نقطة: قصة نجاح عبيد

فلا يلام عبيد الوسمي، اليوم، لأنه سعى للعفو عن مجموعة من أبناء الوطن، بل يلام من افترض المثالية والثبات في رجل السياسة، وأن عليه أن يكون صنماً يواجه العواصف والأعاصير، منتظراً منها أن تغير اتجاهها وفقاً لرغباته وصرخاته، المشكلة في أفكارك التي تريد من الواقع أن يسايرها، وليست في الواقع الذي سيبقى هكذا متحركاً ومتقلباً، إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها، ناهيك أن عبيد لم يحاور السلطة ليطلب شيئاً لنفسه ليستحق كل هذا النقد والتصيد والتخوين، وهذه نقطة تحسب له، وإن كان هناك من يستحق ذلك في مثل هذه الحالة فهُم المستفيدون من هذا العفو، وليس الساعي لمصلحتهم، فببساطة شديدة بإمكان من لم يعجبه العفو عدم الاستجابة له والاستفادة منه وإبقاء الحال كما هو عليه إرضاءً لأصحاب الأيادي المغمورة في الماء، ثم إن مثل هذه اللغة الحادة والتخوين لم نسمعهما عندما عاد كل من وليد الطبطبائي وفهد الخنة معتذرَين ومقدمَين فروض الولاء والطاعة مجاناً دون مقابل.البعض يحاول الخلط بين التعامل مع مرزوق الغانم والعفو بحد ذاته، في سبيل ثني عبيد عن مساعيه، متناسين أن عبيد لا يمثل نفسه، فهو عضو واحد فقط، مع نواب آخرين، فإذا كان عبيد كما يحاول أن يصور البعض هو من يتحكم في زملائه ويحركهم ويقرر عنهم فعندها سيكون مرزوق الغانم آخر همنا، وعلينا التفكير بجدية حينها في مقاومة "السوبرمان" عبيد الوسمي.