وثيقة لها تاريخ : الدولة العثمانية تطلب من بني كعب الاستيطان في «الغبيشية» بين دجلة والفرات

نشر في 05-11-2021
آخر تحديث 05-11-2021 | 00:05
باسم اللوغاني
باسم اللوغاني
نُكمل حديثنا حول قبيلة بني كعب من خلال ما ورد في كتاب "بنو كعب قصة هجرتهم من نجد والحجاز" تأليف أ. خالد بن وليد النبهان آل نصار الكعبي.

أشرت في مقال الأسبوع الماضي إلى وجهة نظر الكاتب فيما يتعلق بنسب القبيلة، وتصحيحه لما ورد في مخطوطة المؤرخ علوان الشويكي.

واليوم نتحدث عن هجرة القبيلة وارتحالها إلى العراق، إذ يقول النبهان إنه قبل حوالي 400 سنة هاجرت مجموعة من بني كعب السبيعية ومجموعة من بني شيبان العتبان بقيادة الشيخ محمد الدريس السبيعي من نجد إلى العراق، واستقروا في محافظة القادسية، بعد هزيمتهم في معركة السعدية. وبعد فترة من الزمن توفي الشيخ محمد، وخلفه ابنه ناصر شيخاً على قبيلته. وبعد ظهور تحديات وأخطار عديدة أمام بني كعب، كتب ناصر إلى والي بغداد يطلب منه تخصيص أرض مناسبة لبني كعب وبني شيبان في العراق، أو السماح لهم بالمرور الآمن إلى الأهواز.

وقد أورد النبهان نص الرسالة، كما يلي: "إلى حضرة الوالي والي بغداد إن هؤلاء كعب وشيبان قد أجلوهم أهل الحجاز وعتيبة وبريدة والدويش وما يليها وشمر وما يليها اجتمعوا جميعاً عليهم وتحاربوا معهم وأخرجوهم عن بلادهم واتيناكم مستجيرين بكم ونريد أن نجاوركم وقصدنا النزول والعشرة معكم، ولكن نريد منزلاً يليق لنا ولمواشينا ومزارع لنا نؤدي الخراج كما تؤديه غيرنا. وإذا قلتم ما لكم عندنا منزلاً فنريد منكم الجواز طريقاً إلى بر الأهواز، ونشكركم والرجاء منكم أن ترجعوا إلينا جواب كتابنا.

جزء من مخطوطة الشويكي ذكر فيها مضمون رسالة الشريف إلى الشيخ ناصر بن محمد السبيعي

والسلام

ناصر بن محمد".

كان رد الوالي على رسالة الشيخ ناصر بن محمد بن علي السبيعي بالقبول، لكنه طلب وقتاً للبحث عن مكان مناسب، مما دفع الشيخ ناصر إلى الاعتقاد بأن الأمر يحتاج إلى زمن طويل. وقد طال الانتظار ولم يخصص الوالي لهم أرضاً وموطناً إلى أن ورد الشيخ ناصر رسالة من شريف مكة يدعوه فيها للعودة إلى أرضه وموطنه في الحجاز، ولكن الشيخ ناصر لم يستجب للدعوة، وقال للشريف:

صدقتَ وقلتَ حقاً غير أنّي ​

أرى أن لا أراك ولا تراني

ولستُ أقولُ سوءاً في صديقي ​​

ولكنـــي أصـــدُّ إذا جفانــي

وقرر ناصر بن محمد ومن معه من بني كعب التوجه إلى الأهواز بعد أن طال الانتظار، ولكن قبل الرحيل بقليل وصل الجواب من العثمانيين، وتم اختيار أرض لهم، فرحلوا إليها، وبنوا بيوتهم فيها، وهي ما يسمى بمنطقة الغبيشية بين دجلة والفرات.

ماذا حدث بعد ذلك، وما هي الأحداث التي مرت بهم والمخاطر التي نزلت عليهم، سنتحدث عن ذلك في المقال المقبل إن شاء الله تعالى.

● باسم اللوغاني

back to top