هل العيب فينا؟

نشر في 08-10-2021
آخر تحديث 08-10-2021 | 00:07
 محمد العويصي كشفت دراسة أعدها الباحث البريطاني بول هوسفورد عن أكثر الدول تطبيقا لتعاليم ومبادئ الإسلام، وشملت الدراسة (208 دول)، فجاءت أيرلندا بالمرتبة الأولى والدنمارك بالمرتبة الثانية والسويد بالمرتبة الثالثة، وجاءت ماليزيا في المرتبة الـ33، أما بالنسبة إلى الدول العربية فقد حلت الكويت في المرتبة الـ48 والبحرين الـ61 والإمارات في المرتبة الـ64 في حين جاءت السعودية في المرتبة الـ93 وقطر في المرتبة الـ111 والسودان في المرتبة الـ190!

والسؤال الذي يطرح نفسه: لماذا احتلت الدول العربية والإسلامية مراتب متأخرة؟! برأيي الشخصي أن السبب يعود إلى عدم تمسكنا وتطبيقنا للقرآن والسنّة، فرسولنا الكريم عليه أفضل الصلاة والتسليم قد قال منذ 1443 عاماً: "تركت فيكم ما إن اعتصمتم به فلن تضلوا بعدي أبدا، كتاب الله وسنتي".

ومن المعلوم لدى العامة من الناس أن الدين الإسلامي 5% منه عبادات، و95% منه معاملات وأخلاق وسلوك، فأين نحن من الـ95%؟

يقول شيخ الإسلام محمد عبده "عندما زرت بلاد أوروبا لفت نظري أن الناس هناك يحترمون بعضهم بعضا ويؤدون عملمهم بإخلاص ودقة وأمانة، ولا ينال أحدهم من حرية الآخر، فعقدت مقارنة سريعة بين أخلاق الأوروبيين وأخلاق المسلمين، فوجدت أن الأوروبيين المسيحيين يتخلقون بأخلاق الإسلام في معاملاتهم وأعمالهم، في حين أن المسلمين بعيدون عن أخلاق دينهم".

صدق الإمام الشافعي حين قال:

نَعيبُ زَمانَنا وَالعَيبُ فينا

وَما لِزَمانِنا عَيبٌ سِوانا

وَنَهجو ذا الزَمانِ بِغَيرِ ذَنبٍ

وَلَو نَطَقَ الزَمانُ لَنا هَجانا

وَلَيسَ الذِئبُ يَأكُلُ لَحمَ ذِئبٍ

وَيَأكُلُ بَعضُنا بَعضاً عَيانا

أعتقد أن ما قاله الإمام الشافعي، رحمه الله، في الأبيات التي ذكرتها آنفاً ينطبق على واقعنا المعاصر والأدلة والبراهين كثيرة لا تعد ولا تحصى، ولكن سيأتي اليوم الذي نعود به إلى فهم ديننا فهما صحيحا وتطبيقا والتزاما، وسنكون بأحسن حال من الآن، بمشيئة الله، فهل من مدكر؟ آمل ذلك.

محمد العويصي

back to top