نجيب ساويرس يهاجم الحكومة المصرية والأمطار تشل المحافظات الكبرى

نشر في 22-11-2021
آخر تحديث 22-11-2021 | 00:03
زحمة سير في أحد شوارع منطقة شبرا الخيمة بالقليوبية شمال القاهرة (رويترز)
زحمة سير في أحد شوارع منطقة شبرا الخيمة بالقليوبية شمال القاهرة (رويترز)
أثار رجل الأعمال المصري، نجيب ساويرس، موجة من الجدل في الشارع المصري، أمس باتهامه الحكومة بالتدخل في عمل القطاع الخاص وخلق منافسة غير عادلة بين القطاعين، مؤكدا أن «الشركات المملوكة من طرف الدولة أو التابعة للجيش لا تدفع ضرائب أو رسوما جمركية، عكس الشركات الخاصة، وهذا ما يجعل الفرص غير متكافئة بين القطاعين».

ساويرس، الذي يعد أحد أكبر المليارديرات في إفريقيا، أشار، في تصريحات لوكالة فرانس برس، إلى أن القطاع الخاص لا يستطيع الدخول في منافسة مع شركات الحكومة والجيش، لأن «المنافسة من البداية غير عادلة»، وحذر من أن المستثمرين الأجانب يحجمون عن ضخ أموالهم في السوق المصرية بسبب هذه الأجواء، داعيا الدولة لأن تكون «منظمة وليست مالكة للنشاط الاقتصادي».

وتابع ساويرس حديثه من قلب منتجع الجونة الذي بنته أسرة ساويرس على البحر الأحمر ويعد مقرها الدائم: الاقتصاد المصري حصل على دفعة جديدة في الآونة الأخيرة، جراء الإنفاق الحكومي على البنية التحتية مثل الطرق السريعة الجديدة والعاصمة الجديدة، معترفا بأن القطاع الخاص يبني هذه المشاريع، لكنه حذر من أنه «لا يمكن الاعتماد على الدولة إلى الأبد» للحفاظ على الاقتصاد الوطني.

ومنذ صعود الرئيس عبدالفتاح السيسي إلى سدة الحكم في يونيو 2014، تشهد مصر طفرة في المشروعات القومية العملاقة بداية من العاصمة الإدارية وغيرها من المدن الجديدة وشبكة من الطرق والكبارى، وهي المشروعات التي تشارك فيها شركات حكومية وأخرى تابعة للقوات المسلحة، التي دخلت في شراكة مع عدد من شركات القطاع الخاص، وعلى رأسها شركة «أوراسكوم للإنشاء» المملوكة لعائلة ساويرس.

وعلى الفور انقسم الشارع المصري حول تصريحات رجل الأعمال المعروف بإثارة الجدل، إذ حل هاشتاغ #نجيب_ساويرس ضمن قائمة الأكثر رواجا في مصر على موقع تويتر، إذ أيده البعض في أفكاره حول ضرورة تحجيم تدخل الحكومة في أعمال القطاع الخاص، فيما رأى البعض الآخر أن الدور الحكومي أساسي بدليل حجم الإنجازات التي تحققت بعد عودة الحكومة للقيام بدور القطاع الخاص المتقاعس، والذي أثبت بحثه عن مصالحه الخاصة فقط.

وفي حدث سنوي يتابعه المصريون بلا مبالاة، أصيبت عدة محافظات بالشلل أمس، جراء موجة من الطقس السيئ كشفت عن ضعف أداء المحافظين في مواجهة الأمطار الغزيرة المتوقعة، والتي ضربت المحافظات الشمالية للبلاد على مدار اليومين الماضيين، إذ تعطلت حركة المرور في محافظة الإسكندرية بعدما أصيبت بالشلل، بينما غرقت شوارع محافظتي القاهرة والجيزة في تجمعات مياه الأمطار الغزيرة، وذلك مع بدء تحسن الأوضاع المناخية مساء أمس الأحد.

وعلقت الدراسة في 10 محافظات يومين بسبب الأمطار الغزيرة التي وصلت إلى حد السيول في العديد من الأجزاء الشمالية من مصر، واستمر هطول الأمطار معظم ساعات السبت والساعات الأولى من صباح الأحد، على القاهرة والجيزة والإسكندرية ومطروح ومحافظات الدلتا، لتصاب الحياة فيها بالشلل التام، مع تحذيرات رسمية بضرورة عدم التواجد في الشوارع لتجنب التعرض لصواعق البرق أو الماس الكهربائي أو سقوط أشجار أو لافتات إعلانية.

وأظهرت صور تناقلتها وسائل إعلام ومواقع التواصل الاجتماعي شوارع في الإسكندرية وهي غارقة، إذ ارتفع منسوب المياه فيها إلى أكثر من متر، وظهرت الكثير من السيارات وهي غارقة بالكامل في مياه الأمطار، بالتزامن مع نوة المكنسة التي تضرب المدينة الساحلية، فيما بدأت سيارات الشفط التابعة لشركات الصرف الصحي في محاولات شفط تجمعات المياه من أجل إعادة فتح الشوارع المغلقة.

وأعلنت السلطات المصرية حالة الطوارئ القصوى لمواجهة موجة من الطقس السيئ وسوء الأحوال الجوية، إذ تقرر إلغاء إجازات الأطقم الطبية وتعطيل الدراسة بالمدارس والجامعات، بينما صرح المتحدث باسم وزارة الصحة حسام عبدالغفار، بأنه تم رفع درجة الاستعداد القصوى في جميع أنحاء الجمهورية، للتعامل مع أي طارئ بسبب الأحوال الجوية.

بدوره، تلقى وزير التنمية المحلية محمود شعراوي تقريرا أمس، من غرفة العمليات وإدارة الأزمات بالوزارة حول تساقط الأمطار الغزيرة على المحافظات الشمالية، وأشار الوزير إلى أن الأجهزة التنفيذية بالمحافظات بالتنسيق مع شركات مياه الشرب والصرف الصحي، تقوم بجهود كبيرة لرفع تراكمات مياه الأمطار، وإزالة أي آثار لها لتيسير حركة سير المواطنين والسيارات.

حسن حافظ

back to top