عمارة الذاكرة

ولم أكتفِ برسم المباني التي تم هدمها أو تلك المعرضة لخطر التدمير فحسب، بل رسمت أهم معالم الكويت المعمارية المميزة كأبراج الكويت وأبراج المياه التي تعمل جميعاً كشبكة واحدة، وتلك الصروح التي حصلت على مكانة في موسوعة "غينيس" للأرقام القياسية كبوم الهاشمي 2، بل حتى العمارة السكنية التي تميزت بها الكويت في الخمسينيات والستينيات من القرن الماضي كبيت الحسينان وبيت الحملي، موثقة بذلك العصر الذهبي للكويت وتطورها إلى دولة مدنية ما بعد النفط واستقطابها نخبة من المعماريين العالميين لبناء صروحها وتكوين هويتها الجديدة، فلا يُشترط أن يكون المبنى طينياً أو بني في حقبة ما قبل النفط كي يُعتبر ذا قيمة تاريخية.وهنا أحب أن أوجه شكري لمتحف الفن الخليجي ودعمه المستمر لفنوني وعمل فريقه بكل اجتهاد كي يرى هذا المعرض النور، فأصبح الحلم حقيقة بفضل هذه الجهود، وأشكر فريق مجلة سكة الإماراتية الذي أتانا بهذه المبادرة الجميلة والضرورية لتسليط الضوء على الفنانين الخليجيين، فخلقوا منصة شبابية رائعة كي يكون للشباب الخليجي صوت، وقد نشروا العديد من مقالاتي وأعمالي الفنية بشكل مستمر منذ عام 2017. وكذلك أوجه خالص الامتنان والعرفان لإمارات الخير التي تبنت مواهبي منذ سنوات عديدة، فحصلت على بعثة دراسية مدفوعة الأجر بالكامل لدراسة الفنون البصرية وفنون التحريك بأكاديمية كارتون نيتوورك Cartoon Network Animation Academy الكائنة باستوديوهات "توفور54" (Twofour54)، حيث قضيت هناك أجمل الأوقات مع نخبة من الفنانين، فطورت من مهاراتي وهيأتني فنياً كي تصبح الفنون مهنة احترافية لا هواية فحسب. ولا يسعني هنا سوى الشعور بالقليل من الأسى والعتب على بلدي الذي لم يلتفت إلى مواهبي على الرغم من عملي وتعاوني مع العديد من الجهات المعنية بالعمارة والفنون والثقافة دون جدوى. على أية حال، أتمنى أن يحوز هذا المعرض الرقمي إعجابكم، فما زلت في بداية الطريق، والقادم سيكون أجمل بكثير بإذن الله.