إسرائيل «تعدم ميدانياً» 5 فلسطينيين في الضفة

«حماس» تدرس التصعيد وتنتقد «التنسيق الأمني»... وغانتس يصف السنوار بـ «غير المتوقع»

نشر في 27-09-2021
آخر تحديث 27-09-2021 | 00:05
أقارب أحد الشبان الفلسطينيين الذين قتلوا برصاص إسرائيلي خلال تشييعه في الضفة أمس (ا ف ب)
أقارب أحد الشبان الفلسطينيين الذين قتلوا برصاص إسرائيلي خلال تشييعه في الضفة أمس (ا ف ب)
سقط 5 فلسطينيين في اشتباكين مسلحين مع قوات خاصة إسرائيلية خلال تنفيذها حملة اعتقالات واسعة بجنين ومحافظة القدس، في حين دعت «حماس»، التي خسرت 3 من كوادرها، إلى التصعيد ضد سلطات الاحتلال في الضفة الغربية وسط تأهب إسرائيلي تحسباً لإطلاق صواريخ من قطاع غزة.
في خطوة تهدف إلى ضرب ما تصفه سلطات الاحتلال الإسرائيلي بمحاولة الحركة المسيطرة على قطاع غزة مد بنيتها التحتية إلى مناطق نفوذ السلطة الفلسطينية بالضفة الغربية، شنّت قوات إسرائيلية خاصة من وحدتي «اليمام» و«دفدوفان» عملية واسعة لاعتقال نشطاء بـ «حماس» أسفرت عن مقتل 5 فلسطينيين، وإصابة مجند وضابط بإصابات خطيرة في محيط جنين والقدس فجر أمس.

وقال رئيس الحكومة الإسرائيلية نفتالي بينيت، إن «قوات الأمن قامت بعملية ضد عناصر من حماس خططوا لتنفيذ هجمات وعمليات مسلحة على المدى القريب».

وأضاف بينيت، الذي توجه إلى نيويورك لحضور اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، أن «الجنود والضباط في الميدان تصرفوا كما هو متوقع منهم، ونحن ندعمهم بالكامل».

استهداف واستعداد

وأوضح المتحدث باسم الجيش أفيخاي أدرعي عبر «تويتر»، أن الحملة ضد «الخلية العسكرية» أدت إلى مقتل 4 من عناصر «حماس» في 4 عمليات مختلفة.

وبعد تقارير أولية عن قيام القوات الإسرائيلية بتصفية الفلسطينيين، أشار أدرعي إلى أن عناصر الحركة قتلوا خلال تبادل لإطلاق النار، كما تم اعتقال 4 آخرين تابعين للخلية.

ولفت إلى أن مداهمات الاعتقال «تمت بشكل أساسي من وحدة مكافحة الإرهاب التابعة للجيش وشرطة إسرائيل وشرطة حرس الحدود إلى جانب جهاز الأمن العام، الشاباك».

وبين أن الجيش أخذ بعين الاعتبار أن العمليات العسكرية في الضفة من شأنها أن تتسبب في إطلاق قذائف من قطاع غزة.

محاصرة واشتباك

وأفاد شهود عيان، بأن القوات الإسرائيلية حاصرت غرفة زراعية بمنطقة خلة العين في بلدة بيت عنان قرب القدس، وأطلقت النار والقذائف، باتجاهها بعد تحصن 3 شبان بها.

وفي بلدة برقين قرب جنين قتل فلسطينيان، أحدهما في هجوم للجيش على أحد البيوت والثاني خلال مواجهات بالحجارة بين شبان القرية والجنود عند حاجز «جمالة». وقالت وزارة الصحة إن 9 شبان آخرين أصيبوا في هذه المواجهات.

وكانت إسرائيل أعادت فتح «الجمالة» أخيراً بعد إعادة اعتقال 6 أسرى فلسطينيين فروا من سجن جلبوع القريب في وقت سابق من هذا الشهر.

تصعيد «حماس»

في غضون ذلك، دعت «حماس» الفلسطينيين في الضفة الغربية إلى تصعيد المقاومة واستنزاف العدو «في جميع نقاط التماس والطرق الالتفافية» للرد على ما حدث.

وقالت الحركة، في بيان، إن «دماء الشهداء لن تذهب هدرا»، مؤكدة أن «خيار المقاومة والرصاص هو القادر على حماية حقوقنا وتحرير أسرانا وحماية مسرانا».

وأكد الناطق باسم «حماس»، عبداللطيف القانوع، أن «دماء شهداء القدس وجنين ستبقى وقوداً لاستمرار ثورة شعبنا ضد الاحتلال».

وهاجم المتحدث التنسيق الأمني بين السلطة الفلسطينية، في رام الله، وإسرائيل، معتبراً أن ما حدث «ثمرة اللقاءات التطبيعية التي عقدتها قيادات من السلطة مع وزراء إسرائيليين، وأعضاء كنيست في رام الله قبل أيام» في إشارة إلى لقاء نادر بين الرئيس محمود عباس ووزير الدفاع الإسرائيلي.

في موازاة ذلك، أكدت «كتائب عزالدين القسّام»، الجناح المسلح لـ «حماس»، أن «3 من كوادرها بينهم قائد ميداني استشهدوا بقرية بدو بجبال القدس».

في هذه الأثناء، أعلنت «كتائب سرايا القدس»، الجناح المسلّح لحركة «الجهاد»، أن أحد عناصرها سقط خلال تصدي عناصرها للتوغل الإسرائيلي بجنين.

وذكرت أن عناصر تمكنت من إيقاع إصابات بالقوات المهاجمة، في حين تحدثت تقارير عن إصابة المجند والضابط بـ «نيران صديقة» أطلقتها القوات الإسرائيلية. ووفقاً لمصادر فلسطينية، فإن بين من استهدفتهم القوات الإسرائيلية في القدس، وقامت باغتيالهم واختطفت جثامينهم: أحمد زهران، ومحمود حميدان، وزكريا بدوان.

بدورها، قالت «الجبهة الشعبية»: «ننعى شهداء الضفة ونؤكد أن دماءهم لن تذهب هدراً، لأن شعبنا يحفظ وصايا الشهداء جيداً، والذي يتطلب من السلطة مغادرة الرهان على وهم وسراب الحلول مع الاحتلال».

تنديد السلطة

من جهتها، نددت الرئاسة الفلسطينية بـ «الجريمة البشعة التي ارتكبتها قوات الاحتلال في القدس وجنين»، في حين دعت منظمة التحرير إلى «سرعة التدخل الجاد لتوفير الحماية للشعب الفلسطيني».

واعتبرت الرئاسة أن «الجريمة امتداد لمسلسل الانتهاكات والجرائم والإعدامات الميدانية المتواصلة بحق أبناء شعبنا»، مؤكدة أن «استمرار هذه السياسة، سيؤدي إلى انفجار الأوضاع وإلى مزيد من التوتر وعدم الاستقرار».

وحملت السلطة الحكومة الإسرائيلية، المسؤولية المباشرة عن التصعيد وتداعياته، مطالبة المجتمع الدولي، بـ «مغادرة مربع الصمت على عمليات الإعدام المباشرة واتخاذ إجراءات فورية لمحاسبة مرتكبي هذه الجرائم».

غانتس والسنوار

وجاء التصعيد بالضفة بعد ساعات من تحذير وزير الدفاع الإسرائيلي، بيني غانتس قائد «حماس» يحيى السنوار من القيام بأي خرق أمني. ووصف الوزير الإسرائيلي السنوار بأنه «شخص غير متوقع».

وقال غانتس في تصريحات متلفزة إن «السنوار يعكر صفو السلوك والنظام في غزة»، رغم اعترافه بأنه لم يطلق الصواريخ منذ عملية «حارس الأسوار/ سيف القدس» الأخيرة على القطاع.

ورأى أن «عناصر متمردة» بغزة هي من تقف وراء إطلاق الصواريخ باتجاه المستوطنات، عقب التهدئة التي توسطت بها مصر، لكنه شدد على أنه لن يتسامح مع ملف البالونات الحارقة التي تستهدف البلدات الإسرائيلية بغلاف القطاع المحاصر.

من جانب آخر، اعتبر غانتس، أن الرئيس الفلسطيني تسلق شجرة سيصعب عليه النزول منها، تعليقاً على خطابه في الجمعية العامة للأمم المتحدة، الذي منح خلاله إسرائيل مهلة مدة عام واحد فقط، للانسحاب من الأراضي الفلسطينية على حدود 1967، والعودة إلى طاولة مفاوضات السلام وقبول «حل الدولتين».

back to top