محمد نجيب جويفل مبعوث تنظيم الإخوان في الكويت (3-4)

وجاء في حديث للدكتور يوسف القرضاوي مع صحيفة (النبأ) 12/ 1/ 2011، كما تورد الموسوعة، أنه حينما منع الدكتور القرضاوي من السفر قابل صلاح نصر من أجل الخروج من مصر إلى قطر، قال له صلاح نصر إن همزة الوصل بيننا هو واحد منكم تعرفونه ويعرفكم هو الأستاذ نجيب جويفل، وسيرتب معكم طريقة الاتصال بكم، وسأصدر الأوامر برفع الحظر عن سفركم، ويمكنكم أن تستعدوا للعودة إلى قطر متى شئتم".وتنقل الموسوعة عن كتاب الجماعة الإسلامية في لبنان أن الإسلامي المعروف زهير الشايب "يعزو تأثير المد الناصري على جماعة "عباد الرحمن"، وهم الإخوان المسلمون في لبنان كما هو معروف، إلى تسلط نجيب جويفل على الجماعة سنة 1954". وتضيف الموسوعة أن جويفل كان يعيش خارج مصر "وكان يقدم نفسه على أنه من كوادر الإخوان، وهناك اتهامات لنجيب جويفل بأنه أثار الفتنة وسط الإخوان في أكثر من بلد وبأن له ارتباطات سرية بمخابرات عبدالناصر".ويقول كتاب "الجماعة الإسلامية في لبنان"، كما تضيف الموسوعة أن جويفل كما يقول عدنان سعدالدين "نقل نشاطه المخابراتي التخريبي من سورية الى السودان والى لبنان والأردن ثم إلى الجزائر دعما لابن بيلا حليف عبدالناصر، وقام بتفجير فندق الصنوبر فانكشف أمره وألقت السلطات الجزائرية القبض عليه".ثم تضيف الموسوعة: "وفي الكويت استمال فريقا بدعوى تحييده في النزاع بين الإخوان وعبدالناصر، غير أن الفريق الموالي للجماعة- أي لجماعة حزب الإخوان في مصر وغيرها- تغلب على الفتنة، ونبذ فكرة الحياد، فباءت جهود جويفل بالفشل، فانطوت هذه الصفحة السوداء من المؤامرة، وبعد فشل إعادة الوحدة 28/ 3/ 1962، بين مصر وسورية بعد الانفصال الذي وقع في سبتمبر 1961، تضيف الموسوعة عن كتاب الجماعة الإسلامية "حاول محمد نسيم ونجيب جويفل عمل انقلاب آخر للعودة للوحدة مع نظام عبدالناصر غير أنهم فشلوا".كما تروي الموسوعة من خلال مصادر أخرى مغامرات عديدة لجويفل أو ضده في أماكن مختلفة، ولكنها تنقل ما يهمنا في الكويت وأسباب حضور جويفل، فتقول نقلا عن الصحافي إبراهيم غرابية في جريدة العرب 26/ 7/ 2009 ما يلي: "ظهر نجيب جويفل بعدما أمضى سنوات في الأردن وسورية والكويت باعتباره أحد الإخوان الفارين من عبدالناصر، ضابطا برتبة عميد ثم لواء يعمل بصفة رسمية دبلوماسيا منسقا مع الحركات الفلسطينية في الأردن ثم في بيروت، وكان قد غادر عمان عام 1970 على طائرة الرئيس السوداني الأسبق جعفر النميري عندما حضر الى عمان في محاولة للتوسط بين الحكومة الأردنية والمنظمات الفدائية الفلسطينية، ثم عاد بعد ذلك لمصر واستقر بها حتى توفاه الله أواخر الثمانينيات تقريبا في 3/ 6/ 1987". في موسوعة الإخوان تقييمان عن محمد نجيب جويفل خلال حرب فلسطين عام 1948 تقول الموسوعة: "الحاج عبدالحميد الزهرة أحد القيادات العمالية في الرعيل الأول للإخوان وأمير الكتيبة الثانية من محافظة الدقهلية أثناء حرب 1948 يقول: لا أستطيع نسيان الأستاذ محمد نجيب جويفل (شرقية) أحد قادة المعسكر والذي تميز بالشحنات الإيمانية العالية التي يغرسها فينا، وفي إحدى المرات أوصى جويفل أحد أفراد الكتيبة أن يقص شعره الطويل فرفض فقال له جويفل اتفضل روح طالما أنك مش هاين عليك شوية شعر إزاي هتهون عليك روحك.غير أن الدكتور مصطفى السباعي قائد المجاهدين الإخوان في سورية في حرب عام 1948م له رأي آخر وشاهد عيان على قصة لحقيقة أخرى عن نجيب جويفل، والتي لم يعرفها الإخوان أثناء الحرب، فيقول: تعود بي الذاكرة الآن إلى واقعة قد تبدو صغيرة لكنها تعكس نزق الشباب وميلهم الفطري للمغامرة، كما تعكس حالة حرجة لا تحسمها إلا يد الله التي تعزل الموت عن الحياة، كان نجيب جويفل يقود أحد مواقعنا في خزاعة شرقي خان يونس في مواجهة مستعمرة "نيويم" وكان ذلك في الفترة التي مارس فيها نجيب هواياته الغريزية في التمرد والتأليب، وقد ذهبت لزيارة الموقع ذات يوم فقال لي على مشهد من الجنود إن هناك دوريات إسرائيلية تجوب المنطقة وإنه يعد لها كمينا، واقترح علي أن نذهب سويا لمطالعة المكان، وقد أدركت أنه يقصد إحراجي وإظهاري بمظهر الضعف والجبن، فلم أملك سوى الموافقة رغم خطورة المغامرة، فقد كان الوقت عصرا والساحات مكشوفة وقد نصبح هدفا سهلا لدوريات العدو بدل أن نجعلها هدفا لنا، وهكذا ركبنا الخيول وعلى كتف كل واحد رشاشه وتوغلنا بين الحواكير التي تعتبر منطقة معادية تخترقها الطرق الممتدة من المستعمرات، وحين بدأت الشمس تميل نحو المغيب، كنا نحاول اجتياز ستار كثيف من شجر الصبر (التين الشوكي) حين سمعنا قهقهة الجنود والمجندات اليهوديات وراء الساتر ولمحنا شبح سيارتهم المصفحة، كان الموقف حرجا للغاية فنزلنا على أطراف الأصابع، وقد كتمنا الأنفاس ويبدو أن خيولنا أحست بما نحن فيه، فكتمت أنفاسها أيضا، ولو بدرت منها أي حركة لجلبت علينا النيران من كل اتجاه لقد بقينا على هذه الحالة فترة من الوقت حسبناها زمنا طويلا حتى خيم الظلام، فانسحبنا بهدوء تتبعنا خيولنا الذكية حتى قطعنا مسافة معقولة ثم امتطيناها وتركنا لها العنان.تمت المنازلة الصامتة التي دعاني إليها هذا المغامر الجريء بسلام، لكن بقي منها درس لا ينسى وهو أن التنافس والمزايدة تكون عادة على حساب الأمن والسلامة والمصلحة، ولا بد من تفادي أسبابها إذا أريد للعمل أن يكون محكما، وان يحكمه التخطيط الرصين والمسؤولية لا مجرد تسجيل النقاط، غير أن هذه الحادثة توضح مفتاح شخصيته".ومما جاء في موسوعة الإخوان عن علاقة جويفل بالرئيس عبدالناصر وبالسادات نقلا عن كتاب د.محمود جامع في كتابه "وعرفت السادات" ما يلي: "يقول الدكتور محمود جامع في كتابه وعرفت السادات في أحد الأيام- أيام كان أنور السادات نائبا لرئيس الجمهورية ويقطن في فيلا بشارع الهرم وكنت أجلس معه- وإذا بعبدالناصر يدخل فجأة وبصحبته الأخ نجيب جويفل الإخواني المعروف، والذي كان عبدالحكيم عامر قد عرفه بعبدالناصر فاحتضنه عبدالناصر وجعله ضابط اتصال مع منظمة فتح وياسر عرفات، وجمعتنا غرفة واحدة نحن الأربعة حتى خرجت أنا وهو من الغرفة وتركنا عبدالناصر والسادات على انفراد وجلسنا نحن سوياً، وبعد ذلك اكتشف عبدالناصر مؤامرة لنسف المنصة التي كان يشاهد منها استعراض القوات المسلحة يوم عيد الثورة أمام فندق هيلتون وأن مدبر المؤامرة هو نجيب جويفل واتهم معه الضابط عبدالقادر عيد مدير مكتب عبدالحكيم عامر وآخرين وقبض عليهم وحوكموا وحكم عليهم بالأشغال الشاقة، ولكن نجيب جويفل هرب واختفى بسرعة البرق وظهر في لبنان وتعقبته أجهزة عبدالناصر وحاولوا خطفه في بيروت ووضعه في صندوق وشحنه الى مصر، ولكنه اكتشف هذه الخديعة وفشلت الخطة وعادوا الى مصر دون تنفيذ مهمتهم".يتبع،،،