العراق يتخوف من أسبوع انقلابي

التحقيق باغتيال الكاظمي يتحول إلى تهديد وجودي لبعض الفصائل

نشر في 15-11-2021
آخر تحديث 15-11-2021 | 00:07
رئيس الحكومة العراقية مصطفى الكاظمي
رئيس الحكومة العراقية مصطفى الكاظمي
قال مصدر سياسي رفيع في بغداد إن إيران باتت قلقة من تداعيات محاولة اغتيال رئيس الحكومة العراقية مصطفى الكاظمي، واحتمال دخول استهداف منزل الرئيس بثلاث طائرات مسيرة، في بنود حوار فيينا حول ملفها النووي.

وأضاف المصدر، لـ «الجريدة»، أن العراق أحيط علما بأن إيران بدأت اتصالات مع أطراف دولية حول ضرورة استبعاد ملف الاغتيال من أجندة الحوار مع القوى الكبرى، لأن طهران بريئة من العملية، مرجحاً أن يكون ذلك أحد أسباب الخلاف الذي صار شبه معلن بين الحرس الثوري الإيراني والميليشيات الموالية لطهران في العراق في هذا الملف، وقد وصل الجمعة الماضية حد انتقادات نادرة جداً وجهتها فصائل مسلحة للسفير الإيراني في العراق إيرج مسجدي، الذي أخذ يعبر عن خطورة استهداف رموز الدولة العراقية بالطائرات المسيرة وأعمال العنف.

وذكر أن التحقيق في محاولة اغتيال الكاظمي أخذ يكبر، وهناك دول عديدة حليفة للعراق بدأت تشارك فيه عبر معلومات كثيرة ضمنها رصد مكثف من الأقمار الصناعية، موضحاً أن القيادات الأمنية على علم بوجود بروتوكول خاص لدى الفصائل، لإطلاق الطائرات المسيرة، سيكون مفتاحاً لفهم جوانب حاسمة حول الجهة المتورطة.

وقال إنه قبل شهر من محاولة الاغتيال، رصدت الحكومة دخول شحنة طائرات مسيرة إلى بعض الفصائل، وجرى تحديد مكان تخزينها وورش صيانتها وصناعة أشكال بدائية مؤذية منها.

إلى ذلك، رجح السياسي البارز الذي طلب عدم كشف هويته، أن بغداد تنتظر أسبوعاً حاسماً قبل المصادقة القضائية النهائية على نتائج الانتخابات، إذ تتوقع الحكومة تصعيد الفصائل الموالية لإيران في احتجاجات أنصارها إثر الخسارة الكبيرة التي منيت بها في اقتراع أكتوبر الماضي.

وأضاف: «معلوماتنا أنهم سيحاولون جر الحكومة إلى إشكالات واحتكاك دموي أمام المنطقة الخضراء... سيحاولون اقتحام المنطقة الرئاسية وسيروجون لسحل بعض الشخصيات والاعتداء عليها».

وذكر المصدر أن الهدف كان قتل الكاظمي وتوريط الرئيس برهم صالح بإدارة البلاد، ثم انتزاع صلاحياته بمرحلة انتقالية تقودها الفصائل الموالية لطهران، مع إلغاء نتائج الانتخابات، موضحاً أن زعماء الفصائل ذهبوا إلى الخيار الصعب بعد يأسهم من إمكانية تغيير نتائج الانتخابات، وإدراكهم أنها مسألة حياة أو موت؛ لأن خسارة الفصائل لا تعني مجرد خسارة وزارات، بل إلغاء نفوذها من الحياة السياسية.

وأكد أن النزاع جرى على المرشحين المستقلين وأنصار حراك تشرين الشعبي، الذين حققوا مفاجأة كبيرة بفوزهم، واتهمت الفصائل الكاظمي بتسهيل فوز هؤلاء، وكان من حقهم أن يقلقوا لأن النتائج أدت إلى تغيير نحو ثلثي موازين القوى في البرلمان، وبما يمكنه بلورة آثار تشريعية وتنفيذية حاسمة.

وتضغط الفصائل منذ منتصف الشهر الماضي لكي تحتفظ بنفوذها في الحياة السياسية، ووصل الأمر إلى تصادم عنيف مع حكومة الكاظمي التي سبق لها أن دخلت في نزاعين كبيرين مع أنصار طهران خصوصاً حين اقتحمت عناصرها منطقة القصر الجمهوري في مايو الماضي إثر اعتقال ضباط كبار في الحشد الشعبي وهو المظلة شبه الرسمية للميليشيات.

ويطالب حلفاء طهران بعدم التجديد للكاظمي، الذي يقلقهم تحالفه مع مقتدى الصدر، وهو الفائز الأبرز في الانتخابات، وعلاقاته الواضحة مع كيانات الاحتجاج الشعبي المناوئ لطهران والمتصاعد بأحداث دراماتيكية خالطها عنف واسع واغتيالات متواصلة للناشطين، طوال العامين الماضيين.

محمد البصري

back to top