«هاك» البديل

نشر في 05-11-2021
آخر تحديث 05-11-2021 | 00:00
 فواز يعقوب الكندري أنا من المؤمنين أن ما تدفعونه اليوم من تهجير سياسي هو فاتورة فكرة القوائم النسبية وإشهار الأحزاب للوصول إلى حكومة شعبية، وما ذكره الدكتور جمعان من تفاصيل جزئية لا تُقدم ولا تؤخر من المشهد الحالي في شيء طالما نعيش كأمة في دائرة الهموم، ودائرة التأثير لا يعيش فيها سوى المتنفذين. بعد التطور التكنولوجي المجنون وإمكانية وصولكم للناس أسرع من القنوات الفضائية، ولأن المجتمع ظل يمجد تضحياتكم حتى أزهق الرئيس بعضها ومنها ما ينتظر، فإن لرمزيتكم آنذاك صوتا مسموعا كان من الممكن أن يتحرك المجتمع مع أفكاركم، فتخلقون وعياً عاماً يدعمكم ويُزعج الفاسدين أكثر من التشرذم الحاصل بهذه الطريقة المقيتة من أجل شخوص، لكنكم فضلتم الصمت لسنوات وأنتم رموز سياسية، وهذا حقٌ لكم لا ننازعكم فيه، ولكن ما ليس من حقكم أن تحمّلوا العامة تبعات السلبية، وإن كان هناك خذلان مجتمعي فيكون الناس في موضع النقد، لكننا كمجتمع ندفع ضريبة أحلام سياسيينا الصادقين المتدنية، إضافة إلى التكلفة العالية التي يسببها "الچذاذبة" ممن يدعون أنهم مع الإصلاح.

عندما عارضنا المشاركة في مرسوم الضرورة لم تكُن من أجل عين أحد، قاطعنا إيماناً بالمبدأ بأن البرلمان بشكله الحالي مسرحية وكومبارس... إلخ من مقولات ممثلكم في الحوار د.عبيد الوسمي، وليس إيماناً بسببك حين قلت بأن مشروع الصوت الواحد يخدم المشروع الإيراني، تمسك القلة بالمقاطعة، ومضى أغلبكم إما مشاركاً، وتقدمتهم أنت، وإما باتصالات من بعض المقاطعين يوصون على مرشحين عبر الأثير، شغل "جمبزة" قالت القلة المقاطعة: سننتظركم في نهاية الطريق. البديل يا د. جمعان؟! هذه المرة يابوعبدالله البديل أظنه سيأتي بعد أن ينتهي المجتمع من تجريح المتخاذلين سياسياً لا شخصياً لكل من تزحزح عن النقطة التي اختارها هو بنفسه ليقف فيها، وحين عجز عن الثبات فيها جر المجتمع بأكمله معه في مشهد كئيب ليتزحزح معه إما جهالة أو تقديساً وتبعية عمياء، فمن غير المقبول أن (اليد التي تشرع وتحاسب)، أمست على "السبيكر" تُهادن.

هذه المرة ونظراً للوضع المأساوي الذي تشهده غرف "الكلوب هاوس" و"تويتر" من اصطفاف خلف شخوصكم، وتجاهل مُريب للفكرة والعقل، فإن الوضع اليوم يؤكد أنكم لستم مؤهلين له كتيارات سياسية وبرلمانيين بسطاء، أما هذا المجتمع وأظن أنني منه قسراً لا اختياراً فإن البديل لإنقاذنا من هذا الوضع الكارثي هو استمرار المتنفذين بتهميش المجتمع، واستمراء الضباع على مقدرات البلد من خلال الدين العام والضريبة وتقييد الحريات.

هي ليست أمنيات، بل حسرات جرتها لنا ثقافة المجتمع المتدنية وفي معرفة حقوقه، ووعي هامشي لا يُريد أن يصححه من يعاني، فلعل قساوة المشهد تصقله. وبواقعية! هذه المرة لن ينتظركم أحد نهاية الطريق... أخذتم اتجاهاً "جبرياً".

● فواز يعقوب الكندري‎‎

back to top