واشنطن تخيّر طهران: التفتيش أو مواجهة عقوبات جديدة

• إيران تستأنف أنشطتها البالستية بعد توقف 7 أشهر
• إسرائيل: «الخطة باء» ستغير صورة العالم

نشر في 28-09-2021
آخر تحديث 28-09-2021 | 00:05
قائد «الحرس الثوري» حسين سلامي خلال مسيرة أربعينية الحسين في طهران أمس  (رويترز)
قائد «الحرس الثوري» حسين سلامي خلال مسيرة أربعينية الحسين في طهران أمس (رويترز)
ضغطت القوى الغربية على إيران، للسماح باستئناف تفتيش منشأة كرج الذرية فوراً، ووصفت عرقلتها عمل مفتشي الوكالة الدولية بالتطور المقلق، في حين قتل 2 في حريق بمعمل أبحاث تابع لـ«الحرس الثوري»، بالتزامن مع تصريح إسرائيلي رسمي عن دراسة واشنطن وقوى أخرى لـ«خطة بديلة»، بهدف وقف النووي الإيراني في ظل تعثر مفاوضات فيينا.
في مؤشر على احتمال نفاد صبرها بمواجهة ما يصفه الخبراء بتلكؤ إيران في استئناف مفاوضات فيينا الرامية لإحياء الاتفاق النووي، لكسب الوقت وتحقيق المزيد من تراكم المعارف والخبرات العملية بالمجال الذري، عدلت إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن، لهجتها الدبلوماسية التي اعتمدتها تجاه إيران، منذ وصولها للسلطة قبل 8 أشهر، وخيرتها بين السماح لمفتشي وكالة الطاقة الدولية بالوصول إلى مجمع تساي كرج لإعادة تركيب كاميرات المراقبة، على النحو المتفق عليه سابقا مع مدير الوكالة رافائيل غروسي، أو مواجهة عقوبات جديدة.

وذكر بيان أميركي أمام اجتماع مجلس حكماء الوكالة أمس: "ندعو إيران إلى السماح للوكالة الدولية بالوصول المطلوب دون مزيد من التأخير. إذا لم تفعل إيران ذلك فسنجري مشاورات مكثفة مع أعضاء المجلس الآخرين خلال الأيام المقبلة بشأن الرد المناسب".

وفي موازاة ذلك، حث سفير الاتحاد الأوروبي في فيينا، ستيفان كليمنت، السلطات الإيرانية على السماح للوكالة الدولية بالدخول إلى "كرج" دون تأخير، واصفاً ما حصل بالتطور الخطير والمقلق.

وأعرب كليمنت عن ترحيب الاتحاد بالجهود المتواصلة للمدير العام للوكالة الذرية التابعة للأمم المتحدة، رافائيل غروسي، من أجل ضمان استمرار المعلومات بشأن البرنامج النووي الإيراني، في إشارة إلى زيارته الأخيرة التي قام بها لطهران، واتفاقه على استبدال بطاقات الذاكرة وصيانة كاميرات المراقبة بالمواقع النووية التي أعلنت الجمهورية الإسلامية أنها ستوقفها، للضغط على واشنطن والقوى الغربية من أجل رفع العقوبات المفروضة عليها.

ودعا المسؤول الأوروبي، عبر "تويتر"، إلى استئناف مفاوضات فيينا من أجل إعادة إحياء الاتفاق الموقع عام 2015، من النقطة التي وصلت إليها الجولة السادسة والأخيرة، قبل أن تتوقف المباحثات في يونيو الماضي.

نفي إيراني

في المقابل، دعا المندوب الإيراني في فيينا، كاظم غريب آبادي، إلى أن تقرير الوكالة الدولية، الذي أصدرته، ليل الأحد ـ الاثنين، بشأن عرقلة التفتيش في "كرج" غير دقيق، ويتجاوز الشروط المتفق عليها في البيان المشترك، الذي أعلن في 12 سبتمبر الحالي.

وأضاف عبر "تويتر" أن بلاده أوضحت "خلال النقاشات في طهران مع المدير العام للوكالة، أن مجمع كرج غير مشمول بعمليات التفتيش، لأنه لايزال خاضعا لتحقيقات أمنية وقضائية، وبالتالي فإن المعدات المرتبطة به لا يشملها تفاهم الصيانة".

وتشير تصريحات آبادي بشأن التحقيقات إلى الهجوم الذي استهدف "كرج" ونُفذ بطائرة مسيّرة صغيرة يونيو الماضي. وطال الهجوم على المنشأة القريبة من طهران، أحد مراكز التصنيع الرئيسية، الذي كان مكلفاً بإنتاج أجهزة طرد بديلة لتلك التي اعطبت في هجوم آخر استهدف منشأة نطنز الرئيسية، حيث تتهم السلطات الإيرانية إسرائيل، بالوقوف خلف سلسلة عمليات تخريب طالت منشآت لتخصيب اليورانيوم، وعمليات اغتيال طالت عدداً من علمائها النوويين.

وأتى ذلك، بعد أن أعلنت الوكالة الدولية أن إيران تقاعست عن الوفاء الكامل بشروط اتفاق أبرمته معها قبل أسبوعين، ويسمح لمفتشيها بصيانة أجهزة المراقبة في البلاد.

وأوضحت أن السلطات الإيرانية سمحت في الفترة من 20 إلى 22 سبتمبر للمفتشين الدوليين بصيانة معدات مراقبة محددة تابعة للوكالة، وباستبدال وسائط التخزين في جميع المواقع الضرورية في البلاد باستثناء مجمع "كرج".

تغيير عالمي

في غضون ذلك، أكد سفير إسرائيل لدى الأمم المتحدة والولايات المتحدة، جلعاد أردان، تقارير غير رسمية عن دراسة الولايات المتحدة والقوى الكبرى في العالم، لـ"خطة الباء"، بهدف وقف برنامج إيران النووي في حال فشل محادثات فيينا التي دخلت في مرحلة جمود مع وصول إدارة الرئيس الأصولي المتشدد إبراهيم رئيسي لسدة الحكم في طهران.

ودون أن يتطرق أردان إلى تفاصيل الخطة البديلة، أشار المسؤول الإسرائيلي إلى أن "الصورة العامة للعالم ستتغير إذا لم تعد إيران إلى الاتفاق النووي".

وفي وقت سابق، لفت وزير الدفاع الإسرائيلي بني غانتس، إلى أن المسؤولين الإسرائيليين يضغطون على واشنطن من أجل أن تكون على استعداد لـ"استعراض جاد للقوة" في حال فشل المفاوضات مع طهران.

وجاء ذلك بعد تلويح بايدن، خلال استقباله رئيس الوزراء الإسرائيلي نفتالي بينيت، بـ"خيارات أخرى" في حال لم ينجح المسار الدبلوماسي في التعاطي مع إيران.

في موازاة ذلك، حذر رئيس الوزراء الإسرائيلي،​ نفتالي بينيت​، خلال أول كلمة له أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، من أن «​إيران​ حققت قفزة كبيرة في مجال البحث والتطوير النوويين، في السنوات القليلة الماضية».

وقال إن «برنامج التسلح الذري الإيراني وصل إلى نقطة حرجة، وتجاوز جميع الخطوط الحمراء»، مضيفاً أن «الكلمات لا توقف أجهزة الطرد المركزي، ولن نسمح لإيران بامتلاك سلاح نووي». واتهم بينيت إيران بـ«نشر الدمار في لبنان والعراق واليمن وغزة».

حريق معمل

في السياق، أعلن "الحرس الثوري"، أمس، أن شخصين لقيا حتفهما في حريق اندلع في أحد مراكز الأبحاث التابعة له في غرب طهران أمس الأول.

ووصف "الحرس" المنشأة بأنها "مركز أبحاث للاكتفاء الذاتي"، دون توضيح الغرض منها أو موقعها.

نشاط بالستي

وفي مؤشر آخر على ابتعاد طهران، التي باتت جميع مفاصل السلطة بها تحت سطوة التيار المتشدد، عن التهدئة مع القوى الغربية، كشفت صور أقمار صناعية عن نشاط ملحوظ داخل منشأة تقع تحت الأرض ذات صلة بقاعدة للصواريخ البالستية.

ونشرت مؤسسة "انتل لاب" صوراً لأقمار صناعية عبر "تويتر"، قالت إنها توثق "استئناف أعمال الحفر في منشأة تحت الأرض، بكرمانشاة، تقع بالقرب من قاعدة للصواريخ البالستية متاخمة للحدود العراقية، وذلك بعد توقف دام 7 أشهر".

وبينت المؤسسة البحثية أنه "تجدد العمل في حفر الأنفاق حدث، في بداية أغسطس الماضي، فيما شهد الموقع زيادة في التحركات، وتُجرى حالياً أعمال الحفر لأساسيات الهيكل".

ومن شأن الخطوة، التي تزامنت مع تولي رئيسي السلطة وتعثر المفاوضات النووية، أن تثير حفيظة القوى الأوروبية التي تخشى من امتلاك طهران لصواريخ بعيدة المدى قادرة على حمل رؤوس نووية.

ويشدد كبار مسؤولي إيران، وعلى رأسهم المرشد علي خامنئي، على عدم طرح ملف الصواريخ البالستية على طاولة أي مفاوضات بين طهران والغرب، معتبرين أن هذا الأمر "خط أحمر للنظام".

برنامج التسلح الذري الإيراني وصل إلى نقطة حرجة وتجاوز جميع الخطوط الحمراء نفتالي بينيت
back to top