيرة المالية السابقة فاليري بيكريس
وزيرة المالية السابقة فاليري بيكريس
اعتبر موقع "بوليتيكو" أن ترشيح حزب الجمهوريين في فرنسا وزيرة المالية السابقة فاليري بيكريس، للمنافسة على الانتخابات الرئاسية بمنزلة "نبأ سيئ" للرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، رغم أن استطلاعات الرأي لا تزال ترجح بقاءه في قصر الإليزيه.

وكانت بيكريس فازت، أمس الأول، بالجولة الثانية لانتخابات الحزب التمهيدية بنسبة 61 في المئة من الأصوات، لتتفوق على منافسها إيريك سيوتي، النائب عن منطقة آلب-ماريتيم، جنوبي البلاد، ولتكون أول مرة يختار فيها الحزب امرأة للترشح في الانتخابات الرئاسية.

وتشير استطلاعات الرأي حاليا إلى أن بيكريس ستحصل على 10 في المئة من الأصوات في الانتخابات الرئاسية، مقارنة بـ24 في المئة لماكرون، و19 في المئة لماري لوبان، و14 في المئة لليميني المتطرف إريك زمور، وفقا للاستطلاعات التي أجراها "بوليتيكو".

وعقب تأكد فوزها بترشيح الحزب، قالت بيكريس أمام حشد من أنصارها المحافظين: "لدي أخبار سارة، لقد عاد اليمين الجمهوري الذي يؤمن بمعتقداته، ولا تستطيع فرنسا الانتظار أكثر من ذلك".

وتعهدت بيكريس، البالغة 54 عاما، بأن تقدم "كل قوتها وعزمها" لقيادة الحزب إلى الفوز في الانتخابات المزمع إجراؤها في أبريل المقبل، ووصفت نفسها بأنها "ثلث رئيسة الوزراء البريطانية السابقة (مارغريت)، تاتشر، وثلثي المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل".

وتعهدت برفع سن التقاعد إلى 65، وخفض آلاف الوظائف في القطاع العام إذا تم انتخابها رئيسة، إضافة إلى عزمها كمعظم المرشحين من أحزاب اليمين أن تكون أكثر تشددا بشأن الهجرة، مما يعكس تأثير اليمين المتطرف على الأحزاب الرئيسية، كما وعدت بـ "استعادة الكبرياء الفرنسي" والدفاع عن "القيم العائلية".

وبصفتها رئيسة حكومة إقليم إيل دو فرانس، التي تضم العاصمة باريس، فإن بيكريس، وبحسب محللين، تملك خبرة تنفيذية، ولديها قدرة فائقة على إدارة ميزانية محدودة ومواجهة المشكلات الاجتماعية في الضواحي الباريسية الفقيرة.

في هذا الصدد، يميل بعض المراقبين إلى أن بيكريس قد تشكل خطرا على مستقبل ماكرون السياسي في حال وجودها في المرحلة الثانية والحاسمة من الانتخابات، باعتبار أنها ستكون لديها القدرة على استعادة ناخبي اليمين الوسط، الذين لعبوا دورا حاسما في فوز الرئيس الفرنسي في الانتخابات السابقة.

في المقابل، واجهت بيكريس هجوما فوريا من زعيمة اليمين المتطرف ماري لوبن، التي وصفتها بأنها "المرشح الأكثر شبها بماكرون".

وقالت لوبن، في تصريحات تلفزيونية، "لديها (بيكريس) نفس الصفات المهنية والشخصية التي لدى ماكرون، وبالتالي كلاهما يملكان نفس الرؤية تجاه العديد من القضايا"، مضيفة: "أدعو الناخبين المحافظين التعساء بفوز بيكريس إلى الانضمام إلى حملتي، حيث سيجدونني أدافع عن قيم الأمة بكل شجاعة ودون خجل".

وبالكاد تملك بيكريس الوقت للاحتفال قبل أن تواجه أول تحد لها، إذ نظم المرشح المتطرف المثير للجدل، زمور (63 عاماً)، أمس، تجمعاً حاشداً له قرب باريس في جو مشحون و»محفوف بالخطر»، بعد 5 أيام على إعلان ترشحه، رغم إطلاق أطلق الرئيس الاشتراكي لمقاطعة سين سان دوني، ستيفان تروسل عريضة لإلغاء التجمع الانتخابي.

وانتشرت عناصر أمن على أطراف مكان التجمّع، فيما تزايدت التوترات بين عشرات المعارضين لزمور الذين كانوا يحاولون الوصول إلى «حديقة المعارض»، وعناصر الشرطة الذين حاولوا إبعادهم.

وقدّم زمور استعراض قوّة لإثبات أنه «تحول» من شخصية تلفزيونية سيئة الصيت في السابق إلى مرشح جدّي وموثوق به، وتحدى الرئيس المنتهية ولايته ايمانويل ماكرون، وجذب مقترعي اليمين بقيادة بيكريس واليمين المتطرف بقيادة لوبن.

back to top