الاجتماع الثاني لـ «ضوابط العفو» بحضور رؤساء السلطات الثلاث

• جمعان الحربش لمن يرفضون الحوار بالداخل أو الخارج: أعلنوا مواقفكم وقدموا بدائلكم
• «إذا كانت عودتنا ثمنها التعدي على الدستور والتحصين فلا بارك الله مَن سعى»

نشر في 01-11-2021
آخر تحديث 01-11-2021 | 00:05
عقدت لجنة ضوابط العفو اجتماعها الثاني أمس برئاسة رؤساء السلطات الثلاث، في وقت ظهر النائب السابق د.جمعان الحربش في فيديو، أكد خلاله «إذا كانت عودتنا ثمنها التعدي على الدستور وتحصين أي طرف يثبت عليه الفساد، فلا بارك الله من سعى في مثل هذه العودة».
بناء على تكليف صاحب السمو أمير البلاد الشيخ نواف الأحمد، عقد في قصر بيان صباح أمس اجتماعا ضم رئيس مجلس الأمة مرزوق الغانم، ورئيس مجلس الوزراء سمو الشيخ صباح الخالد، ورئيس المجلس الأعلى للقضاء رئيس محكمة التمييز المستشار أحمد العجيل.

والاجتماع هو الثاني بعد إعلان الديوان الأميري التكليف الصادر من سمو أمير البلاد لرؤساء السلطات الثلاث باقتراح الضوابط والشروط للعفو عن بعض أبناء الكويت المحكومين بقضايا خلال فترات ماضية تمهيداً لاستصدار مرسوم العفو.

تصريح الحربش

وفي موازاة ذلك، ظهر النائب السابق د.جمعان الحربش في فيديو بثه على حسابه بموقع التواصل الاجتماعي "تويتر" أمس الأول، ويعد الأول له بعد مغادرته الكويت منذ نحو ثلاثة أعوام ونصف، أكد فيه أن الحوار الوطني "لم يكن فكرتنا بل كان فكرة صادرة عن الأغلبية النيابية، واستجابة مقدرة من سمو أمير البلاد الذي دعا الفرقاء السياسيين إلى الجلوس على طاولة واحدة، بحضور مستشاري الأمير ورفع تصوراتهم وتوصياتهم".

وأضاف الحربش: جميعنا بلا استثناء دعمنا الحوار الوطني، وأكدنا على العفو الكريم، ولا يوجد من اختلف على ذلك، وحتى النواب فالكثير منهم كان لديهم فكرة عن الحوار الوطني، وأبلغت شخصيا بذلك، وحتى الان فإن الفريقين المختلفين نيابيا لديهما فكرة عن الحوار الوطني، وكانا يبلغانني، خاصة عندما قاما بزيارتي في تركيا، إذ نتج عن الحوار الوطني عفو كريم عن أبناء الكويت في الخارج، وهذه غير مستغربة من سمو الأمير، وسحب "المزمع تقديمه" وإصلاح هذا الخلل الدستوري، فهذه بداية جيدة لتفاهم سياسي، إذن الحوار مدعوم من الجميع عند انطلاقه وكذلك الثوابت والنقاط متفق عليها.

وتابع: التخوف الان، وأكثر ما يشاع، أن لا أحد يعلم ما الذي دار في الحوار، وأنا شخصيا يكفيني ما أعلن عنه، وقد أعلن أنه لا تنازلات على حساب الدستور، ولا تحصين، وأعلن عن عفو كريم استجاب له سمو الأمير، وأتى بيان من الديوان الأميري عن عزم سمو الأمير تفعيل المادة 75 من الدستور، فما المخالفة الدستورية في هذا الامر؟ فبعد هذه التفاصيل، ما الثوابت التي تم التراجع عنها؟ وما الكرامات التي تم إهدارها؟ بل على العكس أجد فيها حفظا للثوابت الدستورية والتمسك بها وترسيخ عمل المؤسسات.

قضية الحوار

وقال الحربش: إذا انتهينا من قضية الحوار وتحدثنا عن قضية التفاهم، البعض يقول ليس هناك أي تفاهم، نقول إن التفاهم في العمل السياسي ليس بدعة، ومارسته أغلبية مجلس 2012، وأنتم تعلمون من هي أغلبيته، وعرض على رئيس مجلس الوزراء آنذاك المشاركة في الحكومة بأغلبية نيابية معه، وعندما رفض واعتذر اجتمعت الاغلبية وقتها وقررت الحفاظ على حكومة رئيس الوزراء حينها وعدم إسقاطها، وعند قدم استجواب إلى رئيس الوزراء من أحد أعضاء الأغلبية اجتمعنا في مكتب نائب رئيس المجلس آنذاك الأخ خالد السلطان، وتم الطلب بشدة من مقدم الاستجواب سحب استجوابه، وتم ذلك لأن مصلحة بقاء المجلس راجحة على مصلحة حل المجلس، وتذكرون أن هناك من قدم استجوابات ورفضنا التفاعل معها.

وأضاف: لمن يشير إلى تنازلات أو بدأ يراجع موقفه من الحوار من الداخل أو الخارج أدعوه للصراحة والوضوح، إذا كنت ترفض الحوار فأعلن الان أنك ضد فكرة الحوار التي تمت، وضد التوصيات التي رفعت، وضد النتائج التي تترتب عليها وقدم بديلك. قل هذه أولوياتي: رحيل الرئيسين، وهذه آلية التطبيق للوصول إلى الهدف بالجلوس على مقاعد الوزراء وترفع الجلسات، وأعدك بأنني لن أصبر لنهاية دور الانعقاد. اشرح موقفك الان سواء كنت نائبا أو مهجراً، مستدركا: مطالبة الناس بالثبات والصبر مطلوبة، لكن تحتاج إلى أسباب ووسائل تحقق النتائج، فلا يجوز أن تهدم وتشوه أي مبادرة دون أن تقدم البديل.

وتابع: أعتقد أنني أمثل اخواني الذين وقعوا البيان، وأقول ذلك دون استشارتهم، إذا كانت عودتنا ثمنها التعدي على الدستور وتحصين أي طرف يثبت عليه الفساد، فلا بارك الله من سعى في مثل هذه العودة، وإن كانت عودتنا جزءا من المصالحة الوطنية وتعيد الكثير من أبناء الكويت وتحافظ على الدستور الكويتي، وإنجاز تشريعات مهمة في المستقبل تمنع تزايد سجناء الرأي فهذا مسلك مبارك أدعمه سراً وعلناً.

واختتم الحربش حديثه بالقول: أقول هذا الكلام حتى تتوقف المزايدات، وأتمنى في الأسبوعين القادمين أن نشهد تطبيق توصيات لجنة الحوار الوطني والمناشدات التي قدمت إلى سمو الأمير بطي صفحة المهجرين، والانتقال إلى تشريعات مهمة، وإن لم يحدث ذلك، لا قدر الله، فهذه مبادرة للخروج من حالة الجمود قدمت من أطراف نيابية كانت فيها استجابة سامية، ونحن دعمناها، اذا لم تنجح، فالكرة والقيادة ستكونان عند من يرفضون ولديهم مبادرات اخرى فليتفضلوا بها.

كلمة الحربش تمثلني

إلى ذلك، ذكر النواب السابقون مسلم البراك وسالم النملان وخالد الطاحوس ومبارك الوعلان في "تغريدة" مشتركة عبر حساباتهم في "تويتر" أن "كلمة الحربش تمثلني".

وقال النائب د. عبدالعزيز الصقعبي معلقا على تصريح الحربش "هذا العشم يا بوعبدالله".

أما النائب فرز الديحاني فقال: اختصار لما سبق من الزمان.

ومن جانبه، قال النائب فايز الجمهور: عودتكم لن يكون ثمنها تجاوزا على مواد الدستور أو تحصين أي طرف يثبت عليه فساد، بل عودتكم بمكرمة من قائد ووالد الجميع بإذن الله، مقدرا أهل الكويت من جميع الاطراف، ومقدرا لحبكم وإخلاصكم أنت وإخوانك لوطنكم، وصفحة نتعطش جميعا أن تطوى وننهض في كويت درة الخليج كما كانت.

أما النائب محمد الراجحي فقال: نسأل الله أن نفرح بعودتكم عاجلاً.

بدوره، قال النائب د. حمد المطر: كل الدعم لأي مشروع وطني يكون في مصلحة الوطن، فالحوارات الوطنية أولى خطوات المصالحة، عودة برأس مرفوع بإذن الله لكم جميعاً.

فيما اكتفى النائب أسامة الشاهين بجملة "كلمة الحربش تمثلني" تعليقا على تصريحه.

المسلم رداً على الحربش: الوفاء حق نسيتموه

عقب التصريح الذي أدلى به النائب السابق د. جمعان الحربش، علق النائب د. فيصل المسلم على تصريح الحربش دون أن يسميه، قائلا: "يستبعدونك من بياناتهم ثم يدعون تماثل مواقفك معهم!... إذن لماذا كان الاستبعاد؟!".

وأضاف المسلم، عبر "تويتر"، "يوافقونك برفض أن يكون ثمن زوال ألمنا إيذاء الكويت وأهلها! إذن لماذا الانتقاد؟!".

وتابع: "رغم استنطاقكم المحزن، أقسم بالله علنا أن فرحة رجعتكم عندي كانت وستكون أعظم من فرحة يوم العيد"، مختتما تصريحه بجملة "الوفاء حق نسيتوه".

إلى ذلك، أيد تصريح المسلم النائب خالد المونس قائلا: "تتفاوت المواقف ويبقى الثبات على المبدأ علامة فارقة"، مستدركا: "فيصل المسلم لست وحدك".

علي الصنيدح

back to top