«أوميكرون» يخترق أوروبا... وشبح القيود يعود

• تعديل اللقاحات لكبح تحوُّر «كورونا» الجديد يحتاج إلى بضعة أسابيع
• دعوات لتقليص الفترة بين الجرعة الثانية و «المعززة»

نشر في 28-11-2021
آخر تحديث 28-11-2021 | 00:05
أشخاص يلتقطون صوراً لأضواء عيد الميلاد في شارع ماركيز دي لاريوس بإسبانيا رغم القلق من تفشّي «كورونا» (رويترز)
أشخاص يلتقطون صوراً لأضواء عيد الميلاد في شارع ماركيز دي لاريوس بإسبانيا رغم القلق من تفشّي «كورونا» (رويترز)
رصدت دول أوروبية عدة المتحور الجديد لفيروس كورونا، والذي حذّر خبراء من أنه قد يكون أشد قوة. ورغم أن أوروبا كانت تواجه طلائع موجة خامسة من الجائحة، فإن شبح عودة القيود خيم مجدداً على مستوى عالمي، قبل أسابيع قليلة من أعياد الميلاد ورأس السنة.
وسط حالة من الذعر العالمي، رصد المتحور الجديد لفيروس كورونا، الذي أطلق عليه تسمية "أوميكرون"، في عدة دول في القارة الأوروبية التي كانت أصلا تواجه طلائع موجة خامسة من الجائحة، مع دخول موسم الشتاء، فيما خيم شبح القيود على التنقل والحركة مجدّداً مع قرب الاحتفالات بعيدَي الميلاد ورأس السنة.

أوروبا: الخطر مرتفع

اقرأ أيضا

وبعدما رُصدت الإصابة الأولى بالمتحور الجديد في بلجيكا، أمس الأول، أعلنت السلطات الصحية الهولندية، أمس، 61 إصابة مؤكدة بين مسافرين قدموا على متن رحلتين من جنوب إفريقيا، مع إجراء المزيد من الفحوص لمعرفة ما إذا كانوا مصابين بمتحور "أوميكرون".

وفي التشيك قالت السلطات، أمس، إنها تفحص حالة يشتبه في إصابتها بالسلالة الجديدة لشخص قضى بعض الوقت في ناميبيا. كما سجلت المملكة المتحدة اصابتين مؤكدتين.

وفي ألمانيا، التي سجلت مجدداً أعلى معدل إصابة أسبوعي بـ "كورونا"، أعلنت سلطات ولاية هيسن، أمس، الاشتباه بأول إصابة بالمتحور الجديد لدى شخص عاد أخيرا من جنوب إفريقيا.

على مستوى عالمي سجلت إصابة واحدة بـ "أوميكرون" في هونغ كونغ واثنتان في إسرائيل لدى شخصين عائدين من ملاوي وبوتسوانا. وقالت تقارير في إفريقيا الجنوبية إنه تم تسجيل 50 إصابة في الساعات الـ 24 الماضية.

العزل

وأعلنت مزيد من الدول، أمس، تعليق الرحلات القادمة من دول في منطقة إفريقيا الجنوبية، حيث رصدت هذا المتحور الجديد، الذي اعتبرته منظمة الصحة العالمية "مقلقا".

وشملت قرارات المنع بين 6 و8 دول هي إفريقيا الجنوبية، وبوتسوانا، وإسواتيني، وليسوتو، وموزمبيق، وناميبيا، وجنوب إفريقيا، وزيمبابوي.

واقترحت المفوضية الأوروبية تفعيل ما يطلق عليه بآلية "مكابح الطوارئ" لقواعد السفر المشتركة للتكتل بشأن الفيروس.

وقال الرئيس الأميركي جو بايدن، إن "المعلومات عن هذه المتحور الجديد تجعل أكثر وضوحا أن هذا الوباء لن ينتهي من دون التطعيم على مستوى العالم"، داعيا إلى تقديم مزيد من اللقاحات إلى الدول الفقيرة.

ماذا نعرف عن التحور؟

و"أوميكرون" هو خامس سلالة تصنفها منظمة الصحة العالمية بأنها مثيرة للقلق.

وقال "المركز الأوروبي للوقاية من الأمراض ومكافحتها" (إي سي دي سي)، الذي يتّخذ استكهولم مقرّاً، إن البيانات الأولية تظهر أن "أوميكرون"، هي "السلالة الأكثر تحولاً التي يتم اكتشافها بأعداد كبيرة خلال تفشي الوباء حتى الآن، الأمر الذي يثير مخاوف جادة من أنها قد تقلص فعالية اللقاحات وتزيد خطر الإصابة مجددا".

وتشير الدراسات المبكرة إلى أن معدل تكاثره يبلغ 2، مما يعني أن كل شخص مصاب به من المحتمل أن ينقله إلى شخصين آخرين.

وقد يستغرق الأمر أسابيع عدة كي يتعرّف العلماء على نحو كامل على تحورات السلالة.

استياء جنوب إفريقي

في المقابل، أسفت حكومة جنوب إفريقيا، أمس، على إغلاق العديد من الدول حدودها أمام مواطني الدولة الإفريقية والمسافرين منها، معتبرة أنها "تُعاقَب" بسبب حرفية علمائها الذين اكتشفوا "أوميكرون". وقالت الحكومة في بيان "يجب تكريم التفوّق العلمي لا معاقبته".

واعتبرت أن الإجراءات "الصارمة" ستؤثّر على الاقتصاد والسياحة، ويمكن أن تدفع البلدان إلى عدم الإبلاغ عن اكتشاف أيّ متحورات مستقبلية، خشية التعرض لإجراءات عقابية مماثلة.

وقال وزير الصحة الجنوب إفريقي، جو فاهلا، إن "بعض ردود الفعل غير مبرّرة". وأضاف "بعض القادة يبحثون عن كبش فداء لحل مشكلة عالمية".

وهرع زوار يبدو عليهم القلق إلى مطار جوهانسبرغ الدولي، واصطفوا في طوابير طويلة أمام مكاتب السفر، أملا في الحصول على مقعد على متن الرحلات الأخيرة المغادرة إلى دول أغلقت أبوابها أمام القادمين من جنوب إفريقيا.

لا دليل

وبعدما علّقت العديد من الدول الرحلات الجوية معها، أعلنت جنوب إفريقيا أنه لا يوجد أي دليل علمي حتى الآن على أن المتحور الجديد "خطير أو أكثر انتشارا من المتغيرات السابقة".

واعتبر وزير الصحة، جو فاهلا، أن ردود الفعل الأوروبية والدولية غير مبررة، في إشارة إلى وقف السفر.

تقليص الجرعة الثالثة

وفي بريطانيا التي كانت أول من أعلن إغلاق حدودها أمام المسافرين من تلك الدول، قال حزب العمال المعارض إن على المملكة المتحدة تقليص الفجوة بين الجرعة الثانية من لقاح "كورونا" والجرعة المنشطة من 6 أشهر إلى 5.

وقال وزير الدولة لشؤون الصحة في حكومة الظل العمالية، أليكس نوريس: "هذه السلالة الجديدة هي جرس إنذار".

تعديل اللقاحات

ويحاول العلماء بالفعل فهم هذه الطفرات الجديدة، كما تعمل شركات الأدوية من أجل تعديل وتكييف لقاحاتها لمواجهة سلالة أوميكرون.

وفي هذا السياق، أعلنت شركة موديرنا الأميركية للأدوية، أنها ستطور جرعة معززة ضد "أوميكرون".

وقال المتحدث باسم منظمة الصحة العالمية، إن الأمر سيستغرق "أسابيع عدة" لفهم قدرة الفيروس على الانتشار وشدته.

وفي وقت سابق، أعلنت شركة نوفافاكس، إنها بدأت العمل على نسخة جديدة من لقاح مضاد لـ "كورونا"، لاستهداف "أوميكرون"، مشيرة إلى أن الجرعات ستكون جاهزة للاختبار والتصنيع في الأسابيع القليلة المقبلة.

وتحتوي الجرعة الجديدة على جزء من البروتين الخاص بالتحور، والذي لا يمكن أن يسبب المرض، لكن يمكنه تحفيز جهاز المناعة.

وقال متحدث باسم الشركة "العمل الأوّلي سيستغرق بضعة أسابيع".

وقال العالم البريطاني الذي قاد الأبحاث حول لقاح أكسفورد/ أسترازينيكا المضاد لفيروس كورونا، أمس، إنه يمكن تطوير مصل جديد "بسرعة كبيرة" ضد متغير أوميكرون.

واعتبر مدير "مجموعة أكسفورد للقاحات"، البروفيسور أندرو بولارد، أن انتشار هذا المتحور الجديد بشدة بين من تم تلقيحهم "كما رأينا العام الماضي" مع المتحور دلتا "غير محتمل إلى حد كبير".

وأضاف، في تصريح لشبكة بي بي سي، أنه في حال انتشاره "سيكون من الممكن التحرك بسرعة كبيرة"، لأن "مسارات تطوير لقاح جديد تتحسن باطّراد".

لكنه قدّر أن اللقاحات الحالية فعالة ضد المتحور الجديد الذي تعتبره منظمة الصحة العالمية "مقلقا"، رغم أن ذلك لن يتأكد إلا في الأسابيع المقبلة.

وقالت شركة بيونتك الألمانية، المنتجة للقاح مع "فايزر"، إنها بدأت على الفور التحقيق وتوقعت الإعلان عن نتائج أبحاثها خلال أسبوعين، مشيرة إلى أن بيانات الاختبارات الجارية ستوفر المعلومات حول ما إذا كان تعديل اللقاح ضروريا إذا انتشر هذا المتحور الجديد دوليا.

back to top